الفوائد المتبادلة 2010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يجمع علومك ليبلغها و يجمع علوم غيرك لتتعلمها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل لرفع الصور

 

 الرشوة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مجدى
مشرف
مشرف
مجدى


تاريخ التسجيل : 13/03/2010

الرشوة Empty
مُساهمةموضوع: الرشوة   الرشوة Emptyالأربعاء أبريل 14, 2010 11:37 pm

الرشوة فساد بالليل ورذيلة بالنهار

م/مجدى الشربينى

الرشوة في مصر منتشرة كالنار في الهشيم, أصبحت جزء من الحياة اليومية للمواطنين. تدرك بحواسك أن الموظف يطلب رشوة – بدون حياء – حينما

يقول: "عاوز حق الشاي" أو : كل سنة وأنت طيب – حتى ولو لم نكن في أعياد الميلاد أو أي مناسبة أخرى- أو "كلك نظر" أو يفتح لك درج المكتب

أو "فوت علينا بكرة يا سيد" فتدرك ساعتها أنه عليك أن تتصرف وتدفع باختصار: الأسلوب يختلف حسب طبيعة عمل الموظف ومدي ما يتمتع به من

سلطة.

ورغم موقف الإسلام الواضح من الرشوة إلا أنها تفشت في الفترة الأخيرة بسبب الفهم الخاطئ لقواعد الدين وأصوله وقد كتب الروائي يوسف إدريس

روايته الرائعة "العيب" بين فيها بمشرط الطبيب كيف تتغلغل الرشوة داخل المصالح الحكومية, وكيف يضطر الموظف إلي الوقوع في براثنها بسبب

ضعف الراتب وكان من الأشياء التي ركز عليها يوسف إدريس: كيف يفصل الموظف بين تلقي الرشوة وأداء الصلوات الخمس.

وتثار هنا عدة تساؤلات: لماذا انتشرت الرشوة في المجتمع المصري خلال العقود الماضية حتى صار بعض الموظفين يطلبونها بلا حياء؟ وهل الحكومة

تشجع على انتشار الرشوة بدفعها رواتب ضعيفة للموظفين لا تكاد تكفيهم؟ وهل عندما يتقاضى موظف – سواء يعمل في القطاع الخاص أو العام- راتب

ضعيف يبرر له ذلك أخذ الرشوة؟.

ويتحجج الراشي أنه لو لم يدفع الرشوة فلن يقضي مصلحته. كيف يتصرف هنا؟ وهل صحيح أن الوزر والآثم يقع على الموظف المرتشي فقط وليس

الراشي؟ وهل يتقبل الله عمل موظف يطلب الرشوة ويقيم الصلوات؟ ولإزالة علامات الاستفهام وبيان الحق التقينا بالشيخ عادل عبد المنعم أبو العباس

- عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

وقد أكد فضيلة الشيخ أن الرشوة عرفها الإنسان منذ أمد بعيد حيث أن النبي حذر الصحابة من خطرها فقال صلي الله عليه وسلم (لعن الله الراشي

والمرتشي والرائش) والرائش هو الوسيط بين الراشي والمرتشي .

وقد أخبرنا صلي الله عليه وسلم أن كل إنسان مكلف بالعمل الذي أنيط به فقد بعث بعض الصحابة لجباية الزكاة , فلما جاء رجل وقال: يا رسول الله هذا

لكم وهذا أهدي إليَ. فقال صلي الله عليه وسلم بعد غضب: ما بال الرجل نستعمله على العمل يقول هذا لكم وهذا أهدي إليَ, فهلا قعد في بيت أبيه وأمه

فينظر أيهدي له أم لا.

وقد جاء في القرآن أن الرشوة قد تكون أكثر قدما من عصر النبوة , حيث أن بلقيس ملكة سبأ حاولت أن ترشي سليمان عليه السلام بالهدية فقال

سليمان (أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) الآية 36 – سورة النمل.

ومعني ذلك أن الإنسان مجبول على حب المال بغض النظر عن كونه حلالا أو حراما , ولا يسأل عن مصدر المال إلا من يتق الله وهذا ما حدثنا عنه نبيا

صلي الله عليه وسلم عندما قال ( يٌسأل الرجل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).

أما موضوع انتشار الرشوة فقد وجد في كل العصور عند ضعاف الإيمان والنفوس بل ووصل عند بعض من يدعون التدين دون فهم لأصول الدين

وقواعده وقد سميت الرشوة بمسميات مختلفة منها "البرطلة" في العصر العثماني, وقد يسمونها الهدية وهي ليست بهدية وقد توجد مسميات لكل عصر

وزمن إلا أن الغالب عليها لفظة الرشوة.

والسبب الأساس في انتشارها حاليا هو ضعف الواعظ الديني لأن الإنسان لو رضي بالقليل لعاش كما عاش آبائنا وأجدادنا على الكفاف ولم يمدوا أيديهم

لأي إنسان حفظا للكرامة.

وقد يتعلل البعض بضعف الراتب ومع أنه حقيقة ويكفي بالكاد إلا أن الشرط بين المتعاقدين هو الأصل في الإسلام لأن "العقد هو شريعة المتعاقدين",

فإذا تعاقدت الدولة - أي دولة – مع موظف على العمل لفترة معينة من اليوم مقابل أجر معين ورضى الطرفين فمعني ذلك أنه ممنوعا شرعا بان يمد

يده أو يعطل المصالح من أجل أن يوضع له مال في درج مكتبه.

وحول سؤال عن دفع بعض الشباب مال من أجل الحصول على وظيفة, ويؤكدون أنهم بهذه الأموال يحصلون على وظيفة هي حق لهم، أكد د. عبد المنعم

أن البطالة داء يفتح الباب لعدم السؤال عن مصدر الرزق أمن حلال أم من حرام والشاب الغني قد يكون صاحب حق لكنه حينما يدفع رشوة ليحصل على

حقه يكون هنا قد ظلم أو أخذ حق الشاب الفقير الذي لا يستطيع أن يدفع أموال للحصول على وظيفته.

ويقول تعالي في القرآن الكريم (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وقد فسر

العلماء هذه الآية بان الإدلاء يُقصد به الرشوة لكل حاكم في منصبه وعامل في وظيفته بسبب السلطة التي يملكها.

وهناك أسباب أخرى للرشوة منها أن صاحب الرشوة قد لا يستطيع أن يدفع مباشرة فيلجأ إلي الرائش وهو الوسيط بين الراش والمرتشي, وهو بذلك

يفتح باب الشر والغضب لأنه بلا شك باب من أبواب الحقد والحسد الذي يكنه صاحب الحق وهو لا يملك هذا المال لهذا الذي أخذ حقه وبذلك يستشري

الفساد وتعم الفوضى وهو باب من أبواب انهيار الأمم وانهزام الحضارات وزوالها.

أما بخصوص من يتحجج بأن الآثم يقع على الموظف المرتشي فقط, أما الراشي فأنه كان مضطرا لدفع الرشوة حتى يقضي مصلحته، فيوضح عضو

مجمع البحوث أنه بالنسبة لمن يقع عليه الآثم وقول البعض أن الموظف المرتشي هو وحده من يتحمل الوزر كله نقول أن على صاحب الحق أن يبحث

عن حقه بعيدا عن دفع المال وبكل السبل الممكنة التي تجعله لا يدفع مليما واحدا فإذا عجز ذهب إلي أهل الصلاح - أن وجدوا – أو الأعلى منصبا

ليطلب حقه وهذه يسميها القرآن شفاعة حسنة (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى

كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) والشفاعة السيئة تنصب علي كل من يسلب حقوق الناس أما بالقول أو بالفعل أو بأخذ المال.

فأن سدت على صاحب الحق كل السبل فأن اللعنة حينئذ تنصب على المرتشي , ومعني ذلك أنه ليس على صاحب الحق أن يدفع المال سريعا وإنما عليه

أن يأخذ أولا كل السبل التي توصله إلي حقه, فأن دفع سريعا فأن اللعنة تنصب عليه أيضا لأنه يدفع الباب لطمع المرتشي.

وحول جواز تفسير حديث الرسول الكريم "يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار" بأن الدين سيكون سببا في حدوث

متاعب للمتمسك قال د. عادل كل المصلحين في كل زمان ومكان - قبل الإسلام وبعده - هم الذين يجدون العراقيل, وأكثر من وجد صعوبات هم الأنبياء

الرسل, ومع ذلك لم نجد واحدا منهم يدفع مليما واحدا من أجل دفع رسالته أو التنازل عنها (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) .

وببيان إمكانية معالجة هذه الظاهرة السيئة اختتم الشيخ حديثه قائلا أن أولى الخطوات تكون بالتربية الإسلامية وبتعليم الأجيال الجديدة أن المال الحرام

لا ينفع صاحبه وان الله مطلع علي العباد, وإن الإنسان مطالب بالتحري حتى أن الصالحين قالوا ( إذا ضاع الإيمان فلا أمان) فإذا أردنا أن نعيد

للمجتمع كيانه فلنعلم أنه ليس بالصلاة وحدها ولا ببقية العبادات والحديث يقول أنه عندما جلس النبي بين أصحابه يوما وسألهم { أتدرون ما المفلس ؟}

قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فصحصح لهم الإجابة قائلا { أن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاه ، ويأتي قد

شتم هذا ، وقذف هذا ، واكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما

عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار}.

فمع أنه كان مصليا وحاجا ومعتمرا إلا أنه سلب أموال الناس بالباطل وأكل الرشوة دخل جهنم وبئس المصير . نعوذ بالله منها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم عيسى
إدارة عامة
إدارة عامة
ابراهيم عيسى


تاريخ التسجيل : 18/03/2010

الرشوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرشوة   الرشوة Emptyالخميس أبريل 15, 2010 7:33 pm

مشكوووووووووووووور على معلوماتك الجميله واتمنى المزيد من فوائد مواضيعك وشكرا لك ووفقك الله وانت على حق فى كل شىء واتمنى لك التوفيق والتقدم وشكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

الرشوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرشوة   الرشوة Emptyالإثنين مايو 24, 2010 9:27 pm






الرشوة 30283_12151474411d3cef53
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرشوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرشوة باشكالها المختلفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفوائد المتبادلة 2010 :: اسلاميات-
انتقل الى: