السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
ثقافة الزواج ( ضرورة ملحة
من ألطف المواضيع التي تُطرح في مجالسنا، موضوع ( الزواج ) وتجد الواحد
منا يبتهج لذلك ويفرح ويُسرَّ، وكأن ذلك السرور هو استجابة الفطرة وميلها
إلى هذه الشعيرة العظيمة ( الزواج ).
ولا ريب أن الزواج من النعم الربانية والمنن الإِلهية { وَمِنْ آيَاتِهِ
أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إليها }
ومع محبتنا للزواج، وفرحتنا به، إِلا أن ذلك لابد أن لا ينسينا ضرورة
( الثقافة فيه ).
إِنني أعتقد أن من أوجب الواجبات، وأعظم المسائل الواجب تعلمها وتفهمها،
وتفهيمها للآخرين، قضية ( الثقافة الزوجية ).
وذلك لأمور:
1. الجهل القائم بقضية الزواج، وحصر المفهوم فيه على مجرد ( استمتاع ) و
( شهر عسل ) و ( رومانسيات ) و ( عواطف ).
2. ازدياد نسبة الطلاق بشكل لم يُسبق له حتى وصلت في بعض المحاكم إلى
حالة طلاق واحدة، تقابل ثلاث حالات زواج.
3. انصراف بعض الشباب للثقافة في أمور الزواج على مجرد ( الثقافة
الجنسية ) وإِهمال مبادئ ( التفاهم ) و ( كيفية حل المشاكل الزوجية ).
بكل صراحة: لو سألت الشاب قبل أن يتزوج: لماذا تتزوج ؟ لقال لك: سنة
الحياة، ولعل آخر يقول: لأعف نفسي، ولعل آخر يقول: لأكمل نصف ديني...
وكل ذلك صحيح، لكن يا ترى:
هل هذا الشاب يدرك حقيقة الزواج، وآداب العشرة، وكيف يتعامل مع زوجته،
وكيف يواجه المشكلات، ومتى يطلق زوجته، وكيف يحاور زوجته، وكيف يدير وقته
معها، وكيف يعاقب ومتى ؟ وما معنى القوامة ؟ وكيف يفهم طريقة تفكير
زوجته ؟ وما معنى ( الغيرة عند النساء ) ؟ وكيف يتعامل ومعها ؟
وقل مثل ذلك للفتاة عند زواجها: لم تتزوجين ؟ وما صفات الزوج الذي ترغبين
فيه ؟
وأين تريدين قضاء شهر العسل ؟ ولم ؟ وماذا بعد الزواج ؟ وكيف تكسبين
الزوج ؟ وهل أنت مقتنعة بخدمة الزوج ؟ وهل تعرفين ماذا يحب الزوج ؟
وهل أنت تدركين الطوارئ في الحياة الزوجية وكيفية التعامل معها ؟ وهل
ستصبرين على خطأ الزوج أم أنك ممن سيطلب الطلاق عند أدنى عتاب ؟ وهل
تدركين مسؤولية الحمل والإنجاب وتربية الأبناء، وهل....؟
أيها الزوجان:
مهلاً، مهلاً، قبل الزواج لابد من أمور:
• حضور الدورات التي يطرحها المختصين في الثقافة الزوجية.
• سماع الأشرطة التي تتحدث عن هذا الفن.
• استشارة أهل الخبرة والاختصاص قبل الزواج، وبعده.
• القراءة في الكتب التي تناولت موضوع الثقافة الزوجية، والحذر من بعض
الكتب التي بالغت في وصف الحياة الزوجية وجعلتها مجرد ( استمتاع ) فقط.
• الاستفادة من مواقع الانترنت التي اعتنت بقضية الأسرة والزواج.
• حضور اللقاءات والمنتديات التي أعطت هذا الجانب حظه من الاهتمام.
• إِشاعة أهمية الموضوع في مجالسنا ومدارسنا ومنتدياتنا، ومناقشة هذا
الموضوع بكل شفافية ووضوح.
• العناية بالمقبلين على الزواج من الشباب والفتيات وإِعطاءهم شيئاً من
هذا الموضوع، عبر دورات خاصة تقام لهم، أو عبر وسائل الإِعلام مقروءة أو
مسموعة أو مرئية...
وختاماً:
الموضوع بحاجة إِلى أن يوضع على طاولة النقاش ويُدار في حلبة الحوارات،
ويُلقى على عقول الغيورين... لعل ذلك أو بعضه، يوقف نزيف الطلاق، ويسد
الثغرة التي أفرزها الجهل بالزواج... والتوفيق بيد الواحد الأحد.