الفوائد المتبادلة 2010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يجمع علومك ليبلغها و يجمع علوم غيرك لتتعلمها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل لرفع الصور

 

 خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما

اذهب الى الأسفل 
+4
بهاء
حسن رجب
ابو محمود
فارس بلا جواد
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس بلا جواد
مشرف
مشرف
فارس بلا جواد


تاريخ التسجيل : 18/09/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالإثنين أكتوبر 04, 2010 12:14 pm


السلام عليكم ..
بين أيديكم أو بالأحرى بين أعينكم خطبة الشيخ سعود الشريم حفظه الله في أحد الجُمع قبل ما يقارب السنتين ، التي ألقاها في الحرم المكي وتم إيقافه عن الخِطابة ( وكانت مدة إيقافه ما يقارب العام حسب المصادر التي أفادتني ) ، بسبب ما ذكر فيها عن السياحة وتوجيه بعض العبارات للمسؤولين عن السياحة في المملكة . خصوصاً أن توقيتها جاء في أثناء فتح مجال السياحة في المملكة ... وأنتقد فيها الشيخ المسؤولين في استجلاب ما عند غيرنا إلى أرضنا على حد قوله . كما أنه لمح فيها عن فتح المسارح للحفلات الغنائية كالتي في أبها .. وكانت لهجته فيها شديدة لدرجة أن صوته بُحَّ وأنقطع ، واستعاد قوته وعاد ، حيث قال في بعض عباراته : ( إننا نسأل رواد السياحة بأوضح صور الصراحة ) أو في عبارة أخرى : ( ما يسمى لغة الكثيرين التنشيط السياحي أو بعبارة أخرى أصح فـُرص استغلال الأوقات ) أو في عبارة أخرى : ( إغماض متعمد أو شبة متعمد من ذوي المسؤوليات العامة ) موجه الكلام فيها للمسؤولين والله أعلم. وهذا الموجز وإليكم التفاصيل بعد المقدمة التي سأذكرها وهي كالتالي :

الخطبة تحمل في محتواها الكثير من الفائدة والمنفعة والمعلومات التي يكاد المرء أن يغفل عنها ويجهلها، وأوضحَ فيها عن معنى كلمة السياحة ومن أين أتت وضرب الأمثلة والأقوال والأدلة والأحاديث التي تثبت ما يقول .. كما أنها تحتوى على ثلاثة أبيات شعرية جميلة تهجو أهل السمر والطرب .. وإني شخصياً أعتبر هذه الخطبة من أفضل وأحسن الخطب التي ألقاها الشيخ سعود الشريم ..
وأنصح من يقرأها أن يقرأها بتمعن وهدوء ويفصل الخط عن اشتراك الإنترنت حتى لا تذهب عليه ساعات اشتراكه هباءً منثورا ...
وسأذكرها لكم بدون المقدمة التي تـُذكر في كل خطبة فإلى التفاصيل :


... أما بعد .. فيا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ألزموا حدود الله فامتثلوا أمره واجتنبوا نهيه وحذار الحذار من التفلت والحياد عن سبيله كما تتفلت الإبل في عُقلها فإنه ما من زمان يأتي إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، وإنكم ستعرفون من الناس وتنكرون حتى يأتي على الناس زمانٌ ليس فيه شيءٌ أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ولا أكثرَ من الكذب على الله ورسوله ألا فمن أستنصح الله وفِق ومن أتخذ شرعته نهجا هُدي للتي هي أقوم فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون .

عباد الله تكلم أهل الأصول وعلم البيان عن الكلام وماهيّته وأن من أقسامه ما يُسمى الحَقيقة وأن الكلام الحقيقي قد يكون لُغوياً أو شَرعياً أو عُرفياً ، كما هو في مضانّه من مؤلفاتهم والذي يفيدنا منه في هذا المقام هو أن الأصل في الألفاظ حملها على الحقيقة بواحدٍ من أقسامها الثلاثة الأنفة وإذا كان الأمر كذلك فإن طُغيان الجانِب المادي واللهثَ وراء المحسوسات المشغلةِ عن الدين والتدين وسلوك النهج القويم والدخول في دائرة الأخلاق التي تشمل الجميع كان سبباً ولا شك في قلبْ الحقائق وجعل الشين زينا والمر حلوا . ومثول صور شتى من ألا مبالاة يقيم ألفاظ ودلالات الكلام وثمراته كما جاء في بعض الأحاديث من تسمية الأشياء بغير اسمها كما تسمى الخمرة عند أقوامٍ ( بالمشروبات الروحية ) والمخدرات (كُيُوفات حيوية) وما أشبة ذلك . غير أن مما يروعنا عباد الله خلائق مقبوحتاً انتشرت بين كثير من المجتمعات المسلمة في كافة الأقطار دون مبالاة أو بعبارة أخرى ( على إغماض متعمد أو شبة متعمد) من ذوي المسؤوليات العامة من كافة الناس المكلفين ، واستمرت موافقة الناس لها حتى حوّلها الإلف والمحاكاة إلى جزء لا يتجزأ من الحياة العامة والتحسينات ألاّ محدودة . ومن هنا رأينا الاستهانة بالكلمة وحقيقتها التي وضعت لها ورأينا قلّت الإكتراث بالأمانات والمسؤوليات الثقيلة ورأينا القدرة على التكيف في قلب الحقائق، إذا حل الهوى قلباً فتمكن منه، ومن ثم جُعل الجهل علماً وريادةً وتطورا والعلم جهلاً والمعروف منكراً والمنكر معروفا وهكذا دواليك .


إن محور حديثا أيها الناس ونقطة الارتكاز فيما سنطرحه هو ما يسمى في الكلام (( السياحة )) ، نعم .. السياحة !! وما تصرف منها لفظاً ومعنى تلكم الكلمة عباد الله تكاد تتواطأ أفهام الأغرار من الناس على أنها عبارة دالة بذاتها على معانٍ منها :
الترويح عن النفس أو الاصطياف أو الخروج عن القيود الشرعية أو العُرفية أو الارتقاء والتمدن وأتساع الأفق الثقافي أو بعبارة أخرى تلم الجمع ( العولمة الحرة ) وأي كان هذا المعنى أو ذاك فإنه لن يخرجنا هذا كله عن القول بصدق أن هذه المعاني والمفاهيم لسياحة كلها مغلوطة.. كلها مغلوطة.. وليس من السياحة وِرد ولا صَدر ولا هي من بابته ولأجل أن نؤكد على ما نقول بالدليل القاطع فإن هناك نصوصاً من كتاب ربنا وسنة بنينا صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح كلها تدل على مفهوم لسياحة مغاير لما تعارف عليه جمهرة الناس يقول الله جل وعلا ) التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون ) الآية . قال ابن مسعود وابن عباس وأبو هريرة وعائشة رضي الله عنهم وغيرهم إن السائحين هم الصائمون ، ومثل ذلك قوله تعالى ) عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيباتٍ وأبكارا ) . وقد قالت عائشة رضي الله عنها ( سياحة هذه الأمة الصيام ) وقال بعض أهل العلم كزيد بن أسلمة وأبنه ( السائحون هم اللذين يسافرون لطلب الحديث والعلم ) ، ولذلك قال بعض السلف ( من لم يكن رُحْله لن يكون رُحَلتاً ) أي من لم يرحل في طلب العلم للبحث عن الشيوخ والسياحة في الأخذ عنهم فيبعد تأهله ليُرحل إليه وأقول أيها المسلمون إن هذا القول كان أيام الخلافة الإسلامية وكون البلدان كرَّقعَةِ الواحدة والله المستعان .
وثم إطلاق أخر لمعنى السياحة وهو السير للمطلوب الشرعي والبحث عن عبادةٍ لله وقربا لدية كالحج وزيارة المساجد الثلاث أو الغزو في سبيل الله ونحو ذلك فقد ثبت عن الترمذي في جامعه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة كان مما يقول في دعائه ( آيبون تأيبون عابدون سائحون لربنا حامدون ) الحديث .


وإطلاق آخر لسياحة بمعنى عبادة الله في أرضة للمضطهدين في دينهم والمشردين عن أوطانهم كما ثبت في صحيح البخاري من قصة هجرة أبي بكر رضي الله عنه إلى الحبشة حيث لقيه أبن الدَغنةِ فقال ( أين تريد يا أبا بكر ) فقال أبو بكر ( أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي ) فقال أبن الدغنة ( إن مثلك لا يَخرج ولا يُخرج ) الحديث .
ومن هذا المنطلق، دونت المقولة المشهورة عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله إبّان اضطهاده وامتحانه ( ما يفعل أعدائي بي ، إن سَجني خلوة ،وقتلى شهادة، وتشريدي سياحة ) ولا يعقل أيها المسلمون أن يسيح العالم المجاهد المتقى لأجل أن يلهو أو يعبث .


ما مضى ذكره أيها الأخوة إنما هي معانٍ ممدوحةٌ من معاني السياحة والذهاب على وجه الأرض في أصل الكلمة وحقيقتها وفي المقابل نجد سياحة مذمومتاً ممقوتة نهى الشارع الحَكيمُ عنها وأبدل الأمة خير منها تلكم عباد الله هي السياحة في الأرض على وجه العزلة والانطواء والبعد عن الناس ومخالطتهم والصبر على أذاهم لأجل التعبد وحده فقد ثبت عن أبي أُمامة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله أأذن لي في السياحة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ) رواه أبو داود في سننه وصدّره بقوله بابٌ النهي عن السياحة.
قال أبن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) يقول رضي الله عنه هذا عن ملوك بعد عيسى ابن مريم بدلوا التوراة والإنجيل وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة ـ إلى أن قال رضي الله عنه ـ فقال أناس منهم نتعبد كما يتعبد فلان ونسيح كما ساح فلان ونتخذ دُوراً كما يتخذ فلان وهم على شركهم فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبقى منهم إلا قليل انحط رجلاٌ من صومعته وجاء سائح من سياحته وصاحب دَيرٍ من دَيره فآمنوا به وصدقوه فقال تعالى ) يا أيها اللذين آمنوا أتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) رواه النسائي .
يقول أبن كثير رحمه الله ( وليس المراد من السياحة ما قد يفهمه بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري فإن هذا ليس بمشروع إلا في أيام الفتن والزلازل في الدين . كما ثبت عند البخاري من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يوشك أن يكون خير ما لرجل غنم، يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ))


فلا إله إلا الله .. كم في مضى ذكره من العبر ولا إله إلا الله كم يكفينا ذلك في تذكير أرباب السياحة العابثة ألا سبحان الله . سياحة لأجل العزلة والتعبد منهي عنها !! أفا تكون سياحة اللهو والتخمة أحل وأنقى لا إله إلا أنت سبحانك ولا نقول إلا ما يرضيك عنا ..

تلك عباد الله بعض المعالم والشذوذ حول مفهوم السياحة الأصل والأساس والذي كاد يعدم معناه أو ينمحي حيث أبدله الناس بهذا المفهوم العارم والذي سنسلط عليه بعض الضوء والمصارحة ففي النصح بركه والحر تكفيه من ذلك الاشارة ، فنقول أن التروح عن النفس بما أباح الله بها هو مسرح للاستئناس البريء الخالي من الصخب واللغب على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة بن عامر رضي الله عنه ( ولكن ساعة وساعة ) لا كما يقول أرباب التحرر ساعات لك وساعة لربك وأستعن بالهزل على الجد والباطل على الحق أو دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ! كلا !! فالبيت والمجتمع والإعلام كلهم خاضعون لحدود الله وما تجاوز تلك الحدود فما قدروا الله حق قدره وما شكروه على آلائه .

إن المرء الجاد الخائف من ربه وولي نعمته ليس لديه متع من الوقت أو الجهد لينفقه فيما يعود عليه بالوبال لقد حرص كثير من الناس على تضخيم الترويح عن النفس والبدن حتى ظنوا بسبب ذلك أنهم مسجونون في بيوتهم وبلدانهم استصغروا ما كانوا يُكبرون من قبل واستنـزروا ما كانوا يستغزرون أقفرت منازلهم من الأنس وأليفوا السياحة على مفهومهم القاصر والجلوس في المنتديات حال الاغتراب حتى أصبح المرء منهم في داره حاضراً كالغائب مقيماً كنازح يعلم من حال البعيد عنه ما لا يعلم من حال القريب منه . قبل الإجازات يعقدون الجلسات غير المباركة عن معاقد عزمهم في شد الرحال إلى مجاري الأنهار إلى مجاري الأنهار وشواطئ البحار في بلاد الكفار أو بلاد تشبهها يفرون من الحر اللافح إلى البرد القارص وما علموا أن الكل من فَيحِ جهنم ونَفَسِها الذي جعله الله لها في الشتاء والصيف رحلات عابثة تفتقر إلى الهدف المحمود والنفع المنشود . أدنى سوءها الإسراف والتبذير ، ناهيكم عما يشاهد هنالك من محرمات ومغازي لا يدري كيف يبح المرء لنفسه أن يراها وماذا سيجيب الله عن قوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) . الجُلْ من السياح نهارهم في دجنه وليلهم جهوري ألذ ما عند بعضهم سمر العشاق أو شَغل المشغولين بالفراغ ، عبادتهم نز وغوايتهم غمر يأكلون الأرطال ويشربون الأسطال ويسهرون الليل وإن طال حتى يسير الصبح ليلاً والليل صبحاً فيختل الناموس الذي خُلق الليل والنهار من أجله فلا يُرخى الليل سدوله وإلا وقد سحب اللهو ذُيوله وتمست البلادة في عظام المرء حتى تترقى إلى هامه وتثلم العقل فيخلع ثوب الوقار ويلاطف بعبث مشين في سففٍ أو باطلاً من الأمر أو باطلاً من الأمر ومن ثم تعد تلك السجايا من السياحة الجاذبة وكما يقال حينها :
هل لساهِراً بمثل هذا من نُجح.....أو هل لليله من صُبح
هيهات ثم هيهات فتلك ليالٍ قُص أجنحتها وظل أصحابها وكيف يُرجى تقطيع ليالٍ وافية الذوائب ممتدة الإطناب بين المشارق والمغارب ( وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) ولا بدعا حين إذ إذا عوكست آمال هؤلاء وخابت أعمالهم فلم يرجوا من سياحتهم إلا بنفاذ المال في الدنيا وسوء المغبة في الأخرى


إننا أيها المسلمون نحتاج حقيقة إلى مصارحة مع أنفسنا وإلى استحضار عقول وقلوب ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أننا لنُسائل رواد السياحة بأوضح صور الصراحة فنقول لهم أفيدونا يا هداكم الله ما هي إيجابيات السياحة وما هي سَلبياتها والجواب أن ظننا فيهم أن يقولوا إيجابياتُها تكمن في التعرف على البلدان ومعرفة حضارات الأقوام ومشاهدة المناظر الخلابة والآثار العامرة ،والرابع يُقال على استحياء قتل الأوقات ومجاراة الناس .وأما السلبيات فسيجيب عنها غيورون عقلاء على أنها لا حصر غير أن من أبرزها السفر إلى بلاد الكفر والتي نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الإقامة بها وكذا السفر بلا محرم عند البعض ومثله التساهل في الحجاب بالنقص منه أو نزعه بالكلية وكذا رؤية المنكرات كالعُري والاختلاط بين الجِنسَين ورؤية الكفر بالله ورسوله وانتهاك محارم الله وقولوا مثل ذلك في الإسراف والتبذير ناهيكم عن البعد جو الإيمان وطاعة الله . فلا آذن يسمع ولا قرءان يتلى ولا ذكر لله إلا ما شاء الله ، ومن دعته محبة لله إلى أن يؤدي فريضة الله فعلى استحياء أو تخوف أو في أماكن صخب يتعسر معها معرفة القبلة أو وقت الصلاة أو أن يفقه مما أدى شيء ، وأما ندرة الطعام الحلال فحدثوا عن ذلك ولا حرج إضافة إلى خطورة ما ذكر على الأطفال والشباب والفتيات وما يعلق في أذهانهم من حب اللهو والإحساس بأن ما عند أولائك خير مما عندنا وأننا نعيش في أجواء الكبت والمحاصرة وقيد الحرية وأمثال ذلك أضعاف مضاعفة بيد أن الحاصل في الأمر هو أن الإثم في السياحة المزعومة أكبر من النفع والسلب أضعاف الإيجاب ولو نضرنا إلى الخمرة والتي يُجمع المسلمون ضُرى على تحريمها يقول عنها جل شأنه ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) وإذا كنا قد ذكرنا آنفاً أن السياحة على وجه العزلة لتعبد منهي عنها فكيف بالسياحة على وجه اللهو واللعب إلا إن النهي أشد والمغبة أسوء ولو لم يكن في ذلك إلا إذا المرء يذهب بنفسه وذويه إلى بلاد السوء وأرضِ المعاصي والكفر بالله فلا يدري أيختم له في بلد الإسلام أم في بلد الكفر أفي جو الطاعة والإيمان أم في جو المعصية وأماكن اللهو والعبث والأعمال بالخواتيم ألا تسمعون يا رعاكم الله إلى ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً وأكمل المائة بالراهب حتى أتى عالماً فقال له العالم ومن يحول بينك وبين التوبة أنطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناس يعبدون الله فأعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فأنطلق حتى إذا ناصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فجعلوا مَلكاً حَكما فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها .فيا لله أين أنتم يا عشاق السياحة لقد كان مصير هذا التائب الخائف الوجل متعلقاً بمدى قربه من أي القريتين ألا ما أصعب الجواب وما أسحق الهوه .
وبعد فثم سؤال أخر يطرح نفسه ليبين خلاله وجه التناقض بين مآرب السياح وأرباح السياحة وبين ما ألفه بعضهم من جو الحفاظ والتدين وصورة السؤال هي يا أيها السائح هل أنت ممن سيقرأ دعاء السفر إذا أردت السياحة في بلاد اللهو فإن كان باحثاً عن الحق فسيقول: وهل يغفل المرء المسلم دعاء السفر قلنا له: فماذا تقول في دعائك فسيجيبنا: أقول الدعاء المشهور ( اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ..) فنقول له :حسبك قف!! لقد قلت البر والتقوى ومن العمل ماترضى فأين محل البر والتقوى والعمل المرضي في سفرك أيكون مشاهدة المنكر براً أو تقوى أيكون الجلوس أمام ما يغضب الله براً أو تقوى إن ذلك كله مما لا يُرضي الله وأنتا تسأله من العمل ما يرضى ألا تدري ما هو البر ، أن أجمع ما يصوره هو قوله جل وعلا ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ألا تدري ما التقوى يقول تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ألا تدري ما العمل الذي يرضى الله يقول تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) . ألا فاتقوا الله يا معشر المسلمين وليس عيباً أن يقع أمرؤ في الخطأ وإنما العيب كل العيب أن يتمادى فيه ويكابر ، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والثبات على دينك وأتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقنا من السعادة والطمأنينة والرضى بالمقسوم ما يغنينا عما عند غيرنا اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذر والحكمة أقول ما سمعتم استغفروا الله إنه هو الغفور الرحيم .
ــــــــــــــــــــــــ
نهاية الخطبة الأولى .


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد ..
فيا أيها الناس إن ما مضى ذكره حول السياحة بين المفهوم الصحيح والمفهوم الخاطئ وما أشرنا إليه من جهة التحريم والنهي فإن المنع قد يرفع عند الضرورة الملجأه ولضرورة أحوالها بيد أن هناك أمراً يجدر الاهتمام به وهو أن هذا المنع لا يدل من قريب ولا من بعيد على ألا يكون للمسلمين ما يسمى لغة الكثيرين التنشيط السياحي أو بعبارة أخرى أصح فرص استغلال الأوقات لأجل أن يستغنوا عن السفر إلى بلاد الكفار أو ما يشابهها وفي الوقت نفسه لا يفهم من هذا الدعوة أن يكون الحل في استجلاب ما عند غيرنا إلى أرضنا فتكون الثمرة هي فحسب استبدال المواقع فيكون حَشفاً وسوء كيلا بل ينبغي أن يكون الأمر أعظم وأجل أنه مبني على كوننا مسلمين نعمل ونسعى ونرتقي من خلال ما شرعة الله لنا فإنشاء الدورات الصيفية والجمعيات الخيرية من تحفيظٍ للقرآن أو تنشيطٍ ثقافي نافع أو نحو ذلك مما يستغل به أوقات الجمهور وأن لزم الأمر فيقتصر حين إذ على المباح إذ ما بعد المباح إلا ما حرم الله وماذا بعد الحق إلا الظلال مع الحذر الحذر أن تنقلب المفاهيم وأن تكون صورة التنشيط السياحي مثالاً للهو والعبث والضج والضجيج والعزف والطرب وبذل الوقت والمال في ما حرم الله ورسوله فكم من مظاهر عريضة مفتعله لها ضجيج وطنين يَصدع الأسماع والأبصار تمتد ألوانها إلى أوقات متأخرة ليلا ولسان الحال يقول :
يا لليل هل لك من صباح....أم هل لصـبحك من براح
ظـل الصـباح طريـقه....واللـيل ظل عـن الصباح
ثم يـنـجـلي أمـرُها....فإذا هي هشيمٌ تذروه الرياح
وإذا كنا نرى السفر إلى بلاد الكفار داءً يجب علاجه فإن الله جل وعلا لم يجعل شفاء أمة خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما 427886ليه وسلم فما حرم عليها وأن استأنس كثير من الغافلين لما حرم الله لا يغني البتة التطلع إلى تنفيذ رغباتهم والقاعدة الشرعية المقررة من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ) ألا وإن بذل الأوقات في الغناء واللهو لمما حرم الله ورسوله وكما كانت المجاهرة به أظهر كما كان الخطر أشد والخطبُ أدهى وأمر وكل أمة خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما 427886ليه وسلم معافى إلا المجاهرين . عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (سيكون في أخر الزمان خسف وقذف ومسخ قيل ومتى يا رسول الله قال إذا ظهرت المعازف والقينات ) رواه ابن ماجة والطبراني . والقينات هم المغنون والمغنيات بل إن الأمر سيذهب إلى أبعدَ من هذا إلى أن يأتي أقوام فيستحلون المعازف والأغاني على شدة ما ألفوه واستمراؤها وقل النكير لها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليكونن من أمتى أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ذكره البخاري في صحيحه .
وقد سئل الأمام أحمد رحمه الله عن الغناء فقال (ينبت النفاق في القلب) وقد الفُضيل ابن عياض رحمه الله ( الغناء رقية الزنا ) وقال الأمام أحمد حدثنا إسحاق أبن عيسى الطباع قال سألت مالك ابن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال( أنما يفعله عندنا الفُساق) وقد حكى أبو بكر الآجريو وغيره الإجماع على تحريمه ألا فأتقوا الله أيها المسلمون وأقلعوا عن معاصي الله في أرض الله فإن الأجل يحل بغته وكتاب الله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود أن بينها وبينه أمداً بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين أنك حمد مجيد ، وأرضى اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وسائر صحابته نبيك خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما 427886ليه وسلم اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعدائك أعداء الدين وجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ..........

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما 745675
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محمود
مشرف
مشرف
ابو محمود


تاريخ التسجيل : 08/08/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالإثنين أكتوبر 04, 2010 8:40 pm

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالإثنين أكتوبر 04, 2010 8:49 pm




🐱
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بهاء
مشرف
مشرف
بهاء


تاريخ التسجيل : 24/07/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالأحد أكتوبر 17, 2010 7:32 pm














[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذات النطاقين
مشرف عام
مشرف عام
ذات النطاقين


تاريخ التسجيل : 03/06/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالأحد أكتوبر 17, 2010 8:00 pm

:drunken:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم عيسى
إدارة عامة
إدارة عامة
ابراهيم عيسى


تاريخ التسجيل : 18/03/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالثلاثاء أكتوبر 26, 2010 2:04 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اوتااااااااااار
مشرف
مشرف
اوتااااااااااار


تاريخ التسجيل : 13/06/2010

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالأحد يناير 09, 2011 4:54 pm

بارك الله فيك ان شاء الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عمار
مشرف
مشرف
ابو عمار


تاريخ التسجيل : 01/01/2011

خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما   خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 12:32 pm

ليت كل اجناس الارض يعتنقون الاسلام حتى لاتبقا الارض مقسمة بين بلاد الاسلام وبلاد الكفار وجزاك الله خيرا عنا فى هذا الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة عن السياحة التي اوقف بسببها الشيخ سعود الشريم قديما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة الفتاة التي أبكت فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس.
» خطبة عن التوبة
» الشيخ وجدي غنيم و الشيخ عمر عبدالكافي و حكم اللحية
» خطبة عيد الاضحى
» الشيخ حسان يتحدث عن طرائف الشيخ كشك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفوائد المتبادلة 2010 :: اسلاميات :: الخطب المنبرية و الجمعة-
انتقل الى: