نعم كنا أصدقاء .... كنا نقتسم اللقمة والحلم والقمصان والجنيهات القليلة ان أتيحت أو استطعنا اليها سبيلا .... بدأت صداقتنا منذ أدركنا أننا هنا فى الدنيا .... وفى الحياة .... كتبنا ذات مرة قصيدة واحدة
.....أنا كلمة ... وهو كلمة ....أنا بيت .... وهو بيت
واكتملت القصيدة ومهما حاولت لن يمكنك أبداً أن تعرف أنها قصيدة لشاعرين
كان أى شخص ثالث يجلس معنا يشعر بالغربة ... والرغبة السريعة فى الرحيل كان مستحيل أن يتجاوب معنا بسهولة كنا نفكر فى نفس الشئ فى نفس الوقت
الى أن جاءت لحظة همس لى فيها ( لقد قررت أنا أسافر . جاءنى عقد عمل مغرى وصعب أن أرفضه أنت تعلم الحال ويجب أن أبحث عن مستقبل أفضل وحياة أكثر أمان سأكون على تواصل معك سأكتب لك كل يوم ثق تماماً فى صداقتنا لن يفرقنا شئ )
وسافر .... ثلاثة شهور كاملة مرت قبل أن أستلم خطابه الأول التمست له العذر هو فى مجتمع جديد وبلاد غريبة سبحانه وحده الأعلم بظروفه وببواطن الأمور .... كتبت له أرد عليه
ومرة تلو مرة صارت الخطابات أقل والاتصالات الهاتفية نادرة
الى أن تلاشى كل شئ
الى أن فوجئت به وأنا خارج من المسجد عقب صلاة الجمعة
بسرعة تمثيلية تعانقنا .... عناق بلا روح ...عناق اختفت منه المودة القديمة والمشاعر التى كانت
دعوته على الغداء
شعرت بأنى مضطر للدعوة وشعرت بأنه مضطر للقبول
وعلى الغداء والذى بدا من خلال نظراته انه لم يعد يرضيه لم يكف عن الحديث عن الغربة والمصاعب وان القرش يأتى بصعوبة بالغة وكفاح مرير وتعب شديد والناس لا تترك أحد فى حاله وكيف أن الكل طامع فيه ويظن أنه أتى بمال قارون وهو مازال على باب الله
يا الهى
اول مرة أرفض ان أصدقك يا صديقى
أول مرة أشعر بأنك تجلس على صدر الحقيقة
هل تخشى من أحسدك ؟
هل صور لك عقلك ذلك ؟
وهو ينصرف شد بلا حرارة على يدى التى تمللت من مصافحته وقال سنظل أصدقاء وجدتنى أهمس بينى وبين نفسى
كنا أصدقاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]