الفوائد المتبادلة 2010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يجمع علومك ليبلغها و يجمع علوم غيرك لتتعلمها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل لرفع الصور

 

 تأملات في مظاهر العفة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع المرأتين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم عيسى
إدارة عامة
إدارة عامة
ابراهيم عيسى


تاريخ التسجيل : 18/03/2010

تأملات في مظاهر العفة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع المرأتين Empty
مُساهمةموضوع: تأملات في مظاهر العفة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع المرأتين   تأملات في مظاهر العفة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع المرأتين Emptyالأربعاء أبريل 28, 2010 9:13 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأملات في مظاهر العفة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع المرأتين

{وَلَمَّا وَرَدَ مآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ
يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا
خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا
شَيْخٌ كَبِيرٌ(23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(24)فَجَاءَتْهُ
إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ
الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ(25)قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ إِنَّ
خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ(26)}

سورة القصص 23-26
هذه تأملات في مظاهر العفة التي وردت في قصة المرأتين مع موسى - عليه
السلام - أذكرها على ما يلي :




لماذا تذودان غنمكما ؟
لماذا لا تسقيان ؟
إذن متى تسقيان ؟
أليس عندكما ولي رجل ؟
إذن لماذا لا يأتي ويسقي لكما ؟
ولأجل ذلك سيطول الكلام بين المرأتين والرجل الأجنبي ، فجمعتا في كلامهما
الإجابة على جميع الأسئلة المحتملة ، بجملة واحدة مختصرة عفيفة .


هل تريدان ذلك أم لا؟
فالوضع وظاهر الحال لا يحتاج إلى سؤال ، ثم السؤال يحتاج إلى كلام وجواب ،
وهذا مالا يريده موسى - عليه السلام -، فقام وسقى لهما.


حاجتهما إلى الخروج .
عدم وجود رجل ذكر قادر يخرج معهن .
الناس عند البئر كثير ، فلا خلوة .
ظروف الحياة .
سيؤدي انتظارهما إلى تأخرهما .
والغريب أنه ومع كل هذه الأسباب إلا أنهما لم تختلطا بالرجال ، فكيف ببعض
الظروف اليوم التي هي أقل من ذلك بكثير؟ لكنها العفة .


صورالأسئلة التي يتضح أن موسى - عليه السلام - سيسألها
إياها ، فأعدت الجواب مباشرة حتى لا ينفتح الحوار للمرة الثانية .
فشيء بدهي أن موسى – عليه السلام - وبعد رجوع المرأة سيسأل :
ما الذي أتى بك ؟
من أرسلك ؟
ماذا يريد ؟
فأعدت جواباً يقطع جميع الأسئلة، فقالت: "إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا" (القصص: من الآية25).
فشملت هذه الجملة جواب جميع الأسئلة السابقة .

تسكع.
تبرج .
تبختر .
تكسر وتثني .
التفات .
إغراء .
فجمع الله هذه الأشياء بقوله: "استحياء".
لفظ "استحياء" يختلف عن لفظ "حياء"؛ لأنه يحتوي على معنى الحياء وزيادة كما
تقتضيه زيادة الألف والسين والتاء في لغة العرب .

1 ـ أن المرأتين وقفتا بعيداً عن الرجال ، ولذلك قال الله: "وَوَجَدَ مِنْ
دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ" (القصص: من الآية23).
2 ـ أنهما حرصتا كل الحرص على قطع أي سبب يؤدي لاختلاطهما بالرجال ، ولذلك
كانتا "تَذُودَانِ" غنمهما؛ لئلا تختلط بغنم القوم .
3 ـ من مظاهر العفة كذلك ، اختصارهما الكلام وعدم تطويله مع الرجل الأجنبي
موسى - عليه السلام - حيث قالتا: "لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ
وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ" (القصص: من الآية23)، بدون أخذ وعطاء، وزيادة
ورد.
4 ـ من عفتهما عدم فتحهما الحوار مع موسى - عليه السلام -؛ لأنه أجنبي
عنهما ، حيث جمعتا في كلامهما الجواب على جميع الأسئلة المحتملة ، فكان
الأصل أن موسى - عليه السلام - يسأل هذه الأسئلة :
5 ـ عفة موسى - عليه السلام - أكمل من عفتهما ، فإذا كانت عفة المرأتين
تمثلت في جملة واحدة، فإن عفة موسى تمثلت في كلمة واحدة "ما خطبكما" ثم لم
يذكر الله عنه بعد ذلك مع المرأتين ولا كلمة واحدة إلى أن تم لقاءه بأبيهما
ففتح الكلام على مصراعيه " وقص عليه القصص " .
6 ـ عفة موسى – عليه السلام - كذلك ظهرت في قيامه بالسقي لهما بدون سؤال :
7 ـ كذلك أنه لما سقى لهما توجه مباشرة إلى الظل ، ولم ينتظر شكراً منهما ،
وهذه فرصة لمرضى القلوب أن يزداد مرضهم ،وتبادلوا أطراف الحديث ، وكلمات
الشكر والعرفان ، فقد صنع لهن معروفاً وبدون طلب منهما ، ووقف معهن ، وسقى
لهن .
8 ـ حرص المرأتين على عدم الاختلاط بالرجال ، مع وجود المبررات التي نسمعها
اليوم ، مثل :
9 ـ من عفة المرأتين تقديمهما النفي في كلامهما ، فقالتا: "لا نَسْقِي
حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ" ، ولم تقدما الإثبات ، فلم تقولا: "سنسقي بعد
قليل"، وتقديم النفي أبلغ في الجزم، وأن الأمر لا يقبل النقاش.
10 ـ من عفة المرأتين أنهما جعلتا غاية وقوفهما وعدم اختلاطهما بالرجال
صدور الرعاء، وليس أن تخف الزحمة فحسب أو يقل الرعاء.
11 ـ من عفة المرأتين أن التي أتت موسى - عليه السلام - اختصرت الكلام معه
مرة ثانية فعرفت
12 ـ من مظاهر العفة في هذه القصة مشي إحدى المرأتين بحد ذاته فقد خلا
تماماً عن :




ولم تقل: إنه قوي أمين فعل كذا وكذا، بل جاءت بصفات الأجير الناجح، وهو من
جمع بين "القوة والأمانة " .
ولا عجب فمع العفة في عدم المخالطة واختصار الكلام، هناك حياء حتى في
الألفاظ، والعناية بها.
قيل في سبب قول المرأتين عن موسى: "الأمين":
لأنه قال لهما وهما آتيتان إلى أبيهما : "كونا ورائي فإذا اختلفت علي
الطريق فاحذفا لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق" .
فأي عفة فوق هذه العفة التي تمنع حتى إرشاده إذا ضل الطريق باللسان، فصلى
الله عليه وعلى رسولنا الكريم.

والله أعلم وأحكم، وصلى الله عليه وسلم.

13 ـ أنه لما طلب أبوهما أن يحضر موسى - عليه السلام - ، لم تخرجا جميعاً
كما خرجتا في السقي؛ لأن الحاجة لا تستدعي ذلك، وهذا هو تقدير الضرورة
بقدرها، فسبحان الله مع العفة فقه.
14 ـ أن التي أتت موسى - عليه السلام - لم تنسب لنفسها الكلام ، فقالت:
"إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ"، ولم تأت بلفظ يحتمل معان، أو فيه تعريض بنفسها .
15 ـ أن جلوسهما خلف الرجال، وعدم اختلاطهما لم يكن في أوقات دون أخرى، بل
ذلك عادة مستمرة لهما ، ولذلك قالتا: " لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ
الرِّعَاءُ" يعني هذه عادة لنا في الماضي، ونستمر عليها في المستقبل ، كما
يقتضيه دلالة الفعل المضارع "نَسْقِي" .
16 ـ أنهما لم يصرحا بموسى، بل أشارتا إليه كل ذلك حياء، فقالت إحداهما:
"إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" (القصص: من
الآية26).
17 ـ لما كان موسى مع المرأتين في البداية، ثم مع إحداهما بعد ذلك كانت
كلماته مختصرة جداً، فلما التقى الرجل بالرجل، موسى بأبيهما، لم يقتصر على
جملة واحدة أو قصة، بل "وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ" (القصص: من الآية25).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات في مظاهر العفة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع المرأتين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيدنا ادم عليه السلام
» سيدنا نوح عليه السلام
» موسى عليه السلام
» موسى عليه السلام والتابوت وفرعون
» موسى عليه السلام والخضر العالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفوائد المتبادلة 2010 :: اسلاميات :: الدعوة و التوعية-
انتقل الى: