ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: عسل النحل بين القرآن الكريم والسنة المطهرة الثلاثاء مايو 04, 2010 11:28 pm | |
| العسل في القرآن الكريم:- جاء ذكر النحل في القرآن الكريم حيث سمَّى الله سورة كاملة بسورة النحل وذلك ليلفت النظر إلى هذه الحشرة الصغيرة وفوائدها، وإن من أهم فوائدها ذلك العسل الذي تنتجه بقدرة الله وتعليمه لها. قال تعالى ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون * ثمَّ كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاء للناس، إنَّ في ذلك لآية لقومٍ يتفكرون) سورة النحل آية 68، 69. المراد بالوحي هنا الإلهام والإرشاد للنحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها ومن الشجر ومما يعرشون، وبيوت النحل محكمة غاية في الإحكام والإتقان في شكلها السداسي ورصها بحيث لا يكون بينها خلل، ثم سخر الله تعالى النحل أن تأكل من كل الثمرات، وأن تسلك الطرق التي سهلها عليها حيث شاءت، في الجو والبراري والأودية والجبال ثم تعود إلى بيتها لا تحيد عنه يمنةً ولا يسرة، فتبني الشمع من أجنحتها وتقيئ العسل من فيها وتبيض الفراخ من دبرها، ثم تصبح إلى مراعيها. وقوله تعالى ( يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءً للناس). ما بين أبيض واصفر وأحمر وغير ذلك على اختلاف مراعيها ومأكلها منه. ( فيه شفاء للناس) أي في العسل شفاء للناس ( إن في ذلك لآية لقومٍ يتفكرون) أي إن في إلهام الله لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في هذه المهمة والاجتناء من سائر الثمرات ثم جمعها العسل وهو أطيب الأشياء لآية لقومٍ يتفكرون في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها.انتهى من تيسير العلي القدير لمحمد نسيب الرفاعي. يقول الدكتور عبد الكريم الخطيب {وإنما قال الله (ربك) بكاف الخطاب ولم يقل أوحى الله إلى النحل، فيه إشارة عظيمة إلى أن هناك صلة بين الإنسان الذي يخاطبه الله وبين إلهام الله إلى النحل وكأنَّه يقول للإنسان الذي يخاطبه وبين إلهام الله إلى النحل وكأنه يقول للإنسان: أوحى الله ربك الذي خلقك والذي يعلم خصائصك وتركيبك ويعلم ظاهرك وباطنك أوحى إلى النحل ...} إنَّ في اختتام الآية بقولة ( إنَّ في ذلك لآية لقومٍ يتفكرون) فيه إشارة إلى أهمية إعمال العقل في التفكير والتأمَّل لعمل النحل وعيشه وما يجتنيه من شراب حيث أنَّ ذلك من نعم الله العظيمة حيث أنه جعل من هذه الحشرة الصغيرة مصنعاً لإنتاج أحلى الأغذية وأنجع الأدوية. قال الإمام القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى ( إن في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون) أي يعتبرون ومن العبرة في النحل بإنصاف النظر، وإلطاف الفكر في عجيب أمرها فيشهد اليقين بأن ملهمها الصنعة اللطيفة وحذقها في تفاوت أحوالها هو الله سبحانه وتعالى العسل في الحديث النبوي: روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري ( قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي هذا استطلق بطنه، فقال رسول الله ( (اسقه عسلاً) فسقاه ثم جاءه فقال: إنني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلاً فقال: لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلاً) فسقاه فبرئ. وفي راوية لمسلم (إن أخي عَرِبَ بطنه) قال الإمام ابن القيم رحمه الله في (الطب النبوي): فهذا الذي وصف له الرسول صلى الله عليه وسلم كان استطلاق بطنه عن تخمةٍ أصابته عن امتلاء فأمر بشرب العسل لدفع لفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء فإن العسل فيه جلاء ودفع للفضول. وفي تكرار سقيه للعسل معنىً طبي بديع وهو: أن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء فلما أمر أن يسقيه العسل سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض.فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء بريء بإذن الله. وفي قوله صلى الله عليه وسلم (صدق الله وكذب بطن أخيك) إشارة تحقيق نفع هذا الدواء وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن: لكذب البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه. قال العلامة الزرقاني رحمه الله: وقوله (صدق الله وكذب بطن أخيك) معناه أخطأ بطن أخيك حيث لم يصل لقبول الشفاء بسرعة لكثرة المادة الفاسدة فيه. وقال العلامة الطبيب علاء الدين الكحَّال: إن إسهال ذلك الرجل كان من تخمة أصابته وقد جاء في مسلم (إن أخي عَرِبَ بطنه) ومعناه فسد هضمه واعتلت معدته. وجاء في البخاري عن جابر بن عبد الله ( قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربه عسل أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي) وفي الصحيحين عن أبن عباس ( قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنهى أمتي عن الكي) وعند الحاكم وابن ماجة عن أبن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالشفاء ين العسل والقرآن) حيث جمع الرسول في هذا الحديث بين الطب البشري والطب الإلهي وبين طب الأجساد وطب الأرواح، ومعنى ذلك أن العلاج المادي والعلاج الروحي متلازمان ويشتركان في المنفعة الطبية. وهذا الاشتراك الروحي والمادي قد بينته الدراسات الحديثة يقول بول إرنست أدولف- أستاذ مساعد التشريح بجامعة سانت جونسن - في كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) تحت عنوان (الله والعلاج الطبي): (لقد أيقنت أن العلاج الحقيقي لا بد أن يشمل الروح والجسد معاً وفي وقت واحد، و الواقع أن النتيجة التي توصلت إليها تتفق كل الاتفاق مع النظرية الطبية الحديثة عن أهمية العنصر السيكولوجي في العلاج الحديث). قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: وكان يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجاً بماء على الريق وهي حكمة عجيبة في حفظ الصحة ولا يعقلها إلا العالمين وكان بعد ذلك يتغذى بخبز الشعير مع الملح أو الخل ونحوه ويصابر شظف العيش، و لايضره لما سبق من شربه العسل. | |
|