(نلاحظ تناقضاً كبيراً بين المسلمين في القول والعمل،
فالمسلمون الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
ويعتادون المساجد ويؤدن الفرائض نجد من بعضهم سلوكاً يختلف عن سلوك أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-،
وعندما يسافر أحد من الناس إلى أوروبا او غيرها من بلاد الكفر و يعود المسافر ويقول: لقد رأيت أخلاقاً أفضل من أخلاق المسلمين، فبماذا توجهون أمثال هؤلاء؟)
الشيخ:
(أولاً: لا يجوز السفر إلى بلاد أهل الشرك؛ لأن السفر إليهم من أسباب الضلالة، ومن أسباب الرجوع عن الدين، ومن أسباب استماع شبههم وضلالاتهم وكيدهم للإسلام وربما ضل بأسبابهم وما يلقون عليه من الشبه، فلا يجوز للمسلم أن يسافر إلى بلاد أهل الشرك ولا للإقامة بينهم لما في هذا من الخطر العظيم، ولما يلقونه من الشبه، ولما يراه من الفساد العظيم هناك من الشركيات، والزنا، واللواط ،وسائر المعاصي الكثيرة، فربما تأثر بها وزاغ قلبه بأسباب ذلك، ولهذا قال-عليه الصلاة والسلام-:
(أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين لا تراءى نارهما)،
وقد روي عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من جامع مشرك أو سكن معه فهو مثله)،
فيجب على المسلم أن يحذر السفر إلى بلاد أهل الشرك، والإقامة بينهم
فيجب الحذر ولا سيما في هذه الأوقات التي كثر فيها الشر، والفساد وانتشر فيها الكفر والإلحاد، فينبغي الحذر
اللهم أن يكون ذا علم وذا بصيرة يدعو إلى الله، ويعلم الناس الخير، ويرشدهم إلى الحق فهذا معذور؛ لأنه يدعو إلى الله ويظهر دينه فهو نافع هناك، وقد يهدي الله على يده جماً غفيراً،
أما الجاهل والذي ليس عنده بصيرة في دينه، فهذا يجب عليه الحذر وألا يسافر،
أما كونه يغتر بأخلاقهم وأعمالهم فهذا من جملة الفساد الذي يخشى منه، وقد اغتروا بهم من جهة ما عندهم من صناعات، أو اختراعات، أو أشياء أخرى فيما بينهم
اغتر هذا المسكين الجاهل الذي لا يعرف الإسلام،ولا أحكام الإسلام،
وإنما يعرف بعض المسلمين، وبعض المسلمين عندهم أخلاق سيئة عندهم كذب، عندهم ربا، عندهم زنا، عندهم مسكر، ليس كل مسلم متحفظاً تاركاً لما حرم الله عليه، فقد يغتر هذا المسكين الذي سافر إلى بلاد الشرك ويرى عند بعض أولئك شيئاً من أخلاق دنيوية معيشية فيغتر بها،
فيجب الحذر من السفر إليهم والإقامة بينهم، ويجب على المسلم أن يتصل بدينه، ويتمسك بدينه، ويكثر من قراءة القرآن وتدبر القرآن حتى يعرف دين الله، وهكذا يتبصر في سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وسيرة أصحابه الذين هم خير الخلق بعد الأنبياء حتى يعرف أعمالهم الطيبة، وسيرتهم الحميدة، وجهادهم الصادق، فيعلم أنهم هم أهل الخير، وهم القدوة، وهم السادة، وهم الذين الذي ينبغي التأسي بهم والسير على منهاجهم ،وإذا خالفهم من بعدهم من المسلمين في بعض الأخلاق فاللوم على من خالفهم، وتنكب طريقهم فعليك يا عبد الله أن تسلك الطريق المعروف الذي سلكه النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلكه أصحابه في الأخلاق، والأعمال، والسيرة ولا تغتر بمن حاد عن طريقهم من المسلمين أو غيرهم، نسأل الله السلامة.)