ذات النطاقين مشرف عام
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: الرسول فى كتب السابقين الثلاثاء يوليو 06, 2010 12:11 pm | |
| أكرم الله البشرية برسوله وخاتم أنبيائه محمد رسول الله، فأرسله إلى جميع العالمين إنسهم وجِنِّهم، عربهم وعجمهم، بأوضح حُجَّة، وأظهر دلالة، وأبين برهان، وساق الله I تلك الدلائل الظاهرة البينة لتَعْلَم البشرية صدق دعوته ونُبْلَ رسالته، وأنه حلقة في سلسلة الأنبياء الذين أرسلهم الله I لوظيفة واحدة لا تتجزّأ، وتتمثَّلُ في دعوة التوحيد لله ربِّ العالمين.
ومن سُنَّة الله تعالى أن كل نبي يُسَلِّم جذوة دعوته إلى الذي يليه، وهكذا فقد بَشَّرَتْ برسول الله الكتب السالفة، وأَخْبَرَتْ به الرسل السابقة، من عهد آدم أبي الأنبياء والبشر إلى عهد المسيح عيسى بن مريم، كُلَّمَا قام رسولٌ أُخذ عليه الميثاق بالإيمان برسول الله والبشارة بنُبُوَّتِه ورسالته.
وهذه البشارات هي بمنزلة الإعلان والبلاغ المسبق من الله ومن الرسل إلى الأمم والشعوب بمَقْدَم محمد رسول الله، والحكمة منها أن لا يحدث انقطاع في الهدي الإلهي؛ فإذا جاء نبيٌّ جديد فلا يُقَابله أتباع النبي السابق بشيء من العداوة والبغضاء والتعصُّبِ المذموم، بل يشعرون أنه امتداد لما كان عليه النبي السابق؛ فتتواصل بذلك الهداية الإلهية، وتتعاضد وتتكامل الرسالات السماوية.
بشارة رسول الله في كتب الهندوس أخبر القرآن الكريم أن الله تعالى أرسل لكل أُمَّة رسولاً يدعوهم إلى التوحيد، فينذرهم ويُبَشِّرهم؛ ليُقيم عليهم الحُجَّة يوم القيامة، وأن كل هذه الأمم والشعوب قد عَرَفت وتَيَقَّنَتْ -عن طريق أنبيائهم ورسُلهم- بمجيء خاتم الأنبياء والرُّسل محمد، وهو ما أخبر به القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} [الشعراء: 196]، أي: "إِنَّ ذِكْرَ محمدٍفي كتب الأولين"[1].
كتاب السامافيدا ورغم أنه لم يَعُدْ من كتب السابقين إلاَّ بقايا قليلة جدًّا، لكنها لم تَخْلُ من ذِكْرِ لمحمدورسالته؛ ففي كتاب (السامافيدا)، أحد الكُتب المقدَّسَة لدى البراهمة، نجد النصَّ التالي: "أحمد تلقَّى الشريعة من ربِّه، وهي مملوءة بالحكمة، وقد قُبست من النور كما يقبس من الشمس"[2].
كتاب أدهروهيدم وجاء في كتاب مُقَدَّسٍ آخر عند الهندوس وهو (أدهروهيدم) ما نصُّه: "أيها الناس، اسمعوا وَعُوا؛ يُبْعَثُ المحمَّدُ بين أظهر الناس، وعَظَمَتُه تُحْمَدُ حتى في الجنة، ويجعلها خاضعة له وهو المحامد"[3]. يعني محمد.
كتاب بفوشيا برانم وفي كتاب هندوسي ثالث هو (بفوشيا برانم) ما يلي: "في ذلك الحين يُبعث أجنبي مع أصحابه باسم محامد الملقب بأستاذ العالم[4]، والمَلِك يطهِّره بالخمس المطهرة"[5]. ولا شكَّ في أنها الصلوات الخمس التي يمحو الله بهنَّ الخطايا.
وقد جاء وصف أصحاب رسول الله في كتاب (بنوشيا برانم)، فقد ورد فيه: "هم الذين يختتنون، ولا يربون القَزَع[6]، ويربون اللِّحَى، ويُنادون الناس للدُّعاء بصوت عالٍ[7]، ويأكلون أكثر الحيوانات إلاَّ الخنزير، ولا يستعملون الدرباء[8] للتطهير، بل الشهداء هم المتطهرون، ويُسمون بمسليّ[9]؛ بسبب أنهم يُقاتلون من يُلبس الحقَّ بالباطل، ودينهم هذا يخرج منِّي وأنا الخالق"[10].
بشارة رسول الله في الترتيلات الهندوسية كتب الويدات ولقد قامت مجموعة من الباحثين الهندوس بتحليل العديد من الترتيلات الهندوسية المختلفة، والتي جاءت في كتب الويدات وغيرها من الكتب الهندوسية، فوجدوا أن النبي محمدًاقد ذُكِرَ صراحة، كما ذُكِرَتْ بعضُ محاور رسالته ودعوته؛ لذلك كَتَبَ عددٌ من علماء الهندوس وغيرهم بحوثًا حول هذه الشخصية الفذَّة التي وجدوها في كتبهم، وهي شخصية (نراشنس)، فدرسوها في ضوء ما ذُكِرَ لها من الخصائص والأوصاف.
وكلمة (نراشنس) كلمة سنسكريتية[11] مكوَّنة من مقطعين؛ أوَّلهما: (نر)، ومعناه الإنسان، وهذا غريب بالنسبة للويدات التي قلَّمَا تختار من البشر أحدًا لمدحه والثناء عليه. والمقطع الثاني: (أشنس)، ومعناه اللغوي: مَنْ يُحْمَدُ ويُثْنَى عليه بكثرة، فهو مرادف لمحمد مرادفة تامَّة، ومع ذلك فلم تَكْتَفِ الويدات بذكر اسم هذا النبي العظيم فقط، بل "وفَّرَتْ لنا تفاصيل أخرى تقطع سبل النقاش والجدال، وتَبُتَّ البشارة بتَّة لا مجال فيها لأدنى احتمال، وأكبر مجموعة لهذه التفاصيل هي ما ورد في (أتهرو ويد) في بابه العشرين، والفصل السابع والعشرين بعد المائة، بينما يوجد بعض البيانات في مناتر[12] أخرى جاءت متفرِّقَة في بقية الويدات والكتب المقدسة عند الهندوس"[13].
وقد تُرجمت هذه المناتر على الصورة التالية:
1- "اسمعوا أيها الناس باحترام، إن نراشنس يُحمد ويثنى عليه، ونحن نعصم ذلك المهاجر -أو حامل لواء الأمن- بين ستين ألف عدوٍّ وتسعين عدوًّا".
ويُلاحَظُ في هذه الترتيلة عدَّة أشياء؛ أوَّلها: أن هذه الشخصية تتمتَّع بحمد الناس وثنائهم عليها، وتمتاز على الآخرين بذلك، ولا يُعرف في تاريخ البشر إنسانٌ حمده الناس وأثْنَوْا عليه بمعشار ما أثْنَوْا على محمدٍوحمدوه، فهو الذي امتاز بهذه الخصيصة بين الأنبياء.
وثانيها: أن هذه الترتيلة ذَكَرَتْ كلمة المهاجر، ومن المعلوم أن محمدًاقد هاجر من مكة إلى المدينة، وموضوع الهجرة من أبرز الأحداث التي مرَّ بها الأنبياء عليهم السلام.
وثالثها: وهو الغريب في هذه الترتيلة أنها أحصت أعداء النبي؛ فهم ستين ألفًا وتسعين عدوًّا، وقد تتبع بعض الباحثين عدد من عادى النبيفي حياته فوجدهم يقربون من هذا العدد، والله أعلم[14].
2- "يكون مركبه الإبل، وأزواجه اثنتي عشرة امرأة، ويحصل له من علو المنزلة، وسرعة المركب أنه يمسُّ السماء ثم ينزل".
وهذه الترتيلة واضحة جدًّا في دلالتها على نُبُوَّةِ محمدوالبشارة به؛ إذ ما من وصف ذُكِرَ فيها إلاَّ وقد تَحَقَّقَ في رسول الله، فنراشنس -محمد- كان دائم الركوب للإبل في أسفاره وغزواته، وهذا مشهور متواتر في كتب السيرة، وهو دليل على أن ميلاد هذا النبي لا يكون إلاَّ في منطقة صحراوية؛ لأن الإبل لا توجد إلاَّ في مثل هذه المناطق، وقد وُلِدَ رسول اللهبالفعل في مكة، وهي أرض صحراوية قاحلة تُحِيطُ بها صحاري شاسعة. ثم إن النبيلا يكون عزبًا بل يتزَوَّج من اثنتي عشرة امرأة، ولم يَثْبُتْ ذلك لأحد غيره من الأنبياء والمرسلين؛ فقد تَزَوَّج رسول اللهمن اثنتي عشرة امرأة على رأي من قالوا بأن السيدة ريحانة بنت زيد -رضي الله عنها- كانت زوجة من زوجاته[15].
وقد تحدَّث ويد بركاش أبادهياي -وهو أحد كبار علماء اللغة السنسكرتية في شبة القارة الهندية- عن ترجمة الفقرة الثانية من هذه البشارة في كتابة: "نراشنس أور أنتم رشي" ص14، وهي أن أزواجه تكون اثنتي عشرة امرأة، وهو لم يُشِرْ إلى احتمال أيِّ معنًى آخر سواه[16].
وهناك إشارة أيضًا إلى رحلة الإسراء والمعراج التي ركب فيه النبي البراق[17] الذي كان من سرعته أنه يضع قدمه عند منتهى طرفه، وأنه علا به إلى السماء، ثم نزل إلى الأرض[18].
ويتَّضِحُ من هاتين الترتيلتين -وغيرها من بقيَّة التراتيل المتعلِّقَة بنراشنس- مدى تطابقهما مع أوصاف محمد؛ لذلك فهو دليل صريح من كتب الهندوس على التبشير بنُبُوَّة محمد، ولا يَتَوَانَى بعض علماء الهندوس في ذكر ذلك صراحة، ولا يَستغرب أحد أن كُتب الهندوس قد جاءت بأوصاف لرسول الله؛ فاعتقادُنا بأنها مجموعة من الكتب الموضوعة بأيدٍ بشريَّة قد يكون صحيحًا إن كان المقصود بذلك التحريف والتبديل؛ لأنه لا يُعقل أن تتنزل الرسالات في منطقة الشرق الأوسط، وتُنسى بقية المعمورة بساكنيها من الوحي والرسالات -وحاشا لله I ذلك- لأنه يتعارض مع رحمته وعدله، وقد أخبرنا القرآن الكريم أن كل أُمَّةٍ من الناس لم تَخْلُ من نذير أو بشير، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]. ومن ثَمَّ يمكن التعويل على هذه الترتيلات الهندوسية -استنادًا لما ذكره علماؤها- في التصديق والبشارة بنُبُوَّة محمد.
رسول الله في التوراة
أدلَّة وبراهين وبشارات كثيرة، تلك التي تَضَمَّنَتْهَا كُتب التوراة الموجودة الآن بين يدي أتباعها؛ بما يُؤَكِّد صدق النبي محمدفي دعواه ورسالته، وأنه خاتم المرسلين والمبعوثُ رحمةً للعالمين؛ ممَّا يُقِيم الحُجَّة على أهل هذه الكُتب، ويُثْبِتُ إيمان المؤمنين.
اليهود ونكران بشارة رسول الله لقد أراد اليهود بكل عزمهم وقُوَّتِهم وجهدهم أن يطمسوا النور الذي بين أيديهم، فحرَّفوا وبدَّلوا في كتاب الله التوراة، وكان من جملة ما طمسوا حقيقته وشَوَّهُوا صورته، البشاراتُ الإلهية بقدوم خاتم الأنبياء محمد رسول الله؛ وذلك لعدم إيمانهم بقُدْرَة أَيَّة أُمَّة غيرهم على النهضة العالمية المرجُوَّة لطريق الله القويم، ولَمَّا كان النبي الخاتم من وَلَدِ إسماعيل، وليس من ولد إسحاق كما اعتادوا دومًا؛ فقد زادهم ذلك حقدًا فوق حقدهم، فعملوا بكل ما أُوتُوا من قُوَّة على تشويه حقيقة النبي الخاتم محمد، والدين الحقّ الإسلام.
البشارات في التوراة قوله في الفصل التاسع من السفر الأول من التوراة: "إن هاجر لما فارقت سارة وخاطبها الملك فقال: يا هاجر، من أين أقبلت؟ وإلى أين تريدين؟ فلما شرحتْ له الحال، قال: ارجعي، فإني سأكثِّر ذريتك وزرعك حتى لا يُحصون، وها أنت تحبلين وتلدين ابنًا اسمه إسماعيل؛ لأن الله قد سمع ذُلَّك وخضوعك، وولدك يكون وحش الناس، يده فوق يد الجميع، ويد الكل به، ويكون مسكنه على تخوم جميع إخوته"[1]. يقول ابن القيم: "... ومعلوم أن يد بني إسماعيل قبل مبعث محمدلم تكن فوق أيدي بني إسحاق؛ بل كان في أيدي بني إسحاق النبوة والكتاب، وقد دخلوا مصر زمن يوسف مع يعقوب، فلم يكن لبني إسماعيل فوقهم يد، ثم خرجوا منها لَمَّا بُعِثَ موسى، وكانوا مع موسى من أعزِّ أهل الأرض، ولم يكن لأحد عليهم يد؛ ولذلك كانوا مع يوشع إلى زمن داود ومُلْكِ سليمان، المُلْك الذي لم يُؤْتَ أحدٌ مثله فلم تكن يد بني إسماعيل عليهم، ثم بعث الله المسيح فكفروا به وكذبوه، فدمَّر عليهم تكذيبُهم إيَّاه، وزَالَ ملكهم، ولم تَقُمْ لهم بعده قائمة، وقَطَّعَهُم الله في الأرض أُممًا، وكانوا تحت حُكْمِ الروم والفرس، وغيرهم، ولم تكن يَدُ وَلَدِ إسماعيل عليهم في هذا الحال، ولا كانت فوق يَدِ الجميع إلى أن بعث الله محمدًابرسالته، وأكرمه الله بنُبُوَّته، فصارت بمبعثه يَدُ بني إسماعيل فوق الجميع، فلم يَبْقَ في الأرض سلطان أعزَّ من سلطانهم؛ بحيث قهروا سلطان فارس والروم والترك والدَّيْلَم، وقهروا اليهود والنصارى والمجوس والصابئة وعُبَّاد الأصنام؛ فظهر بذلك تأويل قوله في التوراة: "ويكون يده فوق يد الجميع، ويد الكل". وهذا أمر مستمرٌّ إلى آخر الدهر. قالت اليهود: نحن لا نُنْكِر هذا؛ ولكنْ إنَّ هذه بشارة بملكه وظهوره وقهره لا برسالته ونُبُوَّتِه. قال المسلمون: المُلك ملكان؛ ملك ليس معه نُبُوَّة بل ملك جبار مُتَسَلِّط، وملك نفسه نبوة؛ والبشارة لم تقع بالملك الأول، ولا سيَّمَا إن ادَّعَى صاحبه النُّبُوَّة والرسالة وهو كاذب مفترٍ على الله؛ فهو من شَرِّ الخَلْقِ وأفجرهم وأكفرهم، فهذا لا تقع البشارة بمُلْكِه، وإنما يقع التحذير من فتنته، كما وقع التحذير من فتنة الدجال، بل هذا شرٌّ من سنحاريب وبُخْتُنَصَّر[2]، والملوك الظلمة الفجرة الذين يَكْذِبون على الله، فالأخبار لا تكون بشارة، ولا تفرح به هاجر وإبراهيم، ولا بَشَّرَ أَحَدٌ بذلك، ولا يكون ذلك إثابة لها من خضوعها وذُلِّها، وأن الله قد سمع ذلك ويعظِّم هذا المولود ويجعله لأُمَّة عظيمة، وهذا عند الجاحدين بمنزلة أن يقال: إنكِ ستلدين جبارًا ظالمًا طاغيًا يقهر الناس بالباطل، ويقتل أولياء الله، ويسبي حريمهم، ويأخذ أموالهم بالباطل، ويُبَدِّل أديان الأنبياء، ويكذب على الله، ونحو ذلك، فمَنْ حَمَل هذه البشارة على هذا، فهو مِنْ أعظم الخَلْقِ بهتانًا وفرية على الله؛ وليس هذا بمُسْتَنْكَر لأُمَّة الغضب، وَقَتَلَة الأنبياء، وقوم البهت"[3].
ورغم هذه التشويهات المتعاقبة عبر العصور المتلاحقة في التوراة، فقد بَقِيَتْ هناك بعض النصوص التي تُدَلِّل بوضوح على وجود النبي الخاتم الذي بَشَّرَ به موسى، بل وأراد أن يكون من أُمَّتِه!
يقول ابن تيمية: "قد رأيتُ أنا من نسخ الزبور ما فيه تصريح بنُبُوَّة محمدباسمه، ورأيتُ نسخة أخرى بالزبور فلم أَرَ ذلك فيها، وحينئذٍ فلا يمتنع أن يكون في بعض النسخ من صفات النبيما ليس في أخرى"[4].
وإذا أردنا بعضًا من هذه التصريحات أو البشارات، فإنه عندما سقطت بابل في يَدِ مَلِكِ الفرس عام (538 ق. م)، سُمح لليهود بالعودة إلى فلسطين -بعد أن أسرهم الزعيم الكلداني الشهير بُخْتُنَصَّر- كما سُمِحَ لهم بإعادة بناء القدس والهيكل، وعندما وُضعت الأساسات لبناء المعبد الجديد، ارتفعت صيحات الفرح بين اليهود، وفي أثناء هذه المناسبة بعث الله النبي (حجّي)، الذي قال لهم في هذه المناسبة: "وسوف أُزلزل كل الأمم، وسوف يأتي (حِمْده) لكل الأمم، وسوف أملأ هذا البيت بالمجد، كذلك قال رب الجنود، لي الفضة ولي الذهب، هكذا قال رب الجنود، وإن مجد ذلك البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول، هكذا قال رب الجنود، وفي هذا المكان أُعْطِي (شالوم)، هكذا قال رب الجنود"[5].
لقد أعطى المعلِّقُون اليهود والنصارى أهمية قصوى للوعد المزدوج الذي احتوته النبوءة المذكورة آنفًا، وكلاهما يفهمان كلمة (حِمْده) على أنها نبوءة يهودية مسيحية، فلو فُسِّرَت هذه النبوءة بالمعنى المجرَّد لكلمتي (حِمْده) و(شالوم) على أنهما (الأمنية) و(السلام)؛ لأصبحت النبوءة لا شيء سوى أمنيات مبهمة غير ذات مغزى، ولكن لو فهمنا من كلمة (حِمْده) أنها شخصية حقيقية، ومن كلمة (شالوم) أنها ديانة مُنزَّلة، وقوَّة فَعَّالة، عندئذٍ تُصبح هذه النبوءة صادقة ومتحقَّقَة في شخصية أحمد ودين الإسلام؛ ذلك لأن كلمتي (حِمْده) و(شالوم) تؤديان بدقَّة معنى كلمتي (أحمد) و(الإسلام)[6].
وقد أكَّد عبد الأحد داود[7] على أن أصول كلمة (حِمْده) و(شالوم) تُدَلِّلان بوضوح على بشارة التوراة بمحمدوبدين الإسلام؛ فكلمة (حِمْده) تُقرأ في النصِّ الأصلي: "في يافو حِمْده كُول هاجوييم". وهي تعني حرفيًّا: "وسوف يأتي حِمْده لكل الأمم". والكلمة مأخوذة من اللغة العبرية القديمة أو الآرمية، وأصلها (حِمْدْ) وتُلفظ بدون التسكين (حِمِد). ممَّا يعني في العبرية (الأمنية الكبيرة)، أو (المشتهى)، أو ما يتوق إليه المرء، ونجد في اللغة العربية أن الفعل (حَمِدَ) من جذر الكلمة نفسها (ح م د) بمعنى الإطراء والمديح.
ومن البشارات أيضًا التي جاءت في التوراة، ما جاء في سفر (أشعيا) في الإصحاح الثاني والأربعين ما نصُّه: "لترفع البرية ومدنها صوتها، الديار التي سكنها قيدار[8]؛ لتترنَّم سكان سالع، من رءوس الجبال ليهتفوا؛ ليعطوا الرب مجدًا، ويُخبروا بتسبيحه في الجزائر"[9].
وهذا النصُّ واضح في التبشير بمحمد؛ فقد أشار إلى بلاد العرب وهي الديار التي سكنها قيدار بن إسماعيل، وطلب منها أن تبتهج. والغريب أن النصَّ لم يَكْتَفِ بالإشارة إلى قيدار بن إسماعيل الذي هو جدُّ النبي محمد[10]، بل إن النصَّ جاء بذِكْرِ دار هجرة رسول اللهوهي المدينة المنورة، فقال: "لتترنم سكان سالع". وسالع هو (سَلْع) وهو جبل في باب المدينة، كما هو اسمه إلى الآن، وهو سالع بالعبرانية[11].
والنصُّ السابق يُلمح لنا عن طريق التأمُّل والاستقصاء لماذا استقرَّ اليهود في المدينة المنورة وما حولها؟ لقد كانوا على يقين بأن خاتم الأنبياء سيقطن المدينة، التي من أماراتها جبل (سالع) المذكور عندهم في التوراة كالبشارة السابقة، فتَمَنَّوْا أن يكون منهم وفيهم، ومن المعلوم أنهم طالما خَوَّفُوا الأوس والخزرج من النبي الخاتم الذي سيخرج من بين ظهرانيهم فيتخلص منهم، ومَنْ على شاكلتهم!
لقد كان اليهود في المدينة وما حولها يعلمون صفة النبي، وقُرْبَ ظهوره، وهو ما يُؤَكِّدُه ابن سعد في طبقاته بسند مُتَّصِلٍ عن ابن عباسما نصُّه: "قال: كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النبيقبل أن يُبْعَث، وأن دار هجرته المدينة"[12]. وهذا الأمر دليل واضح من التوراة ومن الواقع التاريخي على البشارة بالرسول الخاتم محمد.
هذه بعض البشارات التي وردت في التوراة عن النبي محمد، ولا يَتَّسِعُ المجال لعرض المزيد منها، والتي تدلُّ دلالةً واضحةً على صدق رسول الله فيما بَلَّغَ عن ربِّ العِزَّة I.
رسول الله في الإنجيل
اليهود وتكذيبهم بعيسى كَثُرَتِ البشارات بقدوم النبي الخاتم محمدفي الإنجيل، تارة بوصفه أستاذ العالم، وأخرى بتسميته الفارقليط، بل كان ثمة جزءٌ كبير من رسالة عيسىإلى قومه قائمًا على التبشير بمجيء محمد، لكن اليهود خاصَّتهم وعامَّتهم، ورهبانهم وأحبارهم قد انساقوا خلف الشهوات، وحادُّوا الله I، بل ووقفوا ضدَّ رسالة عيسى، وقاموا بقتل يحيى، وغيره من أنبياء الله الذين جاءوا لهدايتهم، ورغم ذلك فإن الإنجيل لا يزال يشهد في مواضع عديدة بالحقِّ الذي يأتي من بعد عيسى، والمتمثِّل في محمدورسالته الخاتمة الخالدة.
رسالة المسيح عيسى إن الرسالة المحدَّدة التي بُعث بها المسيح عيسىكانت هدايةُ اليهود وإعادتهم عن ضلالهم وانحرافهم، وتصحيحُ اعتقادهم الخاطئ عن المسيح المنحدر من سلالة داود، ولإقناعهم بأن ملكوت الله على الأرض -الذي كانوا ينتظرون تحقيقه- لم يكن ليتحقق بواسطة مخلِّص منحدر من سلالة داود، ولكن من نسل إسماعيل اسمه أحمد، وهو الاسم الصحيح المطابق للاسم الذي نصَّتْ عليه الأناجيل اليونانية بصيغة (بركليتوس PERIQLYTOS)، وليس (باراكليت[1] PARACLETE) كما شَوَّهَته الكنائس[2].
وهذه الحقيقة يُؤَكِّدُهَا القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
البشارات في الإنجيل ولقد جاءت البشارات بمجيء خاتم الأنبياء محمدفي مواضع عديدة من الأناجيل، من ذلك ما ورد في إنجيل يوحنا ونصه: "الفارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، وإذا جاء وبَّخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه، ولكنه مما يسمع به، ويكلمكم ويسوسكم بالحق، ويخبركم بالحوادث والغيوب"[3].
وقد اختلفت تفاسير كلمة الفارقليط اليونانية (PERIQLYTOS)؛ فمنهم من فَسَّرَها بمعني المعزِّي، أو المحامي والكثير الحمد، وقيل: هي كلمة آرامية الأصل، تعني المخلِّص من اللعنة. وقد كانت هذه الكلمة دارِجة بين المؤمنين -آنذاك- وكانت تتعَلَّقُ بخاتم الأنبياء. وقيل: هي كلمة يونانية تعني بالترجمة الحرفية لها (أحمد) أو (محمد) بالعربية. والنصوص الأصلية للإنجيل باللغة الآرمية القديمة قد جاءت بكلمة محَمده وحمِده، وهي كلمات موازية تمامًا لكلمة محمد وأحمد في اللغة العربية، ولعلَّ هذا التفسير الأخير لكلمة الفارقليط -وهي لفظة يونانية كما أسلفنا- يُعْتَبَرُ الأقرب للصواب؛ لأن الله تعالى ذَكَرَهُ صراحةً على لسان عيسىفي كتابه الكريم: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]، وهذا من أقوى البراهين على نُبُوَّة محمد، وعلى أن القرآن تنزيل إلهي فعلاً؛ إذ لم يكن في وُسْع محمدأن يعرف أن كلمة البرقليطوس كانت تعني (أحمد) إلاَّ من خلال الوحي، وهذه حُجَّة جازمة ونهائية؛ لأن المدلول الحرفي للاسم اليوناني يُعادل بدقَّة كلمتي (أحمد ومحمد)، ومن المدهش أن الوحي قد ميَّزَ صيغة أفعل التفضيل من غيرها أي (أحمد) من (محمد)، ومن المدهش أيضًا أن هذا الاسم الفريد لم يُعْطَ لأحد من قبلُ؛ إذ حُجِز بصورة معجزة لخاتم الأنبياء والرسل وأجدرهم بالحمد والثناء؛ ذلك أن اسم برقليطوس لم يُطلق على أي يوناني قطُّ، كما أن اسم أحمد لم يُطلق على أي عربي قبل النبي محمد، صحيح أنه كان هُنالك يوناني مشهور من أثينا اسمه بركليس (PERIQLYS) بمعنى الشهير، ولكن ليس بمعنى الأشهر[4].
وقد ذكر الأستاذ عبد الوهاب النجار[5] أنه سأل العلامة الكبير الدكتور كارلو نلّينو[6] المستشرق الإيطالي: ما معنى بيريكلتوس؟ فأجابه بقوله: إن القسس يقولون: إن هذه الكلمة معناها (المعزي). فقال له: إني أسأل الدكتور كارلو نلينو الحاصل على الدكتوراه في آداب اللغة اليونانية القديمة، ولستُ أسأل قسيسًا. فقال: إن معناها الذي له حمد كثير. فقال له: هل هذا يوافق أفعل التفضيل من (حمد)؟ فقال: نعم. فقال له: إن رسول اللهمن أسمائه أحمد. فقال: يا أخي، أنت تحفظ كثيرًا. قال الأستاذ عبد الوهاب النجار: ثم افترقنا، وقد ازددتُ بذلك تثبيتًا في معنى قوله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] [][7].
وأمَّا قوله في النصِّ المذكور سابقًا: "ويسوسكم بالحق". ففيه أيضًا دليل على صدق نُبُوَّة محمد؛ حيث مَكَّنَ الله I لِنَبِيِّهِأن يحكم الناس بكتاب الله الذي هو الحقُّ المبين، فقال تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 48]، وهذا الفارقليط الأخير دَلَّتْهُم عليه مجموعة من المخطوطات التي وُجِدَتْ في منطقة البحر الميت، وهذه المخطوطات تُعَدُّ من أهمِّ الاكتشافات التي قد تُغَيِّر الفهم التقليدي للإنجيل، كما عبر بذلك أحد كبار القساوسة، وهو القس باول ديفن أحد رؤساء الكنائس الكبرى في واشنطن؛ حيث قال: "إن مخطوطات البحر الميت -وهي من أعظم الاكتشافات منذ قرون عديدة- قد تُغَيِّر الفهم التقليدي للإنجيل".
وقد جاء في هذه المخطوطات بالنصِّ ما يلي: "إن عيسى كان مسيّا المسيحيين، وأن هناك مسيّا آخر". ومسيا بالآرمية تعني رسولاً؛ لذلك أخبرهم المسيحُقائلاً: "ابن البشر ذاهب، والفارقليط من بعده يجيء لكم بالأسرار، ويُفَسِّر لكم كل شيء، وهو يشهد لي كما شهدتُ له، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل"[8].
فمحمدهو خاتم الأنبياء الذي يرشد البشرية إلى كل الحقِّ كما جاء بنصِّ الإنجيل: "وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويُخبركم بأمور آتية"[9]. وهذا النص الإنجيلي يُؤَكِّده صحابة رسول اللهبقولهم: "صلى بنا رسول اللهالفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمسُ، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمُنا أحفظُنا"[10].
بشارة يحيي بالنبي محمد وكما بَشَّر المسيحبمجيء النبي محمدالذي يُخلِّص الناس من ضلالاتهم وفجورهم وانحرافهم عن العقيدة الصحيحة، فإن يحيىأو يوحنا المعمدان -كما عند النصارى- أشار إلى ما يسمى الاستبدال؛ أي استبدال أُمَّة اليهود بغيرها ممن يقيمون لواء الله، ويرفعون كلمته، كما أشار إلى مجيء الرسول الخاتم الذي هو أعظم الرُّسل، ونصُّ البشارة: "وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية، قائلاً: توبوا؛ لأنه قد اقترب ملكوت السموات KINGDOM OF HEAVEN، فإن هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل صوتٌ صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب، اصنعوا سُبُله مستقيمة... فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته، قال لهم: يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة، ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا؛ لأني أقول لكم أنّ الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم، والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة، فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تُقطع وتُلقى في النار، أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار"[11].
فقد حاول يحيى-يوحنا المعمدان- أن يجعل اليهود من التائبين، فأمرهم صراحة بالتوبة والإنابة إلى الله، ولكنه -لعلمه بعصيانهم ويأسه منهم- قد أخبرهم بأنه قد تم استبدالهم بأمة أخرى، وأن الفأس قد وضعت على أصل الشجرة التي أبت أن تُعطي ثمارها، وما بقي إلاَّ مُباشرة قطعها، وقد أكَّد لهم يحيىأن وقوع الغضب والعقاب من الله I حادث لا محالة، ثم يتحدَّثعن النبي الذي سيأتي من بعده في الشجرة البديلة من أبناء إبراهيم، بأنه أقوى منه، وأنه سيلغي التعميد بالماء، ويُعمد الناس بالروح والنور، وكلاهما -أي الروح والنور- وصفان وُصف بهما القرآن الكريم.
ولعلَّ النبوة هنا تُضيف بُعْدًا آخر في تحديد الأمة البديلة؛ إذ لم ينكر يحيىعلى اليهود فكرة بقاء النبوة والأرض في أبناء إبراهيم، لكنه ذَكَّرَهم بأن لإبراهيم أبناء غيرهم، وأنه لا ينبغي لهم الاغترار بوعد الله لإبراهيمببقاء النبوة في أبنائه، ونستطيع أن نفهم في وضوح تامٍّ أن الأُمَّة البديلة ستكون من فرع آخر من أبناء إبراهيم، كما يدلُّ على ذلك كلام يحيىبأن الله سيُخرج لإبراهيم أبناء آخرين غير اليهود، وقد تحقق ذلك بأبناء إسماعيل، فجاء منهم النبي محمد[12].
والإنجيل بعد -بلا أدنى ريب- مليء بالبشارات التي تدلل على رسالة محمد، وإننا لن نستطيع أن نستقصي كل ما جاء في الإنجيل عن نبوة محمدوصدقه، ويكفينا ما أشرنا إليه من كلام كل من عيسى ويحيى عليهما السلام.
وبعد استعرضنا لبعض بشارات الكتب السابقة بما فيها التوراة والإنجيل بالنبي، نختم بقصة واقعية تؤكد صحَّة هذه البشارات، التي استطاع فيها أحد الرهبان -ويُدعى فرامرينو، وهو راهب لاتيني- اكتشاف النسخة المحررة باللغة الإيطالية من الإنجيل، ويقول في ذلك: إنه لدى مطالعته عدة رسائل لأيرينايوس وجد إحداها تندد بالقديس بولس الرسول استنادًا إلى إنجيل القديس برنابا، ومن هنا اهتمَّ الراهب فرامرينو بالبحث عن هذا الإنجيل، وقد ساعدته ظروف عمله في مقرِّ البابوية، إذ صار بعد فترة مُقَرَّبًا من البابا سكتس الخامس، وبذلك تمكن من دخول المكتبة البابوية، وببحثه عثر على نسخة إنجيل برنابا[13] التي كان يرنو إليها، وبعد الاطلاع عليها تأكد من صدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وانتهى به الأمر باعتناق الإسلام[14].
د. راغب السرجاني
| |
|
ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: رد: الرسول فى كتب السابقين الأربعاء يوليو 07, 2010 6:23 am | |
| رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
مذكور فى كل الكتب السماويه
قبل تحريف وتعديل الكتب السماويه
حبيبى يا رسول الله فداك عمروى وروحى وقلبى
جزاكى الله خيرا على مواضيعك
ونعم لكى نبذه جميله فى مواضيعك
وشكرا لكى وووووووو
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img] | |
|
ذات النطاقين مشرف عام
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: الرسول فى كتب السابقين الأربعاء يوليو 07, 2010 10:57 pm | |
| | |
|
حسن رجب المدير العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
| موضوع: رد: الرسول فى كتب السابقين الخميس يوليو 08, 2010 10:08 pm | |
| كانت الأمم تنتظر قدوم نبى آخر الزمان و أكثرهم بنى إسرائيل و لكن حينما جاء بعيد عنهم أى ليس من بنى إسرائيل ظهرت عداوتهم له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
ذات النطاقين مشرف عام
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: الرسول فى كتب السابقين الجمعة يوليو 09, 2010 12:32 am | |
| | |
|