ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: الأمر الأول وما أدراك ما الأمر الأول الأحد يونيو 06, 2010 1:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأمر الأول وما أدراك ما الأمر الأول
إنه رمز الصفاء والنقاء والعمق والصدق والراحة من أعباء المحدثات من الدين. إنه ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
عبادتهم لم تكن كثيرة من حيث الكم ولكنها حسنة متقنة خالصة صادقة ولذلك نفعتهم
علمهم لم يكن في آلاف المجلدات لكنه كان علما نافعا عميقا غزيرا نقيا بعيدا عن التكاثر والتكلف
دعوتهم لم تكن متكلفة همها ابتكار الأساليب لتجميع الناس وإرضائهم لكنها الصدع بالحق كما هو، لا كما يريد الناس، ومع ذلك صبروا على صعوبة البداية ونفرة الناس من الحق لثقله، ثم فاء الناس إليهم ودخلوا في دين الله أفواجا
جهادهم جهاد الرحمة والدعوة للإسلام، دانت جزيرة العرب كلها بالتوحيد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه لم يزهق في سبيل ذلك إلا بضع مئات من أنفس الكفار وهذا من عظم البركة أن تحصل أعظم النتائج بأقل الأسباب، وسبب ذلك الإخلاص والصدق والمتابعة
أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر كان ديدن كل أحد مع كل أحد قريبا كان أو بعيدا، أيقنوا أنهم لم يكونوا خير الأمم التي (أخرجت) للناس إلا بهذا فلا تراهم إلا متناصحين متواصين صادقين يأخذون على يد الظالم ويأطرونه على الحق أطرا دون انتقام أو تشفي، وإنما حتى لا تغرق السفينة ولئلا يكونوا كالذين لا يتناهون عن منكر فعلوه
حياتهم الإجتماعية بعيدة كل البعد عن التفاخر والتكاثر والتكلف، قائمة على التواد والتعاطف والتناصر والتراحم والمحبة، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى، وكالبنيان يشد بعضه بعضا، إنها مشبعة بالرضا عن الله وعن تدبيره فالفقير راض والغني راض، والأمير راض والرعية راضون
قلوبهم كانت والله أرغب في الآخرة وأزهد في الدنيا برئاساتها وجاهها وأموالها وشهرتها. قلوب سليمة طاهرة نقية خاشعة
ماذا نقول عن كل جانب من جوانب حياتهم إلا أنه أكمل شيء وجد في هذه الأمة وصدق الصادق المصدوق حيث قال (خير القرون القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) فهلموا بنا نقترب من ذلك الأمر الأول الذي كانوا عليه، ذلك النور لنستضيء به ونقتبس منه ولو لم نغنم إلا محبتهم والتشبه بهم فإن المرء مع من أحب
قال ابن مسعود رضي الله عنه إنكم ستحدثون أو يحدث لكم فأيما امرأة منكم او رجل أدرك ذلك فعليه بالأمر الأول والسمت الأول فإنكم اليوم على الفطرة
| |
|