لقد امتن الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعم عديدة ،وأحوال متكاثرة فريدة ،ومن تلكم النعم ،نعمة البيان واللسان ،نعمة النطق والكلام الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان.
اللسان نعمة جليلة ،ومخلوق صغير ،داخل كيان هذا الإنسان ،لكن له شأن عظيم ،فما أصغر حجمه وما أصغر أثره على الإنسان.
اللسان أيها الأحبة يعتريه شيئان ،الكلام والسكوت، فكلام اللسان له سلبيات، وهي ما تسمى بالآفات، وله إيجابيات وهي الطاعات والقربات.
وسكوت اللسان قد يكون آفة، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ،وقد يكون عملاً صالحا ،كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) [البخاري]. فالسكوت والصمت خير من الكلام بالباطل وبالفحش.
فإذا نطقت فلا تكن مكثارا الصمت زين والسكوت سلامة
ولقد ندمت على الكلام مرارا ما أن ندمتُ على سكوتي مرة
اللسان معبر عندما اشتمل عليه قلب الإنسان ،فإن كان القلب زكياً مؤمناً كانت ألفاظه طيبة. وإن كان القلب خرباً مظلماً بظلمة المعصية ،كانت ألفاظ اللسان سيئة بذيئة.
لقد جاءت الشريعة، وحثت على اختيار الطيب من القول ،وأمرت بحسن الكلام ،ونهت عن الضد من ذلك ،قال الله تعالى: وقولوا للناس حسناً. وقال: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن وقال: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس. وقال: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين