على مدار خمسة أيام عاشتها بعثة الأهلى فى تونس قبل مواجهة شقيقه الترجى فى إياب قبل نهائى دورى أبطال أفريقيا، قدم الأشقاء التوانسة نموذجا يحتذى به فى حسن الضيافة و روعة الاستقبال لإخوانهم المصريين متمثلين فى بعثة فريق الأهلى والبعثة الإعلامية المرافقة أيضا ..
فمنذ اللحظة الأولى التى وطأت فيها أقدام بعثة الأهلى إلى أرض تونس الخضراء، وجدت الورود فى استقبالهم فى المطار كما كان رئيس نادى الترجى حمدى المؤدب على رأس المستقبلين فى لافتة كريمة من جانب الأشقاء التوانسة والتى تحمل العديد من معانى الحب و الإخاء بين البلدين الكبيرين، والتى كان لها أيضا أكبر الأثر فى نفوس البعثة المصرية ومنحت الجميع انطباعا نفسيا عن أن المباراة ستقام فى ستاد القاهرة و وسط 80 مليون مصرى وليس فى ملعب رادس بتونس.
فعلى مدار خمسة أيام عاشتها البعثة المصرية فى تونس توفرت للجميع كافة سبل الراحة و الهدوء بما يساعد على التركيز فى المباراة لا غير، فمأدبات طعام اللاعبين كانت تقام فى مواعيدها المحددة كما وضعها حسام البدرى المدير الفنى للفريق كذلك مواعيد التدريبات سواء بالكرة أو فى صالات الجيمانيزيوم لدرجة أن محمود الخطيب رئيس البعثة وهادى خشبة مدير الكرة شاركا بنفسيهما مع اللاعبين فى تدريبات الجيمانيزيوم، كذلك أيضا فرض الجانب التونسى سياجا أمنيا حول فندق إقامة الأهلى والذى اختاره سيد عبد الحفيظ المنسق العام لكرة القدم بالأهلى بنفسه و الذى يبعد عن ملعب المباراة بمسافة 20 كيلو مترا ، و هو بالمناسبة ملعب تابع لمشروع الهدف الأفريقى و محاط بمجموعة من الملاعب الدولية التى تم تصميمها على أعلى مستوى.
ولمزيد من التركيز فى المباراة و التدريبات، فرض الأمن التونسى أيضا سياجا أمنيا أشادت به بعثة الأهلى خلال التدريبات ومنع الأمن التونسى الإعلام أو الجماهير التونسية من حضور مران الأهلى على مدار 5 أيام كاملة.
الاهتمام التونسى فائق الوصف لم يقف عن حدود بعثة فريق الكرة كما هو معتاد فى جميع المباريات، و لكن الكرم التونسى تعدى هذا الحد ليصل إلى البعثة الإعلامية المصرية المرافقة لفريق الأهلى و التى حظيت أيضا بنفس الحفاوة و الترحاب منذ وصولها إلى تونس، حيث تكفل الجانب التونسى بنقل الصحفيين و الإعلاميين المصريين إلى ملاعب التدريب وإلى ملعب المباراة موفرا لهم كل سبل الراحة و الأمان طوال فترة الإقامة و هو ما أشاد به الإعلاميون و الصحفيون المصريون و الذين قالوا أن تونس بالفعل أصبحت بلدا متقدما بفضل ثقافة شعبها و سلوكهم الحضارى الذى لا يوجد له مثيل فى القارة السمراء .
وفى سابقة لم تحدث من قبل ، وإيمانا منه بدور الإعلام بصفة عامة و الصحافة بصفة خاصة حرص جمال كرناى نقيب الصحفيين التونسيين على الاجتماع بأفراد البعثة الإعلامية للتأكيد على دور الإعلام فى تهدئة الأجواء و تحبيذ الروح الرياضية فى مواجهة التعصب الأعمى ، و التأكيد أيضا على أن كرة القدم هى وسيلة لتقريب الشعوب و ليست حربا لتشتيت و تفرقة الشعوب .
ومهما كانت نتيجة المباراة ، فكلنا كعرب وأشقاء راضون بالنتيجة لأن المحصلة النهائية هى تواجد فريق عربى فى المباراة النهائية لبطولة دورى أبطال أفريقيا و هو الهدف الأسمى بلا شك ، وعلى الجميع أن ينسى مباراة أمس بحلوها و مرها وأن يتذكر فقط أن الترجى الآن هو ممثل العرب الوحيد فى البطولة الآن و على الجميع أن يسانده حتى لا يخرج اللقب عن الفرق العربية وأن نرى الترجى التونسى الشقيق فى بطولة كأس العالم للأندية المقبلة بالإمارات و الذى بلا شك سيعوضنا عن غياب بطل مصر "النادى الأهلى" .