بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسان تقوّم بعقله وتميز به على سائر المخلوقات، فلابد أن يكون لهذا العقل حركة يؤدي من خلالها دوره الحقيقي، فإذا انعدمت هذه الحركة انسلت مميزات الإنسان، وهذا الانسلال لا يخرج الإنسان فقط عن دائرة الانسانية ويجعله في صف واحد مع سائر المخلوقات، وإنما يجعله أنزل منها مرتبة، لأنه حاز ما لم تحزه (وهو العقل) فأهمله، بينما هي لم تملك القدرة العقلية فأصبحت معذورة.
إن هذا الانسلال هو الجهل بذاته، وهو ما يخرج الانسان عن انسانيته، ويجعله دون الحيوانات شأناً ... يقوله تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً) الفرقان/ 44.
اُنظر كيف أن الدين أنزل الجاهل الذي لا يسمع ولا يعقل ـ فعدم الاستماع وعدم التعقل هو الجهل بعينه لأن أبرز علامات الجهل توقف حركة العقل ـ إلى ما دون الحيوانات ... وفي ذلك تسفيه وتحقير شديد للجهل ولمن يتصف به.
(الجهل موت).
(الجاهل ميت وإن كان حياً).
(الجاهل صخرة لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر عودها، وأرض لا يظهر عشبها).
(الجهل أدوء الداء).
(الجهل داء وعياء).
الجهل هو السبب أيضاً في تشوه السلوك والمعاملات الاجتماعية، فبسبب الجهل تحدث الجرائم والتحاسدات والاعتداءات والمظالم والتمزق الاجتماعي ...
ولأن الجهل هو السبب في حدوث هاتين الإشكاليتين، فإننا وبتوسط المفهوم نستدل على أن العلم هو السبب في هداية العقل البشري وسلامة الحياة الاجتماعية.
هدانا الله واياكم الى سواء السبيل