كرم الله -عز وجل- بني آدم وأعزهم بالإسلام، وجعلهم أمام اختبار عظيم، فإما أن يختاروا رسالة الإسلام وإما طريق الكفر والعصيان، رسالة الإسلام هي التوحيد وعبادة الله -عز وجل- وفق ما أمر به -سبحانه وتعالى- في إطار من الأخلاق الإسلامية العظيمة، وأعد للمؤمنين جنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين، أما من اختاروا طريقا غير طريق الإسلام فقد توعدهم بنار حامية..
ومن أعظم الكبائر الشرك بالله، ومن أعظم الأعمال التي تورد صاحبها المهالك عقوق الوالدين، فذلك خلق غير حميد ..
الشيخ أحمد القطان
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} (الإسراء:23)، بر الوالدين أعظم عبادة بعد عبادة التوحيد، {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}(النساء: من الآية36)، أيها الحبيب اللبيب، تذكر هذا كلما قمت بعبادة لله وحده بادر وراءها مباشرة ببر لوالديك، إما زيارة، أو هدية، أو اتصال، أو خدمة، أو تعطف، أو تلطف، أو تواضع أو علاج، تذكر هذا، كلما قمت بعبادة قدم خدمة لوالديك، أوسط أبواب الجنة يا حبيب، احذر من رفع الصوت عليهما، أو إغضابهما، أو يبكيان بسببك، أو يغضبان عليك، فإن غضب الله من غضب الوالد، ورضا الله من رضا الوالد، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولوالديكم وللمسلمين أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم حن عليهم فقد حنوا علينا، والطف بهم فقد لطفوا بنا، وأطعمهم فقد أطعمونا، واسقهم من الكوثر فقد سقونا، اللهم واجعلهم في بحبوحة جنتك، فقد جعلونا في بحبوح عطفهم وحنانهم فاغفر لهم مغفرة عامة وأدخلهم الجنة بغير حساب، لنا ولكم وللمسلمين.. آمين ..
المعلقة
وحدها الحيوانات تنسى من هو الأب ومن هي الأم عندما تكبر وتمضي وحيدة، أما الإنسان الذي كرمه الله -سبحانه وتعالى- بالإسلام والأخلاق الإسلامية وأبدا أن يعق والديه، لقد حثنا الإسلام على بر الوالدين، وقال -عليه الصلاة والسلام- : "رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه، قلنا من يا رسول الله؟ قال من أدرك والديه ولم يدخل بهما الجنة"..
هكذا بكل بساطة، فبر الوالدين يدخل الأبناء الجنة، والعقوق يدخل النار، أعاذنا الله منها ..
************************************