الفوائد المتبادلة 2010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يجمع علومك ليبلغها و يجمع علوم غيرك لتتعلمها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل لرفع الصور

 

 دروس إيمانية من قصة موسى مع الخضر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم عيسى
إدارة عامة
إدارة عامة
ابراهيم عيسى


تاريخ التسجيل : 18/03/2010

دروس إيمانية من قصة موسى مع الخضر  Empty
مُساهمةموضوع: دروس إيمانية من قصة موسى مع الخضر    دروس إيمانية من قصة موسى مع الخضر  Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 9:34 pm

بسم الله الرحمن الرحيم





دروس إيمانية من قصة موسى مع الخضر



"الحمد لله الذي حَجَّت الألبابَ بدائعُ حِكَمه، وخَصَمت العقولَ لطائفُ حُججه، وقطعت عذرَ الملحدين عجائبُ صُنْعه، وهَتفتْ في أسماع العالمينَ ألسنُ أدلَّته، شاهدةٌ أنه الله الذي لاَ إله إلا هو، الذي لاَ عِدْلَ له معادل، ولا مِثلَ له مماثل، ولا شريكَ له مُظاهِر، ولا وَلدَ له ولا والد، ولم يكن له صاحبةٌ ولا كفواً أحدٌ"1.
"سبحان من أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، أنزل عليه أظهر بينات، وأبهر حجج، قرآناً عربياً غير ذي عوج مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب، ناطقاً بكل أمر رشيد، هادياً إلى صراط العزيز الحميد، معجزاً أفحم كل مِصقَعٍ2من مهرة قحطان، وبَكَّت كل مُفلِق3من سحرة البيان، بحيث لو اجتمعت الإنس والجن على معارضته ومباراته لعجزوا عن الإتيان بمثل آية من آياته"4، "فلو ذاب أهل السموات وأهل الأرض حين يسمعون كلام الله - عز وجل -، أو ماتوا خموداً أجمعون؛ لكان ذلك حقاً لهم، ولما كان ذلك كثيراً؛ إذ تكلم الله - عز وجل - به تكليماً من نفسه من فوق عرشه، من فوق سبع سمواته، فإذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم به لم يكن عندك شيء أرفع ولا أشرف، ولا أنفع ولا ألذ، ولا أحلى من استماع كلام الله - جل وعز -، وفهم معاني قوله تعظيماً وحباً له، وإجلالاً، إذ كان - تعالى - قائله، فحب القول على قدر حب قائله"5.
وصلى الله وسلم على من بعثه ربه بالقرآن هادياً، وإليه داعياً، وله مبيناً {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}6، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:


لقد أنزل الله سبحانه القرآن، وقال فيه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}7، فمن حِكَم الله في إنزال كتابه تدبُّره، والتفكر في عجيب آياته، وأسرار كلماته، ورحم الله أباجعفر الطبري - صاحب التفسير - حيث قال: "إِنّي لأعجبُ مِمن قرأ القرآن ولم يعلَم تأويلَه، كيف يلتذُّ بقراءته؟"8، وقد قال الله - تعالى - أيضاً: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}9.
وقد فاضل سبحانه بين كتابه الكريم فجاء عن أبي الدرداء10 - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (((قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن))11، و"اختلف العلماء في تأويل ذلك على أقوال أقربها ما نقله شيخ الإسلام عن أبي العباس وحاصله أن القرآن الكريم اشتمل على ثلاثة مقاصد أساسية:
أولها: الأوامر والنواهي المتضمنة للأحكام، والشرائع العملية التي هي موضوع علم الفقه والأخلاق.
ثانيها: القصص والأخبار المتضمنة لأحوال الرسل - عليهم الصلاة والسلام - مع أممهم، وأنواع الهلاك التي حاقت بالمكذبين لهم، وأحوال الوعد والوعيد، وتفاصيل الثواب والعقاب.
ثالثها: علم التوحيد، وما يجب على العباد من معرفة الله بأسمائه وصفاته، وهذا هو أشرف الثلاثة"12.
ومن باب التدبر في آيات الله - سبحانه -، والتفكر فيها؛ سنتدبر - بإذن الله تعالى - في هذا الدرس قصة عظيمة ذكرها - سبحانه وتعالى - في سورة الكهف، وفصَّلها أيما تفصيل، وهي قصة موسى مع الخضر - عليهما السلام -، وسيكون التفكر فيها من ناحية الدروس الإيمانية التي وردت فيها تصريحاً أو تلميحاً بما يسر الله - تعالى - لنا في ذلك، فنقول:
إن قصة موسى مع الخضر قد تضمنت عِبَراً ودروساً إيمانية منها ما يلي:
أن كل شيء خلقه الله فبقضاء ولحكمة ربانية بالغة،"فذكر قصة موسى مع الخضر - عليهما السلام - وما اتفق له في طلبه، وجعله سبحانه له الحوت آية وموعداً للقائه، ولو أراد- سبحانه - لقرب المدى، ولم يحوج إلى عناء"13.


{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}14 "أي قضاء وحكم، وقياس مضبوط، وقسمة محدودة، وقوة بالغة، وتدبير محكم في وقت معلوم، ومكان محدود مكتوب في ذلك اللوح قبل وقوعه، تقيسه الملائكة بالزمان وغيره من العد، وجميع أنواع الأقيسة، فلا يخرم عنه مثقال ذرة لأنه لا منازع لنا مع ما لنا من القدرة الكاملة، والعلم التام"15.
وعن طاووس أنه قال: أدركت ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز))"16، "وأن لله - تعالى - فيما يقضيه حِكماً وأسراراً في مصالح خفية اعتبرها، كل ذلك بمشيئته وإرادته من غير وجوب عليه"17، فلا يجوز لهذا الإنسان الضعيف القاصر فهماً وعقلاً أن يعترض على شيء من قضائه - سبحانه - "فليحذر المرء من الاعتراض فإن مآل ذلك إلى الخيبة"18، وقد قال - سبحانه -: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}19.
2. أن العلم أعظم وسيلة لحسن العبادة ومعرفتها، فلذلك حرص موسى - عليه السلام - أن يتودد للخضر بأجمل عبارة حتى يعلمه فقال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً}20، ومما يؤيد هذاقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}21 قال ابن بطال - رحمه الله -: "قال قتادة: إن الشيطان لم يدع أحدكم حتى يأتيه من كل وجه، حتى يأتيه من باب العلم، فيقول: ما تصنع بطلب العلم؟ ليتك تعمل بما قد سمعت، ولو كان أحد مكتفياً لاكتفى موسى - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً}22، وذكر الطبراني عن ابن عباس - رضي الله عنه -: أن موسى سأل ربه فقال: أي رب، أي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغى علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تقربه إلى هدى، أو ترده عن ردى"23، "وقيل ما أمر الله رسوله بزيادة الطلب في شيء إلا في العلم، وقد طلب موسى - عليه السلام - الزيادة فقال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً"24.
3. أن الإنسان مهما بلغ من العلم فلا ينسى أبداً قول ربه - تعالى -: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}25، فإن موسى - عليه السلام - عندما سُئِلَ عن أعلم أهل الأرض قال: أنا، فأراد الله تعليمه هذا الدرس، فأخبره بمن هو أعلم منه في الأرض، وأمره أن يتعلم على يديه، وقد قال - تعالى -: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}26.
قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره: وذكر أبو محمد قاسم بن أصبغ قال: لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان، فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد، ثم رحلت إلى بغداد ولقيت الناس، فلما انصرفت عدت إليه لتمام حديث مسدد، فقرأت عليه فيه يوماً حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنه قدم عليه قوم من مضر مجتابي النمار))27، فقال: إنما هو مجتابي الثمار، فقلت: إنما هو مجتابي النِّمار، هكذا قرأته على كل من قرأته عليه بالأندلس والعراق، فقال لي: بدخولك العراق تعارضنا، وتفخر علينا أو نحو هذا، ثم قال لي: قم بنا إلى ذلك الشيخ - لشيخ كان في المسجد - فإن له بمثل هذا علماً، فقمنا إليه فسألناه عن ذلك فقال: إنما هو ((مجتابي النمار)) كما قلت، وهم قوم كانوا يلبسون الثياب مشققة، جيوبهم أمامهم، والنمار جمع نمرة، فقال بكر بن حماد وأخذ بأنفه: "رغم أنفي للحق، رغم أنفي للحق"28.
4. {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ}29 لا بد من التعب لمن أراد القمة، وقد قيل:


ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس إيمانية من قصة موسى مع الخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "تأملات تربوية" فى قصة الخضر مع موسى عليهما السلام
» قصة الخضر مع موسي
» دروس فى الحب‏
» نبوية موسى
» موسى بن نصير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفوائد المتبادلة 2010 :: القسم العام :: المشاهير و عظماء التاريخ-
انتقل الى: