أكد أنس الفقي وزير الإعلام المصري أن إجراءات وقف بث عدد من القنوات الفضائية من على " النايل سات " جاءت بعد مراجعة ودراسة متأنية ووافية من قبل القائمين على النايل سات للتأكد من خروج المادة الإعلامية التى تبثها هذه القنوات عن الأخلاق والأديان والأعراف" ، لافتا الى "أن مثل هذه الخطوة لا يجب تفسيرها على أنها محاولة من قبل الدولة لتضييق الحريات الإعلامية والصحفية، فهذا الطرح مرفوض شكلا وموضوعا لأن الأمر الآن يتعلق بحق أصيل فى حماية أمن الوطن والمواطن من أخطار الفتنة والاستغلال وإستخدام الدين وبالتالى فمن غير المقبول محاولة تسييس قرار سيادي مبعثه الوطن والمواطن لصالح تفسيرات سياسية عارية عن الحقيقة.
فبعد أقل من أسبوع على قرارها بإيقاف قنوات "الناس والحافظ وخليجية قررت إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية (النايل سات) الثلاثاء 19-10-2010 وقف 12 قناة فضائية، مؤقتا لحين تصويب مسارها وتغيير رسالتها الإعلامية، بما يحقق الالتزام بضوابط تعاقدها مع شركة النايل سات والتزامها التام بثوابت الأديان السماوية وعادات وتقاليد المجتمع المصري والعربي والتوقف عن إثارة النعرات الطائفية والحض على ازدراء الأديان، والتزامها بميثاق الشرف الصحفي والإعلامي، كما أنذرت النايل سات 20 قناة أخرى بالالتزام بالعقد.وقال ملهم العيسوي مدير الإعلام بقناة "الرحمة" الدينية التي يرأسها الداعية الإسلامي الشهير "محمد حسان" لـ"العربية.نت" إن قرارالإيقاف كان مفاجئا لنا ولم يتم إنذارنا أو توضيح ما هي مخالفات قناة "الرحمة" بشأن ضوابط التعاقدات".
وأكد ملهم العيسوي لـ"العربية.نت" أن البث توقف فجأة ومنذ أقل من ساعة، ولا نعلم ما هي الأسباب".
وحول ما إذا كان السبب هو ما ذكرته إدارة النايل سات عن معظم القنوات الدينية بأنها تبث محتوى يحض على الفتنة الطائفية قال ملهم العيسوي "نحن لم نتطرق في قناة الرحمة لأي مسائل عقائدية، بل على العكس كنا قد أذعنا مؤخرا حلقة قوية عن الوحدة الوطنية تحت عنوان "شعب واحد وكلنا مصريون" حضرها رموز من المجتمع المصري ولم تسئ القناة لأي عقائد منذ أن بدأت البث".
وتتمتع القناتان الدينيتان"الحكمة" و"الرحمة " بنسبة مشاهدة عالية في المنطقة العربية، كما تصل لعدد كبير من الجاليات العربية في عدة دول بأوروبا .
وجاء في بيان لإدارة النايل سات نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط "أن قرار الإغلاق لقناة "الرحمة" وغيرها من القنوات جاء في إطار الجهود المبذولة لتنقية الفضاء المصري والعربي من القنوات الدينية المتطرفة، التي تشيع روح الفتنة وتشكك في العقائد، وقنوات الدجل والشعوذة التي خرجت عن السياق المرخص لها به ومارست جرائم في حق المجتمع من خلال نشر هذه الخرافات وخداع المتلقي المصري والعربي بوصفات وبدع للعلاج إما بمواد غير مصرح بها من الجهات الصحية أو بوصفات تعتمد على الجدل والخرافة، فضلا عن الترويج للمنشطات الجنسية وطرق العلاج بالحجامة، إضافة إلى القنوات التي تروج لعادات دخيلة مثل الدردشة والتعارف بين الجنسين والمسابقات الزائفة والرسائل الخليعة وتضليل الشباب واستدراجهم إلى عادات سيئة.
وقامت إدارة النايل سات بمراجعة موقف هذه القنوات وقررت اتخاذ قرار فوري بوقفها.
كما قررت إدارة النايل سات توجيه إنذار لعشرين قناة لوقف الإعلان عن أي مستحضرات طبية أو أي أساليب علاج بدون الحصول على تصاريح من الجهات المعنية ووقف الفتاوى الشرعية من غير المتخصصين عبر الهاتف أو رسائل المحمول والبرامج المختلفة.
وصرح اللواء أحمد أنيس، رئيس مجلس إدارة النايل سات، بأن هذه الإجراءات تأتي في إطار التزام شركة النايل سات بالمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية لشركات الأقمار الصناعية، والتي تدرك أنها لا يمكن أن تربح على حساب المجتمع وأن النايل سات حريص على أن يكون قمراً عربياً نظيفاً يحمل أفضل الرسائل الإعلامية الملتزمة للأسرة المصرية والعربية.
وأكد أحمد أنيس أن هذه الإجراءات تأتي ضمن حزمة من الإجراءات التصويبية والتدابير المستمرة لتصحيح المسار لقنوات استغلت مناخ الحرية لتحقيق أرباح طائلة من خلال وسائل مضللة تضر بصالح المجتمع والأسرة.
وكانت المنطقة الحرة الإعلامية قد أوقفت الأسبوع الماضي قنوات شركة "البراهين" السعودية التي تبث قنوات "الناس" و"الحافظ " و"الصحة والجمال"، كما تم وقف قناة "صفا" وقناة "البدر".
وأكد أنيس أن "النايل سات" يرحب بعودة هذه القنوات لاستئناف البث وفق العقد الموقع معهم طالما التزمت بالغرض المرخص لها به وبعد تصويب موقفها.