حفلت سيرة سيد الخلق محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته
الكرام والأئمة والتابعين، بعظيم الأخلاق وحَسَنِ الصفات، التى برهنت
للجميع كيف استحق الإسلام أن يحمل بجدارة لقب..
دين الرحمة
أدعوكم للتأمل فى عِظم تلك المعانى التى حملتها لنا سيرتهم العطرة
ــــــــــــــــــــــ
رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأسرى
تجلَّت مظاهر الرحمة في تعامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مع الأسرى؛
فها هي سفانة ابنة حاتم الطائي التي أُسِرت في حرب مع قبيلة طيِّئ،
فجُعِلَت في غرفة بباب المسجد، فمرَّ بها رسول الله ؛ فقامت إليه، وكانت
امرأةً جَزْلة (أى عاقلة) ؛ فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب
الوافد (تعني به أخاها عديًّا، فلا هو حمى قومه، ولا هو رعاها، ولا هو
جاء إلى الرسول ليفكَّ أسرها)، ، فامْنُنْ علَيَّ مَنَّ الله عليك...
فقال رسول الله : "قَدْ فَعَلْتُ (أى أعتقها بلا مقابل)، فَلا تَعْجَلِي
بِخُرُوجٍ حَتَّى تَجِدِي مِنْ قَوْمِكِ مَنْ يَكُونُ لَهُ ثِقَةً حَتَّى
يُبَلِّغَكِ إلَى بِلادِكِ، ثُمَّ آذِنِينِي".
تقول ابنة حاتم الطائي: وأقمْتُ معهم حتى قَدِمَ رَكْبٌ من بَلِيٍّ أو
قضاعة (بلدتان قديمتان)، وإنما أُرِيد أن آتي أخي بالشام، فجئتُ فقلتُ:
يا رسول الله، قد قدِم رهط (جماعة) من قومي لي فيهم ثقةٌ وبلاغ. قالت:
فكساني، وحَمَلَني (بالزاد)، وأعطاني نفقة، فخرجتُ معهم حتى قَدِمْتُ
الشام.
وهنا وقفة مع هذا الموقف العظيم؛ فها نحن نرى فيه بوضوح هذا التعامل
الإنساني الرحيم من رسول الله أعظم القادة التى عرفتهم البشرية رحمة
ًبأسراها. فهو لم يأذن لها أن تخرج منفردة وحيدة خوفاً عليها كونها
امرأة، بل طلب منها ألاَّ تتعجَّل بالخروج حتى تجد من قومها مَنْ يكون
ثقة فتسير معه؛ حيث لم يَرْضَ الرسول الكريم أن يصيبها مكروه (وهى
الأسيرة من جيش العدو)؛ فأخلاق الإسلام تأبى أن تطال الحروب المرأة
والطفل والشيخ والمريض بل وكل ضعيف أعزل
ليس هذا فحسب، فهو أكرم خلق الله كلهمُ..لم يتركها ترحل حتى أمر لها
بالكساء والزاد والنفقة
فهل منكم من وجد مثل أخلاق الإسلام السمحة فى أى دين سوى دين الرحمة؟
وهكذا هو دين الرحمة