شريعة الاسلام تامر بقتل الساحر، الذي يُفسد عقائد المسلمين، ويزين لهم الأباطيل، ويأمرهم بالمنكر، ويُعلّقهم بغير الله، ويَجعل في عقيدتهم أنّ للكواكب تأثيراً، أو أنّ للشياطين استغلالاً بالفعل. هذه الأصناف كلّها شريعة الإسلام أمرت بقتلهم, وقطع دابِرهم، والقضاء عليهم, لأنهم جراثيمُ مُفسدة، إذا تُركت سممت المجتمعات، وأفسدت الشعوب, وأظهرت ما أمر الله عزّ وجل بإخفائه.
ومن أخطر هؤلاء جميعًا، الساحر. الساحر الكافر الذي يَستعين بغير الله, يَستعين بالشياطين, يَستعين بالجنّ الكافر, يعتدي على كتاب الله عزّ وجلّ وعلى شرعه ودينه, يَحقُّ الباطل ويُبطل الحق, ويأمر بالمنكر وينهى عن المعروف, ويتعدى على الحرمات. هذا الساحر الذي يأتي هذه الموبقات شريعة الإسلام تأمر بقتله.
فما هو السحر، ما حقيقته؟ ما تأثيره؟ ما حكم تعلّمه؟ ما حكم مَنْ يُمارسه؟ ومنْ يأتيه ويفعله؟ هذه أسئلة لابد أنْ نعرف الجواب عنها السحر، أيها الاحباب الكريم من كبائر الذنوب, من الموبقات العظيمات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات: الشركَ بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر في المرتبة الثانية، بعد الشرك بالله عز وجل, إذ السحر قسيم الشرك.. نوع من أنواعه.. صنفٌ مِن أصنافه, وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ تعلّم السحر حرام قال صلي الله عليه وسلم ((من تعلّم شيئا من السحر قليلاً كان أو كثيراً كان ذلك آخر عهده من الله)).