ذات النطاقين مشرف عام
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: تلخيص كتاب هل يكذب التاريخ الجمعة أغسطس 13, 2010 3:23 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتاب هل يكذب التاريخ كتاب جدا رائع وأنصح الجميع بقرائته وهذا تلخيص للكتاب :
افتتح المؤلّف عبد الله بن محمّد الداود كتابه بإهداء قويّ العبارة .. عميق المعنى .. سريع التأثير .. إلى المسلمة الصامدة في عصر الحضارة الجاهلية حينما تصارعت عليها قوى الشر العالمية وأبواق الصهاينة الناطقين بالعربية ، وإلى كل غيور يتعبّد الله بغيرته على أخواته المسلمات ، وإلى كل مخدوع بدعاوى العلمانيين فيما أسموه تحرير المرأة في حين أنهم لم ينادوا يومًا بتحرير العبيد والإماء أو يكتبوا حرفًا واحدًا في تحرير الأقصى ..
وقد قدم المؤلف لكتابه بمقدمه شرح فيها معنى تحرير المرأة فقد بدأ بعرض تاريخي موثق بالصور لهيئة لباس المرأة عموما ولباس المرأة المسلمة قبل مائة عام وتكلم عن لفظ تحرير المرأة وأنه شعار ينادي به العلمانيون مع أن غايتهم ليست التحرير بل غايتهم الاستعباد والسجن فالمرأة المسلمة لم تكن مستعبدة إلا لله عز وجل فهدفهم تحريرها من ذلك وجعلها مستعبده للهوى وأصنام المادية وحرمانها من الاقتداء بعظيمات المسلمين أمثال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وغيرهما . ثم عرض الكاتب جمله من القضايا في موضوع المرأة ليقيم الحجة على العلمانيين ويحاول أن ينقل المخدوعين من وحل العلمانية النتن وهذه القضايا هي (الحجاب , المساواة,الاختلاط ,عمل المرأة, قيادة المرأة للسيارة), ومن ثم وجه الكاتب أربعة رسائل إلى أربعة جهات مختلفة وهم العلماء وكافة الناس الغيورين على دينهم وأعراضهم وللعلمانيين أنفسهم ووجه رسالته الأخيرة إلى قاسم أمين ثم ختم كتابه بمقتطفات من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حول موضوع المرأة .
المناقشة الأولى :
وهي بعنوان أرشيف قرن من الفساد فتكلم الكاتب عن الاحتشام والستر وأثبت أنه صفة عالميه فمنذ سالف التاريخ والى عصرنا الحالي عاش العالم بأجمعه حالة من الاحتشام والستر رغم اختلاف دياناتهم ويؤكد على ذلك الكتب السماوية فجميعها تدعو إلى الحشمة والحجاب وتحذر من التعري والسفور, والقران الكريم يؤكد على ذلك بالعديد من الأدلة منها قول الله سبحانه وتعالى ( قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمن لله رب العلمين) فقوله سبحانه و تعالى: كشفت عن ساقيها دليل على أن ساقيها كانتا في حالة من الستر والتغطية, وكذلك الصور التاريخية والآثار التي يتم اكتشافها بين الحين والآخر كصورة كليوباترا أو ما نراه من صور الفراعنة فكلها تدل على الواقع المحتشم الذي عاشته البشرية في الأزمنة السالفة , والإنتاج السينمائي ,والحضارات الحديثة مثل الحضارة الأمريكية والأوروبية فثقافتها تؤكد على العفاف والحشمة والدليل على ذلك ما نجده في أدبيات التاريخ القديمة والحديثة والأفلام في ما تصوره من احتشام في لباس المرأة ورغم التحول الكبير الذي نتج عن الثورة الفرنسية عام (1789) إلا أن ثقافة الاحتشام بقيت سائدة إلى عام (1825) الذي اعتبر منعطف جديد ونقطة تحول حيث نشأت العلمانية على الأيدي اليهودية فحاولوا نشر الفتنة بين الناس فاتضح أن الفساد يعم في أي دولة يدخلها اليهود ويؤكد على ذلك خطاب للرئيس الأمريكي (بنيامين فرانكلين )ألقاه عام (1789) يقول فيه (أينما حل اليهود هبط المستوى الأخلاقي والشرف التجاري ..) حيث كان هدف اليهود هو الإفساد العالمي لكل المجتمعات فبدأت هجراتهم إلى أمريكا بهدف التأثير على الشعب الأمريكي وإفسادهم حيث قال ياسر فرحات (ولقد كشف ذلك هنري فورد في كتاب (اليهودي العالمي) حيث أوضح أن اليهود من أجل تحقيق غاياتهم قد سيطروا على ثلاثة أشياء : البنوك للربا والسينما لتقديم مفاهيمهم المسمومة , وشركات الملابس والأزياء والعطور وسواها من مستلزمات الموضة.. فكلما غيروا أنماط الموضة زادت النساء شراء وإنفاقا, وتسربت الأموال إلى جيوب اليهود, وهم يحققون أيضا قتل الأخلاق ويشيعون التفسخ وينشرون الشهوات.. وإنما الملابس القصيرة ابتكار يهودي, فقد رفعوا أزياء النساء فوق الركبة ليزول الحياء وتنتشر الرذيلة , ويشيع الاختلاط غير البريء بين الشبان والشابات, وتضيع طهارة الفتاة وتتهدم الأسرة وتنتشر الأمراض الجنسية , ويبتلى الأطفال وينشأ جيل ضائع موبوء مريض ) .ومن ثم أظهر انخداع المسلمين وتوهمهم أن كشف المرأة وجهها هو الأصل وأن قلة الاحتشام والتعري المنتشرة في وقتنا الحالي هي الصفة السائدة منذ مئات السنين إلا أن هذا الكلام غير صحيح حيث كان الحجاب هو الصفة السائدة منذ مئات السنين ولا وجود للتبرج والسفور المنتشر في وقتنا الحالي حيث أن هذه الصفة لم تطرأ على العالم الإسلامي إلا على أيدي العلمانيين فعلى سبيل المثال ما حدث في تركيا حيث كان الحجاب هو الأصل عند النساء إلى أن ألغاه العلماني مصطفى كمال أتاتورك بعد أن تولى السلطة ,وفي العراق كان الزهاوي من أول الداعين إلى التبرج والسفور, وفي الشام ظهر كتاب عنوانه (السفور والحجاب ) للداعية إلى التبرج والسفور نظيرة زين الدين,وفي ألبانيا قام الملك زوغو بنزع الحجاب باسم التمدن والتطور وفي بلاد الأفغان قامت ملكة الأفغان بخلع الحجاب لتكون قدوة للأفغانيات, وفي فقد كانت المرأة المغربية لعهود طويلة تعرف بزيها المحتشم إلى أن جاء الاستعمار الفرنسي فأصبح الطابع الأوروبي يغلب على لباس المرأة المغربية, وغيرها من الدول التي تعرضت للغزو الفكري . وأخيرا تكلم عن سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي فابتدأ في مرحلة التنظير: وهي مرحلة نشر الأفكار في عملية إفساد المرأة المسلمة بداية من المناداة في تحرير المرأة والتي نادي بها أحمد فارس الشدياق وقاسم أمين ورفاعة رافع الطهطاوي الذي ذكر (أن السفور والاختلاط ليس داعيا إلى الفساد والفسق ..). وتليها مرحلة التطبيق غير الرسمية: بعد أن نشرت الأفكار الملوثة والفاسدة وكان من المؤسف أن صمت المصلحون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر وسائر المجتمع أمام تلك الأفكار ولم يواجهوها فأصبحت تتطور إلى إجراءات عمليه في المجتمع وكان أبرزها اقتحام العنصر النسائي ومن أهمهم هدى شعراوي . ومن ثم مرحلة التطبيق الرسمية: وكانت على يد سعد زغلول بعد أن تسلم رئاسة الوزراء عام (1919) حيث نفذ عمليا أفكار قاسم أمين الذي دعا إلى تحرير المرأة فقام بتسويق الرذيلة أي جعل الفسق والانحلال أمرا طبيعيا وأيضا أباح البغاء رسميا حيث أصدر الرخص للزانيات بصفتها وظيفة رسمية , ولكن الجامع الأزهر حاول محاربة البغاء حيث قام فضيلة الشيخ محمود أبي العيون المفتش بالجامع الأزهر والمعاهد الدينية بإرسال تقرير إلى رئيس مجلس الوزراء يسأله فيه أن يقوم بإلغاء ما أصدره من إباحة للبغاء حيث ذكر في تقريره بعض البيانات التي دعته إلى المطالبة بإلغاء البغاء الرسمي ومنها أن دستور الدولة المصرية اعتبر الإسلام دين الدولة الرسمي والإسلام يحرم الزنا ويأمر بجلد الزاني والزانية ورجمهما ,وكذلك أن التقارير الطبية أجمعت على أن تشريع البغاء وتنظيمه من أشد الأخطار وأفدحها في ذيوع البغاء وانتشار الأمراض ,وأيضا أن كثيرا من المماليك المتمدنة كانجلترا وألمانيا حرمته ولاسيما أمريكا فإنها حرمته بتاتا. وأخيرا مرحلة التأيد الإعلامي ومباركة الانحلال: حيث قام فريق من الصحفيين العلمانيين بالادعاء بأن البغاء شر لابد منه واستغلوا وسائل الإعلام لنشر أفكارهم الفاسدة .
المناقشة الثانية :
وهي بعنوان ملامح خطه العلمانيين لإفساد المرأة فتكلم الكاتب عن سياسة لويس التاسع فقد أسس القديس لويس التاسع سياسته الجديدة بعد هزيمته في الحملة الصليبية الثانية وكانت على النحو التالي: 1- تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبيه سلميه تهدف إلى نفس الغرض إلا أن نوعيه السلاح المستخدم تختلف حيث يحاولون محاربة العقول وغزوها بأفكارهم الفاسدة. 2- تجنيد المبشرين الغربيين لمحاربة الإسلام ووقف انتشاره. 3- استخدام مسيحي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب . 4- العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي . ثم بين وقت بدء العلمانية حيث بدأت العلمانية في العالم الإسلامي بدخول القائد الغربي (نابليون بونابرت) إلى مصر الذي جاء مستعمرا من باريس والذي اجتهد في جمع 500 أو 600 من الممالك والعرب ومشايخ البلدان وأرسلهم إلى فرنسا فاحتجزهم لمدة سنتين يشاهدون فيها الأمة الفرنسية ويعتادون على تقاليدهم وعندما يعودون إلى مصر يكون لهم حزب ينضم إليه غيرهم . ومن ثم تكلم الكاتب عن أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة ومن أهدافها إقصاء الدين عن الحياة والتذمر منه وكره أحكامه وكذلك إسقاط العلماء والدعاة وإشاعة الفاحشة والوصول إلى مراكز النفوذ والسيطرة على وسائل الإعلام لنشر أفكارهم من خلالها وتغيب عقيدة الولاء والبراء وقيامهم بالثناء على محاسن الأديان الأخرى للترغيب بها وكذلك إشغال المسلمين عن هموم الأمة الاسلاميه ومهاجمة اللغة العربية الفصحى والدعوة للحديث بالعامية وإفساد المرأة وغيرها من الأهداف . ومن ثم تكلم عن منهجهم في إفساد المرأة فأولا اتخذوا منهج التطبيع أي جعلهم الفساد يبدو أمرا طبيعيا عند الناس وذلك من خلال عدة طرق مثل دعوتهم للاختلاط وإظهارهم الألبسة العارية على أنها رقي وتطور وتعظيمهم للغرب وأهله وإظهارهم أهل الفن على أنهم قدوات واستمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام وتحسين العلاقات المحرمة, ثانيا استغلالهم للدين وذلك عن طريق الاستدلال بالأقوال الشاذة وادعائهم الفهم الصحيح للدين والتسمح به , ثالثا احتوائهم الأقلام النسائية أسيرات الشهرة والمتهالكات على الظهور الإعلامي وادعائهم لنصرة المرأة عن طريق استغلالهم للمشاكل الاجتماعية للمرأة. ومن أبرز الأمثلة التطبيقية على الأفكار العلمانية برنامج ستار أكاديمي فهو نموذج صغير للأفكار العلمانية فهو يبين ما يأملون أن يكون عليه المجتمع حتى أن رئيس الوزراء اليهودي أريل شارون قد أثنى على هذا البرنامج وقال (هذا هو الإسلام الذي نريده ) , ومن بعض أهداف هذا البرنامج استمراء التفحش وتطبيعه في النفوس, وإشغال شباب الأمة الإسلامية بالأمور التافهة, والدعوة للاختلاط وترويج الفن والغناء والتمثيل , وتعظيم شأن الغرب حيث أن فكرة البرنامج منقولة من الغرب ونمط الألبسة من إنتاج الغرب ونمط المعيشة والديانة غربي .
المناقشة الثالثة:
عرض الكاتب في هذه المناقشة جملة من القضايا المطروحة في موضوع المرأة ليقيم الحجة على العلمانيين ويحاول أن يوقظ المخدوعين من وحل العلمانية النتن فكانت أولى هذه القضايا: هي الحجاب فالحجاب فرض من الله سبحانه وتعالى على كل امرأة مسلمة تكريما لها وحفاظا على مكانتها من أن تمس بسوء ومتى ما بقى الحجاب مرفوعا على رؤوس المسلمات فهو دلالة على انتصار الإسلام على العلمانية ومتى ما أسقطوه فهو علامة انتصار الباطل ومؤشر على تراجع الإسلام في نفوس أهله لذلك تجد العلمانيين يحاربونه بشكل دائم, فمن الأمور التي يزعمونها أن هيئة الحجاب الشرعي لا تشمل الوجه وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه هم من علماء الحنابلة المتشددين فقط ولكن ادعائهم غير صحيح حيث أورد سليمان الخراشي في كتابه (أسماء القائلين بوجوب ستر المرأة لوجهها من غير النجديين ) أكثر من (66) كتابا لعلماء من شتى أنحاء العالم الإسلامي ؛ من مصر , وتركيا , والعراق , واليمن , وتونس , والجزائر , والهند , وغيرهم , وجميعهم يقولون بوجوب تغطية الوجه والعلماء الذين لا يقرون بوجوبه فإنهم يرونه مستحب وهو الأولى وجميعهم يؤكدون بوجوب تغطية الوجه عند مظنة الفتنة. ثم تكلم عن ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب وكيف تزامنت الدعوة لخلع الحجاب مع وجود المحتل الأجنبي فمثلا ماحدث بالجزائر فيما فعله الاحتلال الفرنسي من محاربة الحجاب وخلعه بالقوة في الشوارع من فوق رؤوس المسلمات, وفي مصر فبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني ألف مرقص فهمي وهو كاتب مصري مسيحي كتاب يدعى (المرأة في الشرق) وهو كتاب يدعو للقضاء على الحجاب, وغيره من الكتب التي تبعته وتدعو إلى السفور ونزع الحجاب , وفي تونس حين كانت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي , دخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ بالسياسة؛ ذلك أن امرأة تونسية تدعى حبيبة المنشاري ,اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة ؛ فألقت مسامرة في جمع من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات وقد بسطت فيها حال المرأة التونسية ونددت بالحجاب , ومما يعضد ارتباط الاحتلال بنزع الحجاب أن أحد بنود المعونة الأمريكية لأحد البلدان العربية ؛ تمول بث نسخة عربية من برنامج الأطفال الأمريكي (شارع السمسم ) لتربية الأطفال على أنه لا فرق بين الولد والبنت وأن البنت مثل الولد .وأخيرا تكلم الكاتب على بعض من المظاهرات النسائية التي تدعو لخلع الحجاب فعلى سبيل المثال في مصر انطلقت أول مظاهرة نسائيه في العالم الإسلامي في زمن الاحتلال الانجليزي عام (1919)تحت إشراف سعد زغلول وبقيادة زوجته صفية مع رفيقتها هدى شعراوي إضافة إلى مجموعه من النساء القبطيات وذلك للتعبير عن رفضهن للاحتلال الانجليزي إلا أن المظاهرة تحولت إلى الهتاف بالحرية ونزع الحجاب , وتحدث عن غيرها من المظاهرات مثل التي حدثت في سوريا حيث قامت مظاهرة نسائية عام (1926)احتجاجا على سياسة الانتداب الفرنسي وبعدها بسنتين قامت مظاهرة نسائية بقيادة ثريا الحافظ التي رفعت الغطاء عن وجهها كما فعلت مائة امرأة كن يساهمن معها في المظاهرة نفسها وغيرها من المظاهرات التي حدثت في الكويت والبحرين والجزائر ..
القضية الثانية :
وهي من أكثر القضايا التي يطالب بها العلمانيون فهم يطالبون بالتمتع بجميع الحقوق (السياسية,الاقتصادية,الاجتماعية,الثقافية ,العسكرية ..) دون تميز بين الرجل والمرأة, وتم الرد عليهم بردود عقلية تدل على انتفاء المساواة وردود قرانيه كذلك , أما العقلية فمنها أن التاريخ القديم ينفي المساواة ويخبرنا عن قيام حضارات وأمم وممالك بادت , كانت متنوعة الديانات ، متعددة اللغات , مختلفة المفاهيم والأفكار لكنها جميعا اتفقت أن الرجل ليس مساويا للمرأة, ولم يطرحوا قضية المساواة أصلا للبحث , وأن الأنبياء جميعهم رجال وكذلك الزعامة والسيادة فقد كانت رجولية المعالم عبر القرون وأيضا الفروق الجسدية ترفض المساواة بين الرجل والمرأة , و الطفولة ترفض المساواة فالفطرة تجعل فوارق كبيرة بين البنت والولد وغيرها من الأمور.. وأما الردود القرآنية التي تنفي المساواة فمنها قول الله سبحانه وتعالى (وليسالذكر كالأنثى ) و قولة تعالى (يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى ) وكذلك قوله سبحانه (يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وغيرها من الأدلة . وفي النهاية تكلم عن مصلح الجندرية الجديد الذي أطلقته الحركات الأنثوية المعاصرة ومعناه باختصار: أن الخلقة الجسدية سواء للرجل أو للمرأة ليس له علاقة باختيار أدوارهم الاجتماعية التي يمارسونها فالمرأة ليست امرأة إلا لأن المجتمع أعطاها ذلك الدور وكذلك الذكر فظهر هذا المصطلح ليلغي معنى (رجل) و(امرأة) فلا يوجد (رجولة) أو(أنوثة ) أصلا بل الجميع (جندر) بمعنى نوع فهو مصطلح يناسب الرجل والمرأة على حد سواء .
القضية الثالثة:
وهي الاختلاط الذي يعتبر وباء تعاني منه الدول الإسلامية إلا أن المجتمع السعودي بصورة خاصة لا زال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة والتزاما في قضيه فصل الرجال عن النساء لذلك بدأت الدعوات التي ينادي بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلا قويا فأخذوا يطالبون بمسألة الاختلاط لمبررات عديدة ومن هذه المبررات مبرر الوقت وانه كفيل باعتياد احدهما على الآخر وادعاهم بأن الفصل بين الجنسين هو السبب في وقوع الفتن ورد عليهم الكاتب بالعديد من الأمور منها أن الاختلاط منتشر بالدول الغربية منذ زمن بعيد ولكن هذا الأمر لم يمنع من انتشار الفتن والضرر,وأيضا لو كانت المسألة مسألة وقت ومن ثم سيعتاد الرجال على النساء فهذا يعني أنه لن يكون هناك زواج لأن الرجال سيرون النساء في الشارع والمحلات وأماكن العمل مما ينتج عنه أن يذوب ما بينهما من ميل وانجذاب فطري وذلك سيؤدي إلى ترك الزواج لأن التعامل مع النساء سيكون بكل براءة ونزاهة مما يترتب عليه توقف النسل البشري , فهل توقفوا الغرب عن الزواج لأنهم رأوا المرأة متكشفة؟ ومن مبرراتهم كذلك مبرر الثقة بالمرأة وقولهم بأن ( نساءنا غنيات بإيمانهن,قويات بعفافهن,وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة) ولكن هذا المبرر مردود عليه لأن الله سبحانه وتعالى هو خالق هذه الأنفس وشارع لها ما يناسبها فلو كان بالاختلاط خير لشرعه الله سبحانه وتعالى ,فمثلا ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أمر (نصر بن الحجاج) بحلق رأسه لأنه فتن بعض فتيات المسلمين وهو فارغ القلب من الشهوة ,غير قاصد لفتنهن , وما يحدث في التعامل مع المستثمر الأجنبي وما يتم فيه من ضوابط لحماية الأموال فان المسألة ليست مسألة ثقة أو عدمها بل من العقل أن يتم ضبط أمور الناس والحزم فيها , وكذلك قول الله سبحانه وتعالى (يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين).فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين من ذوي القلوب المريضة في أطهر العصور أمرا طالب الله سبحانه وتعال به نبيه فان خوفنا على نساء المسلمين في هذا العصر أولى وأشد .
القضية الرابعة :
وهي قضية عمل المرأة وهي من القضايا التي دعوا إليها فأخرجوا المرأة من بيتها وفتحوا لها جميع مجالات العمل وما فيه من خلوة واختلاط وغيره بحجة أن عملها في بيتها احتقار وامتهان لها وتنقيصا من قدرها ووصفوا بقاء المرأة في بيتها بأنه تجن وظلم لها , فهم ينظرون إلى وظيفة ربة البيت بازدراء وامتهان وبالمقابل فإنهم لا يزدرون الخادمة المنزلية أو المربية أو الطباخة أو مديرة المنزل على الرغم من أن جميع هذه المهن تصنعها ربة البيت فهي السيدة والأميرة والمطاعة وصاحبة العمل واليد العليا وليست أجيرة عند أحد ومهما أخلص غيرها في أداء مهمتها لن يكون كإخلاصها .
القضية الخامسة:
وهي قضية قيادة المرأة للسيارة وهي من القضايا التي تعتبر منحصرة على المجتمع السعودي وهي من أهم القضايا التي يطالب بها العلمانيون لتحقيق أهدافهم كالاختلاط ونزع الحجاب ونشر الفتن وغيرها, وبين الكاتب مبرراتهم على هذا الموضوع ومن هذه المبررات التوفير المالي فيزعمون أن السائق يستنزف أموالا متفرقة لا تقتصر على الرواتب فقط بل في العديد من الأمور من طعام وسكن وعلاج وغيرها ,والخلوة المحرمة شرعا مع السائق الأجنبي, والخلل الأمني حيث أن وجود عمالة من غير البلد يسبب خللا أمنيا, ورد الكاتب على هذه المبررات فمن الردود بالنسبة للخلوة فان في المجتمع حالات كثيرة للخلوة المحرمة هي أشد وأفظع من خلوة السائق بالمرأة فمثلا فيما يحدث في الإعلام وفي بعض التخصصات الجامعية , و بالنسبة للتوفير فان عدد النساء يفوق عدد السائقين فلو قادت النساء فان ذلك يترتب عليه شراء عدد من السيارات يفوق العدد المستعمل لأن كل امرأة كان يقوم السائق بإيصالها سوف تحتاج لسيارة خاصة بها, وأما بالنسبة للخلل الأمني فان عدد العمالة من خارج البلد أكثر عددا في المهن الأخرى فمن باب أولى أن يتحدثوا عن كثرة وجود العمالة من خارج البلد في المهن الأخرى .
وختم الكاتب المناقشة بإيضاح التناقض الذي يقع فيه العلمانيون فهم يحاولون إظهار الغيرة على المحارم عندما يأتي الحديث عن قياده المرأة مثلا ويزعمون خشيتهم عليها من الخلوة بالسائق ولكنهم في الوقت نفسه يطالبون بسفر المرأة بدون محرم وبالاختلاط وغيره من الأمور التي تعتبر أخطر من خلوه المرأة بالسائق ..
المناقشة الرابعة:
في هذه المناقشة قام المؤلف بتوجيه أربع رسائل لأربع جهات مختلفة فأما الأولى فكانت لولاة أمر المسلمين وهم العلماء فيطالبهم بالوقوف وقفة قوية مشرفة في الدفاع عن أعراض المسلمين بمواجهة العلمانيين والرد على معتقداتهم الباطلة,أما الرسالة الثانية فقد خاطب فيها عامة المسلمين وهم الغيورون على أعراضهم فحملهم المسؤولية لما يحدث في بلاد المسلمين وألقى العتب واللوم عليهم واستشهد على ذلك بقوله تعالى (يا أيها الذين امنوا قو أنفسكم وأهيكم نارا وقودها الناس والحجارة). وأما الرسالة الثالثة فوجهها للعلمانيين أنفسهم وهم منبع الفساد في المجتمع وشبههم بما يفعلون بالمنافقين فعلى سبيل المثال : فإنهم يشابهونهم بإخفاء الكفر وإظهار الإسلام,وكذلك رؤيتهم بأن الإسلام تخلف ورجعية,وأيضا سعيهم لنشر الفاحشة والفساد في الأرض ,وإلغائهم لمفهوم الولاء والبراء وغيرها من الأمور.أما الرسالة الرابعة والأخيرة وجهها لقاسم بك أمين ومن بعض ما احتوته الرسالة: أكتب لك بعد مائة سنة من رحيلك عن الحياة حينما رأيت وجهك على مجلة صدرت عام (1928). لقد علمتُ من كاتبة المقال (هدى شعراوي) أنك عشت ثلاثاً وأربعين سنة فقط , كان هذا الرقم سبباً لكي يقشعرَّ جلدي لقد أهلكت شبابك حتى اللحظة الأخيرة فيمحاربة الحجاب وتزيين السفور والدعوة للاختلاط بين النساء المسلمات لكن قطعالموتُ عليك الطريق فلم تستمتع ولم تذق من اللذات والشهوات ما يكفي فصرت أول مندعا لإفساد المرأة المسلمة فأنت مثلهم الأعلى في التمرد على شرع الله عز وجل .
لقد شاعتالفاحشة في الذين آمنوا بسببك فبعد موتك بسنين انتشر الخنا وأبيح الزنا وشاعالفساد، واستمتع الناس ببعضهم في الحرام فهل ذقت من الشهوات ما ذاقوه بل لعلكالآن تلاقي في قبرك أوزاراً مع أوزارك ولا تدري من أين أتاك كل هذا ولعلك الآنتُحاسب عن لذاتٍ لم تذقها فغيرك ذاق واستمتع أضعاف ما ذقته وأنت تحاسب عن جميع ماأجرموه بسببك. يا قاسم بك أمينكبرت مصيبتكمن بعدك فللأسف لم تفسد مصر وحدها بسببك بل إن إفسادك استشرى بعد موتك منحيث لم تحتسب فالتابعون لك والمؤيدون لفكرتك علوا في الأرض وأنفقوا أموالهموجهودهم في محاربة الفضيلة والعفاف وساهموا في ترويج الرذيلة إلى بلاد الشام وإلىبلاد المغرب والعراق والخليج وأنحاء العالم الإسلامي فها أنا من بلاد الحرمينأرى بيننا ألف قاسم كان أولى لنا أن ننصبمن موتك عبرةً في قلوبنا حتى تكون لحظاتك الأخيرة زاجراً لمن أراد الفساد والإفساد فقد كنت تقوم بتقديم فتياتٍرومانياتٍ كما يكتبه عنك أحمد لطفي السيد فأصابتك السكتة القلبية في ذلك النادي وعلى تلك الصفة فهل ستبعث يوم القيامة وأنت ممسك بأيديهنّ للتحرُّر وبغض الحجاب والإنسان يُبعث على ما مات عليه ما أتعس هذه الخاتمة وما أظنُّ عاقلاً يشتاق لمثلهذه الميتة وأعوانك يحتفلون ويمتدحون ويمجِّدون تاريخك وتمرّدك، لكنهم لن يغنوا عنك منالله شيئاً، ولن يقدِّموا لك في قبرك من الأعمال خيراً، لقد ضل سعيهم في الحياةالدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
مضى قرن من تاريخ أمة محمد صلى اللهعليه وسلم بعد موتك أصاب الأمة فيها الكثير من الفجور والانحلال والخور فنحن في قرن ضاع فيه أقصانا وبقي في يد اليهود أكثر من نصف قرنونحن صامتون, واغتصبوا أعراض بناتنا ونسائنا وأمهاتنا ونحن صامتون, واستباحوادماءنا وذرياتنا ونحن صامتون ونهبوا ثرواتنا واحتلّوا أراضينا ونحن صامتون فهلترى يا قاسم بك أمين في كل هذه الأحوال أننا ينقصنا تحرير المرأة ولماذا لميناد أتباعك من العلمانيين بتحرير القدس ولو في سطرٍ يتيم منكتاباتهم الكثيرة تلك الكتابات التي قتلوا أنفسهم في الحديث عن تحرير المرأة أمأن تحرير القدس يُغضب أسيادهم اليهود .
لقد أصبحت أجساد المسلمات المؤمنات تتراقص عاريةمتمايلة يستمتع برؤيتها الفاسق والفاجر والمسلم والكافر وأدهى من هذا فظاعة وحسرةأن يتهافت المسلمون على رؤية المسلمات بقلوب باردة وتسابق مخمور بالغفلة فلاتتحرك نفوسهم بالغيرة ولا يستشعرون أنها مسلمة عبث بعقلها اليهود وأن هذه المرأةوقعت ضحيَّة حرب مؤلمة تنهش في جسد الأمة بغير سلاح فهل أتباعك يا قاسم بك أيضاًفي كل هذه الأحوال يرون أننا لا ينقصنا إلا تحرير المرأة أكلت جسدَك الأرضُ وبقيت تحت ترابها أضعافالزمن الذي مشيته فوقها فهل تطاول عليك العمر وهل فعلاً وجدت أن حماسك العنيفلقضية التحرير يستحق كل ما فعلته.
يا قاسم بكأمينعاشت مبادؤك وأفكارك بعدك في صراع مع الدين وأهله، وللأسف طغى أصحابكوعلوا في الأرض؛ حتى صار(البغاء الرسمي) معلنا تدعمه بعض الحكومات في أرض الإسلامفأكرمالله سبحانه وتعالى أناساً حين أكرمهم بالدفاع عن دينه وسنّة نبيه وماتوا ولم تمت صحوتهمومات أتباعهم لتحيا دعوتهم ويخرج الله سبحانه وتعالى النور من بينالظلمات فأصابت أصحابك صفعةٌ أليمةٌ في رجوع الناس إلى الدين المتأصِّل في النفوسوعاد الحجاب الذي نذرت نفسك لحربه .
يا قاسم بك أمينفي الختام أقيمت مدرسة تحمل اسمك لتمجيدك وتخليد ذكراك فيكون فيطالباتها للمؤمنين عبرةٌ، وابتسامة البداية للفوز والغلبة حيث تروي الأخبارالموثوقة أن جميع الطالبات في مدرسة قاسم أمين الإعدادية للبنات لبسن الحجاب عام 1922 م مقتنعات بفريضته مؤمنات أن الحجاب صيانةٌ وتكريم وتشريع .
المناقشة الخامسة:
وأخيرا فقد ختم الكاتب بخطبه الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم فذكر بعض الأمور التي تتعلق بقضايا المرأة مثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعدل وليس المساواة بقوله صلى الله عله وسلم ( أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق ) فالنساء لهن حقوق تختلف عن حقوق الرجال مما يدل على انتفاء المساواة ,وبيان الحقوق حيث قال صلى الله عليه وسلم ( أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق لكم ألا يوطئن فرشهم غيركم , ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة , فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تعضوهن , وتهجروهن في المضاجع, وتضربوهن ضربا غير مبرح, فان انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ...) فمن هذا النص يتأكد وجوب خضوع المرأة لزوجها ووجوب استئذانها منه قبل التصرف في ملكه وتأكيد على الأزواج بأن يراعوا حقوق زوجاتهم وغيرها من الأمور التي احتوت على مجموعه من الردود المسكتة التي يرد بها على العلمانيين ومتزعمي إفساد المرأة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: رد: تلخيص كتاب هل يكذب التاريخ الجمعة أغسطس 13, 2010 7:45 pm | |
| | |
|