عدل عمر

مشرف تاريخ التسجيل : 08/08/2010

عدل عمر

عدل عمر

“حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر”.

حكم الفاروق بالعدل فأمن رعيته وجار حكام الزمان فعادوا شعبهم حتى صار الشعب اول اعداء الحاكم الذي عض على الكرسي بالنواجد وقدم بخبراء التعذيب من كل حذب وصوب . نكل البعض لمطالبته بلقمة العيش وهو عن السياسة ابعد مايكون , اعدت مقابر جماعية لدفن من طالب بتعديلات او اصلاحات نفي واعتقل من جمع حوله رأي شعبي لم يدع لصاحبنا سبيلا لقتله الان فأجله الى حين .

هل نحن اعداء حاكمنا الاولون ؟

هل يخشانا الحاكم ام انه يذلنا حتى نخشاه ؟

هل حاكمنا من ابناء ارضنا وشعبنا فعلا ؟

ما هي اولويات الحاكم ؟ شعبه ام كرسيه ؟

معتقلات البلاد العربية وجرائمها تشهد ان ملايين من ابناء مجتمعنا وطبقته الواعية المفكرة قد تم التنكيل بها وحذفها نهائيا من الواجهة السياسية والمجتمعية وحتى الدنيوية حتى صارت السياسة من اكبر الكبائر و ماء عكرا يصطاد فيه بائعوا الذمة والضمير . اذا عارضت الحاكم فمصيرك على جبينك واذا ركبت اهوائه وطاوعته وتذللت له فانت اقرب المقربين اليه وحاشيته ومهرجه اذا استدعت الضرورة لكن ما يجعل قلبنا يعتصر من الحزن هي المعارضة الموديرن التي اصبحت رمزا للحرية في العالم العربي .

معارضة على مقاس الحاكم ليضمن تعددية الرأي وثباته على الكرسي ورضى الامبراطورية الامريكية .

حكامنا لو خط قلم عن مسار احدهم الزاخر بالمواقف و "الثوابت" فلن ينتهي من الكتابة الى ان تنتهي علبة كارتوشات الحبر الخاصة به .

حاكم هو امير المؤمنين ولم يعتل المنبر يوما حاكم يشجب ويدعي الوطنية واذا احس باقل وعكة صحية يهرع الى مستعمره الى وقت قريب لتلقي الاستشفاء على يديه

حاكم يجلس ضيوفه داخل الخيم والكراسي البلاستيكية ويدخن في قاعات المؤتمرات والقمم باع 400 طفل بابخس الاثمان

حاكم تفرعن و خال نفسه الوصي على الامة لا لشيء الا لانه يمثل رفات فكر قومي متجاوز

حكام بترودولاريون اموالهم للاكتناز ومساعدة المحتل .....

حكام اذا ناموا تحت الشجرة لا احد يعلم ما اذا قبلت الشجرة تضليلهم حكام اذا ناموا تحت الشجرة فلن يدع الشعب منهم الا الرفات حكام لم يحكموا بالعدل فلم يذوقوا طعم الامان.

وفي يوم من الأيام جاء رسول كسرى إلى المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك لمقابلة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فسأل عن قصره، قالوا: ليس له قصر.
سأل عن حصنه، قالوا: ليس له حصن.
قال: فأين يسكن، فأشاروا إلى بيت أمير المؤمنين.
فلما دنا منه إذا هو كأبسط بيوت فقراء المسلمين.فقال لأهله أين أمير المؤمنين، قالوا: هو ذاك الذي ينام تحت الشجرة.فلما دنا منه وجده نائما في ملابس بسيطة تحت ظل شجرة قريبة.

فقال مقولته الشهيرة: “حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر”.
يقول شاعر النيل حافظ ابراهيم، يمدح سيدنا عمر في هذا الموقف.

وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً
بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها

وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها
سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها

رَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى
فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيها

فَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً
بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليها

فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ
مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها

وَقالَ قَولَةَ حَقٍّ أَصبَحَت مَثَلاً
وَأَصبَحَ الجيلُ بَعدَ الجيلِ يَرويها

أَمِنتَ لَمّا أَقَمتَ العَدلَ بَينَهُمُ
فَنِمتُ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

ليهنك نومك يا عمر..فوالله ..لقد أتعبت الحكام بعدك..

مشرف تاريخ التسجيل : 24/07/2010