فاختار صلاته ولم يكلمها، فانصرفت.
فلما كان من الغد أتته ثانية وهو يصلي فقالت: ياجريج، فقال: يارب أمي او صلاتي؟ فاقبل على صلاته.
فلما كان من الغد أتته ثالثة فقالت: ياجريج، فقال: يارب أمي او صلاتي؟ فاقبل على صلاته.
فغضبت فقالت: أبيت أن تطلع إليَّ بوجهك، ودعت عليه فقالت: اللهم لا يموت جريج حتي ينظر في وجوه زواني المدينة.
وتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وأثنوا عليه خيرا، وكانت منهم امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم، قالوا: قد شئنا.
فاحتالت بأن خرجت متنكرة في صورة راعية، وأوت إلى ظل صومعة جريج، فتعرضت له فلم يلتفت إليها
فاتت راعيا كان يأوي بغنمة إلى صومعة جريج، فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت.
فلما ولدت غلاما قيل لها ممن هذا الولد، قالت: هو من صاحب هذه الصومعة جريج نزل إليّ من صومعته فاصابني.
فذهب بنو إسرائيل إلى الملك فأخبروه، فقال أدركوه فأتوني به.
فأقبلوا إلى جريج في صومعته، فنادوه فصادفوه يصلى فلم يكلمهم، فأخذوا يهدمون صومعته بفؤوسهم
وأنزلوه من صومعته وجعلوا يضربونه ويشتموته ويقولون: مراء تخادع الناس بعملك.
: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك.
ثم اخذوه للملك
وفي الطريق النساء تتفرج على جريج ، ومن اللواتي وقفن على قارعة الطريق المومسات، فلما رآهن جريج -وقد كتفوه من ورائه- تبسم فاندهش الناس من تبسمه، هذا وقت إرهاق واضطراب، فقالوا له: مم تضحك؟
قال: أدركتني دعوة أمي (أن لا يموت حتى يرى وجوه المومسات).
وعندما وصل للملك
قال جريج : فأين الصبي؟
فجاءوا به. قال: فدعوني حتي أصلي، فتوضا وصلى ودعا، فلما انصرف من صلاته سال الغلام من أبوك؟ فتكلم الغلام مع صغره وقال: أنا ابن الراعي.
فاقبل الناس على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب، فقال لا أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا.
**
فأين من يعقون أمهاتهم اليوم ولايجيبون نداءهم ...لامن أجل صلاة أو عبادة.... بل من أجل متع ولهو الدنيا والله المستعان
اللهم أرزقنا بر ابناءنا بنا واجعلنا بارين بوالدينا
اللهم آآآآآمين