بعيدا عن العلاقات العاطفية "المفخخة"..
40 نصيحة للتحرك بعقلانية على المواقع الاجتماعية
ملفك على الشبكة = شخصيتك بالواقع.. فمن تكون؟!
هشام عبد العزيز
هناك من يتابعك على الانترنت !
كيف تحمي "بروفايلك" من صائدي العواطف؟
تطور الإنترنت خلال الأعوام الخمسة الماضية بشكل مذهل، وكان أكثر ما يميز ذلك التطور هو التفاعلية بين مستخدميه، وكذلك ظهور بوابات ضخمة تقدم معظم مجالات استخدام الإنترنت تحت عنوان واحد، وتحولت تلك البوابات إلى مجتمعات افتراضية بما تحمله كلمة المجتمعات من معان، وسميت تلك البوابات بالشبكات الاجتماعية Social Networks، ويمكن أن يضاف كذلك للمواقع الاجتماعية كل من مواقع الزواج والمنتديات.
وبذلك باتت تلك الشبكات مسرحا وبيئة خصبة لنمو وتطور العلاقات الجماعية والفردية متجاوزة حواجز المكان والوقت واللغة وحتى الثقافة، حتى إن تلك الشبكات أثبتت أنها أكثر تأثيرًا من الواقع الاجتماعي، وهو ما أثبته مثلا إضراب 6 أبريل 2008 في مصر الذي بدأت فكرته وانتشاره على موقع facbook، ومظاهرات الاحتجاج التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية منتصف العام 2009، والتي عرفت بثورة twitter.
غير أن المواقع والشبكات الاجتماعية كانت أيضا فرصة لنمو العلاقات العاطفية، خاصة في ظل حالة الاطلاع الأوسع على التفاصيل اليومية لحياة المستخدم، ومعرفة تقلباته المزاجية، وطرق التعبير عن نفسه وأفراحه وأحزانه، والتشارك في مناسباته الخاصة، وصوره.. وهناك أكثر من ذلك، فقد عملت تلك الشبكات في معظمها على إتاحة خدمة ترشيح العضو الملائم، والذي يجتمع في مشتركات كثيرة مع عضو آخر؛ أي إنها باتت تصنع الصداقات، وتشعل أول شرارة انسجام.
وكثيرًا ما يستثمر الشباب كسر الشبكة العنكبوتية للوقت وتجاوزها للحدود في البحث عن مغامرات عاطفية على الإنترنت، يرسم الشاب والفتاة فيها عن نفسه صورة سحرية ما يلبث أن يصدقها، حتى يتحول الحلم إلى كابوس، وتدخل العلاقات في مساحات خارج إطار التحكم، وتشتعل العاطفة بنيران الشهوة والغريزة، لندخل في حلقة مغلقة من انتهاك الحرمات والقيم والثوابت.
تعد معالجة الأمر بتبسيط يقتصر على الجانب الأخلاقي للمسألة -برغم أهميته القصوى- هي معالجة محزنة وعاجزة، إنما ينبغي أن يوضع ذلك في سياق توظيف واستثمار الإنترنت في خدمة خططنا للتنمية الذاتية والمجتمعية، ولكي يحدث هذا لابد أن تكون لنا أصلا أهداف وخطط من هذا النوع، ولا بد أيضا أن نمتلك مهارات وأدوات الفعل الإلكتروني النافع، والتواصل الإيجابي عبر الإنترنت.
والسؤال الأهم يبقى: ماذا بعد؟ والإجابة عن هذا السؤال تقتضي منا أن نسأل أنفسنا.. لماذا نستخدم الإنترنت؟ وبعد الإجابة على لماذا سنكون مطالبين بالإجابة أيضا على كيف.. كيف أستخدمه للوصول لهدفي؟
وتتنوع استخدامات الإنترنت لأغراض ثمانية، هي: الترفيه، والتعارف، والعمل، والاتصال، والعمل التوعوي، والمعرفة والإحاطة، والدراسة، والتجارة والتسوق.
مبادئ الاستخدام الآمن
وحتى يشكل استخدام شبكة الإنترنت إضافة ودافعا من دوافع التنمية الذاتية والمجتمعية، بعيدا عن نسج الشراك العاطفية وحيل المشاعر المفخخة، علينا أن نستخدمه وفق احتياجنا، على أن نضع في الاعتبار أن هناك مبادئ أساسية لذلك الاستخدام، منها:
• حدد وقتا محددا للدخول إلى الإنترنت، ولا تسمح للعالم الافتراضي أن يسرقك من عالمك الواقعي واتصالاتك المباشرة بمحيطك.
• اجعل اهتمامك بالإنترنت جزءا من اهتمامك في الحقيقة، فإن كنت مثلا مهتما بالقضايا البيئية فحاول أن تجعل تلك المساحة تشغل الجزء الأكبر من اهتماماتك على الشبكة.
• لا تهمل علاقاتك الاجتماعية لحساب علاقات الإنترنت.
• حاول أن تتواصل مع أصدقائك الحقيقيين على الإنترنت قبل أن تتواصل مع أصدقاء جدد على الشبكة على أن يكون هذا التواصل في حدود علاقة الصداقة المنضبطة.
• لا تُزل الحواجز بين جهات الاتصال الخاصة بك على الإنترنت، ولا تجعل حياتكم الخاصة مسرحا للحديث والمناقشات، واحرص أن تكون القضايا العامة وموضوعات الاهتمام المشترك هي محل نقاشاتكم.
• كلما كان الأمر ممكنا لا تتح للجميع رؤية ملفاتك وبياناتك الخاصة.
• لا تشارك في المجموعات البريدية والمنتديات إلا وفق اهتماماتك ولا تجعل العلاقة مع بقية المشاركين تتجاوز ذلك الاهتمام.
• لا تعرض بياناتك الشخصية على الإنترنت إلا في حدود المطلوب، فمثلا من يهمه تاريخ ميلادي؟ ولماذا أحدد حالتي الاجتماعية؟ إلا إذا كنت أشارك في موقع للزواج مثلا.
• لا تتح التعبير عن حالتك المزاجية ورغباتك العاطفية على ملف بياناتك ما دام أنه لا ضرورة لهذا.. فغالبا ما يكون ذلك التعبير هو أول مداخل الصياد لفريسته.
• هناك حالات محددة أعرض فيها صورتي على الإنترنت، كأن أرسلها في سيرة ذاتية لوظيفة تتطلب أن أرفق صورتي معها.
• احرص أن يكون لك أكثر من بريد إلكتروني، بحيث يكون أحدهم للتراسل الرسمي والآخر للتواصل الأسري ومع الأصدقاء، على أن يكون البريد الأول على شبكة لا توفر خدمة برامج المحادثة المباشرة messenger..
• لا تتح أرقامك الهاتفية الخاصة على الانترنت إلا في حالة الضرورة، كأن تكون على صفحة للتوظيف، أو في إطار دعوة للحصول على معلومات، أو أن يخدم ذلك طبيعة عملك، وفي كل الأحوال يجب أن توضح سبب عرض تلك الأرقام.
• لا تقبل إضافة الغرباء على برامج المحادثات دون سبب مقنع.
• لا تبحث عن المشاعر على الشبكة العنكبوتية، وتأكد من أن الإنترنت مثل الهاتف وسيلة للاتصال وليس للتواصل.
• عند استخدامك للشات وبرامج المحادثة استخدم جملا قصيرة واضحة ومباشرة، وقلل من استخدام الرسوم التعبيرية، والكلمات التي تحمل أكثر من معنى.
• لا تتحدث مع شخص واحد على الشبكة بشكل يومي أو دوري ما دام الأمر لم يتطلب ذلك، كظروف العمل مثلا.
• قم بتنظيم برامج المحادثة بشكل دوري، وحذف كل من بات الأمر لا يستدعي وجوده على قائمتك.
• يجب ألا تتجاوز المحادثة الواحدة الوقت المطلوب لإنجاز سببها.
• استخدام الصوت والكاميرا يجب ألا يكون مع غير الأهل، وفي غير الضرورة.
• انقل علاقتك الثنائية على الإنترنت إلى المجال الأكثر اتساعا، أي احرص على المناقشة في إطار مجموعات وعلى ساحات المنتدى وليس بشكل ثنائي.
• في حالة استخدام الشات، استخدم فقط الغرفة العامة، وتأكد أن الدخول لغرفة خاصة يكافئ تماما الحديث مع غريب داخل حجرة مغلقة.
• كلماتك ترسم ملامحك في عيون الآخرين وعقولهم، فاعمل أن تكون كلماتك تعبيرا عنك أنت، وليس عن خيال أو شبح إنترنتي.
"بروفايلك" على المواقع الاجتماعية
تنطبق الأفكار التي تحملها السطور السابقة على شبكة الإنترنت بشكل عام، إلا أنه ولأهمية المواقع الاجتماعية وتسيدها لسلوكيات مستخدمي الشبكة العنكبوتية حاليًا، كان يجب أن يكون لها حديث مفصل، خاصة فيما يتعلق بطريقة إعداد ملف بيانات المستخدم "profile" على تلك المواقع.. لذلك:
• حدد هدفك من الدخول إلى المواقع الاجتماعية.
• طالع سياسة الخصوصية للموقع قبل المشاركة فيه، وتأكد من عدم وجود تحفظات جوهرية عليها.
• لا تجعل المواقع الاجتماعية بديلا عن العلاقات الاجتماعية الواقعية.
• اصنع ملف بياناتك بالصورة التي تتفق مع هدفك من المشاركة في الموقع الاجتماعي وفق مجال الاهتمام.
• أضف بياناتك بتجرد ودون أسماء تحمل إيحاءات أو معاني مختلفة، كأميرة العشق، وفارس الرومانسية و...
• لا تعرض صورك الشخصية وصور عائلتك إلا في حال كنت تتواصل مع الأهل أو الأقرباء، وفي كل الأحوال احرص أن تكون صورتك تتخذ الطابع الرسمي وفي وضعية الوقار.
• لا تتح كل ملف بياناتك، وأتح ما يكفي فقط بالتعريف بشخصيتك، وإن كان الهدف من إنشاء الصفحة سيحدد كذلك حجم وطريقة عرض بياناتك.
• لا تعرض بريدك الإلكتروني الشخصي على صفحتك الاجتماعية واكتف بخانة الرسائل على الصفحة.
• لا تتح عرض أرقام الهاتف الشخصية على صفحتك ما دمت غير مضطر لذلك.
• لا تقبل أي عروض للصداقة ما دمت لا توافق على مرسليها وتثق بهم.
• راجع قائمة أصدقائك بشكل دوري وقم بتنقيتها.
• قم بتصنيف قائمة الأصدقاء بحسب أهميتهم أو ارتباطك بهم.
• لا تجعل الصفحة مسرحًا لعرض تفاصيل حياتك اليومية.
• لا تعرض خصوصيات أصدقائك وجهات الاتصال الخاصة بك على الصفحة.
• المواقع الاجتماعية ليست مكانا ملائما لأسرارك ولحياتك الخاصة.
• لا تشترك في مجموعات أو فعاليات أو تطبيقات على المواقع الاجتماعية ما دمت غير مهتم بها.
• لا تتحدث مع الجميع بلغة حميمة، ولكن تحدث مع الغرباء أو الأصدقاء الجدد بلهجة رسمية.
• إشراك الآخرين في معاناتك وذكرياتك أول طرق رفع الكلفة والدخول في علاقات عاطفية كاذبة.. فهل ترى أن الإنترنت المكان الملائم لذلك؟!.