ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون الأحد مايو 16, 2010 12:43 pm | |
| تقرر عند أهل السنة والجماعة أنّ العبادة تدور بين أمرين مهمين, ألا وهما:
الخوف والرجاء
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
"والواجب على العبد مادام على قيد الحياة أن يكون متعادلاً بين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب الرجاء لئلا يفضي به ذلك إلى الأمن من مكر الله. فيكون من الذين قال الله فيهم: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ} [الأعراف:99]. ولا يغلب جانب الخوف لئلا يفضي به إلى اليأس من رحمة الله. فيكون من الذين قال الله فيهم: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ} [الحجر:56]. ومن الذين قال الله فيهم: {إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} [يوسف:87]".
[من خطبة بعنوان: الخوف والرجاء]
فالعبد إذا كان بين الخوف والرجاء نجا وكان من المفلحين
وليس العجبُ من صاحب المعصية الذي يأمن مكر الله, بل العجبُ من الذي يظنّ نفسه وصل إلى مراتب عالية في الدين والعبادة دفعته إلى أن يأمن مكر الله, وهذا استدراج لا يفهمه إلا العالمون.
ولهذا قال بعض السلف:
"يستدرجهم الله بالنعم إذا عصوه، ويملى لهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر".
فسبحان ربي!!!
كيف يظنّ الإنسان في نفسه الخير, وكيف يُزكي نفسه إلى حدٍّ يصل إلى الأمن من مكر الله
أَنَسِيَ هذا ما قال ربّ العالمين:
{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
[الأعراف:99].
وتأمّل معي يا أخي الحبيب هذه الأحاديث العظيمة
قال رب العالمين كما في الحديث القدسي:
(وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة)
[رواه ابن حبان في صحيحه, وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت: يا رسول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر.
قال صلى الله عيله وسلم:
(لا يا بنت أبي بكر أو يا بنت الصديق, ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو يخاف أن لا يتقبل منه)
[رواه ابن ماجه وقال الألباني: حسن]
ويدل على هذا الحديث العظيم كلامُ ربِّ العالمين:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ أُوْلَـئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَهُمْ لَهَا سَـٰبِقُونَ} [المؤمنون:57-61].
وقال ابن مسعود:
(أكبر الكبائر: الإشراك بالله والإياس من رَوْح الله، والقُنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله).
[أخرجه الطبري في تفسيره, والطبراني في الكبير, وقال ابن كثير في تفسيره: هو صحيح إلى ابن مسعود بلا شك].
وأختم بكلام للعلامة الفوزان حفظه الله تعالى:
" والخوف والرجاء متلازمان فكل راج خائف وكل خائف راج، فالخوف بلا رجاء يأس وقنوط، والرجاء بلا خوف أمن من مكر الله"
[من خطبة بعنوان: الخوف والرجاء]
والله المستعان | |
|