ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: الدعوة إلي الله بغير لحية الأحد سبتمبر 19, 2010 5:00 am | |
| الدعوة إلي الله بغير لحية ... محمد بن عبد الرحمن العريفي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل صلاة و أتم تسليم
إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هيعبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمربالمعروف والنهي عن المنكر .. وبصراحة .. بعض الناس إذا سمع الحديث حولالدعوة إلي الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته و أقصر ثوبه ..ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. و أسبل ثوبي .. وأدخن.. وجعل هذه الأمورحائلاً بينه وبين الدعوة إلي الله تعالي ونصح المقصرين .. وهذا خطأ منوساوس الشياطين .
نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه.. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي ..ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات .
بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلي أشخاص لن يصلهم الداعية المستقيم .. فأنتوإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلي أن يصلي .. فتركالصلاة كفر .. أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصحمن يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك .
بل قد يجالس الداعية المستقيم بعض الناس ولا يعلم أنهم يأكلون الربا .. أويقعون في الفواحش .. أو يتركون الصلاة .. لأنهم يتظاهرون بالخير أمامالصالحين .. أما من رأوه مثلهم فلا يتصنعون أمامه بشيء .. بل يكشفون أمامهأوراقهم .. ويظهرون كل شئ .. أما كيف تنصحهم وتدعوه .. فهذا يكون بأساليبشتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكمأحيانا ً.. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك .. ولا تقل أنا غير ملتزمفكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة ..كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل ابن آدمخطاء ..
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد - صلى الله عليه وسلم؟!
وقال أحد الشيوخ : خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه منكثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : ياشيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولنيظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب.. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناءالمسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآنقارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاًله .. ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبتبدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم ..
وقد قال صلي الله عليه وسلم : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلأجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً » رواه مسلم .
وقال أحد الشيوخ : أعرف أثنين من الشباب المقصرين - يهديهم الله - هما منذ سنوات إذا أقبلشهر رمضان أو موسم الحج ركبا سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطالالسباكة والكهرباء .. ثم توجها إلي مكة .. ومرا على جميع دورات المياهالتي في طريق الحجاج والمعتمرين و أصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهمالمسلمين .. ولا أحد يعرف ذلك عنهما ..
وقال أحد الدعاة : طرق علي الباب في آخر الليل .. فخرجت فزعاً فإذا شابُ عليه آثار التقصيروالمعصية .. فسألته ماذا تريد ؟! .. فقال : معي في السيارة إثنان منالعمال الهنود أسلما على يدي وقد أحضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب عنأسئلتهما .. !! فقلت .. كيف دعوتهما ؟ .. فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب والأشرطة حتى أسلما ..
- وحدثني أحد العاملين فى مكتب للدعوة والإرشاد أن شابا ًمدخناً وعندهمعاصٍ أخرى ، ومع ذلك فإن هذا الشاب إذا أقبل رمضان جمع تبرعات من التجارثم اشترى الآف الأشرطة وحملها إلى مكاتب الدعوة لتوزيعها خلال نشاطاتهم فيرمضان ، طالما اشتكي العاملون في مكاتب الدعوة والإرشاد من قلة المتعاونينمعهم ، يقسم لي أحدهم : أن بعض العمال الكفار ليس بينه وبين الإسلام إلاأن يتفرغ له شخص أسبوعاً أو أسبوعين يأتي به إلي مكتب الدعوة لحضورالمحاضرات ، ولا يجد المكتب متعاوناً يهتم بمثل هذا .
بل كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا أهدوا لها كتاباً ولاشريطاً عن الإسلام ، فبقيت على كفرها ، وكم من شاب فاجأه الموت وهو تاركللصلاة أو مقيم على كبيرة من الكبائر لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه، وأصحابه ما نشطوا في نصيحته .
وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة بلوأرقام الهواتف المشبوهة ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا احتاجإلي من ينصحني أنا مقصرة ، إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .. عجباً .
ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..
كيف دخل الإسلام إلي أفريقيا والهند والصين !! حتى صار في الهند مائة مليون مسلم، وفي الصين قريباً من ذلك .. من دعا هؤلاء ؟؟
إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا منكليات شرعية أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرجمن هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجرهدايتهم لأولئك التجار .
لقد سألت مراراً عدداً من العمال الكفار الذين في محطات البنزين أقوللأحدهم : منذ متى وأنت في هذه البلاد فيقول : منذ خمس سنوات وسبع سنوات ..فأقول : هل أعطاك أحد شريطاً أو كتاباً عن الإسلام منذ جئت إلى هنا ؟!فيعتصر قلبي بقوله : لا .. كل الناس يملئون سياراتهم بالوقود ويذهبون ..
يا أخي قد تكون مقصراً .. بل قد تستمع إلى الأغاني وقد تدخن وقد تقع فى المعاصي ولكن أنت مسلم أولاً و أخيراً ...
وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عنى ولو آية ... »
.. أفلا تحفظ آية فتبلغها .
إن توزيع الأشرطة ونشر الكتب وتوزيع بطاقات الأذكار أمور لا تحتاج إلى علم.. من منا إذا سافر أخذ معه مجوعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطةوقود وضع في البقالة بعضها ، والبعض الآخر في مسجد المحطة أو وزعها علىالسيارات الواقفة .. الناس في الطريق لابد أن يستمعوا إلى أي شئ فكنمعيناً لهم على سماع الذكر والخير ..
من منا إذا رأى كتاباً نافعاً اشترى منه كمية ووزعها في مسجده أو أهداها لزملائه في العمل أو طلابه في المدرسة ..
وأنا بكلامي هذا لا أسوغ الوقوع في المعاصي أو أجد العذر لأصحابها ....ولكن ذكرّ إن نفعت الذكري ولا ينبغي أن تحول المعصية بين صاحبها وبين خدمةهذا الدين ..
قصة أبو محجن الثقفي
أبو محجن الثقفي رضى الله عنه رجل من المسلمين كان قد ابتلى بشرب الخمروطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصىولده ويقول :
إذا مت فادفني إلي جنب كرمة = ترمي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإننــــــي = أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهـا
فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبومحجن الثقفي رضى الله عنه وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمراً دسهابين متاعه فلما وصلوا القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبى وقاص رضى اللهعنه قائد المسلمين ، وبدأت المراسلات بين الجيشين ، عندها وسوس الشيطانلأبى محجن رضى الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر ، فلما علم به سعدبن أبي وقاص رضى الله عنه غضب عليه وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيدبالسلاسل وأغلق عليه في خيمة .
فلما أبتدأ القتال وسمع أبي محجن صهيل الخيول وصيحات الأبطال لم يطق أنيصبر على القيد واشتاق إلي الشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحهلله تعالي .. نعم .. وإن كان عاصياً .. وإن كان مدمن خمر .. إلا أنه مسلميحب الله ورسوله فأخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلاً :
كفى حزناً أن تدحم الخيل بالقنى = وأترك مشدوداً علـــــــي وثاقيــا
إذا قمت عناني الحديد وغلقــت = مصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثيـــــر وأخوة = وقد تركوني مفرداً لا أخا ليـــــــا
فلله عهد لا أحيــــــف بعهــــده = لإن فرجت ألا أزور الحوانيــــــا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ..
فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟؟
فقال : فكي القيد من رجلي وأعطني البلقاء فرس سعد فأقاتل فإن رزقني اللهالشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعىالقيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت قيده وأعطته البلقاء فلبسدرعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى نفسه بينالكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..
علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ... حمل علىالقوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لايعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة فيذات الله ... نعم مضى أبو محجن ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال ..لكنه كان يراقب القتال من بعيد ، فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله ..وقال : الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء .. وأبو محجن في القيدوالبلقاء في الحبس !! فلما انتهي القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجلهفي القيد ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجنفرضى عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبداً . فقال أبو محجن :وأنا والله لا شربت الخمر أبداً ... رضى الله عنهم .....
| |
|