ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: حاسبو انفسكم قبل ان تحاسبو الجمعة مايو 21, 2010 10:40 pm | |
| بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
أما بعد .... أحبتي في الله .. حان وقت الاستعدادات القصوى ، فالموعد يقترب ونحن في غفلة!! والنذر تأتينا ولكنننا معرضون ، وإذا فاتتك الغنائم في أعظم ايام العام فمتى تربح ؟ وإذا لم تنتبه الآن فمتى تفيق ؟ إخوتاه ...
تعالوا نتحاسب سريعًا الآن ، فهل تذكرون يوم الحساب ؟ فالله يحاسب على النقير والقطمير ، والقليل والكثير ، وخير عدة بين يدي العشر أن نقيم أنفسنا لنجدد توبتنا بصورة واقعية عملية . وهذه الصورة العملية التي نريد هي التي ينشأ عنها ذم الإنسان منَّا نفسه ، ليعرف آفاتها فيذل لله وينكسر ، وهذا مفتاح الهداية فتعلموا من حديث القوم كيف تحققون هذا الأمر بصورة واقعية .
قال الحسن البصري : أدركنا أقواما كنا في جنبهم لصوصا ولو رأوكم لقالوا إن هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب . وقد كان مالك بن دينار يقول : والله لو حلف إنسان بأن أعمالي أعمال من لا يؤمن بيوم الحساب لقلت له صدقت لا تكفر عن يمينك . فتأمل ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك فمن دلائل الإخلاص وعلامات المخلصين اتهامهم لأنفسهم بالتقصير في حق الله ، وعدم القيام بالعبودية لملك الملوك ، بل ومقتهم لأنفسهم ولا يرونها أهلاً لأي فضل ، قال تعالى { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ أنهم إلى ربهم راجعون }.
1- هذا الصديق – رضي الله عنه – يمسك لسانه ويقول (( هذا الذي أوردني المهالك )).
2- وهذا عمر – رضي الله عنه – يقول لحذيفة : (( هل أنا منهم ؟ – يعني من المنافقين – أَوَ سمّاني لكَ رسول الله ؟ ))
3- وقال حذيفة : (( لو جاءني رجل فقال لي : والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة ما عَملُكَ عَمَلُ من يؤمن بيوم الحساب ، لقلت له : يا هذا لا تكفِّر عن يمينك فإنك لا تحنث )) .
4- كان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها ويقول لها : (( إن المنادي ينادي يوم القيامة : يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، ثم ينادي : يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، ثم ينادي يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، فأراك يا أعرج تقوم مع كل طائفة ))
5- وعن يونس بن عبيد قال : (( إني لأعد مائة خصلة من خصال البر ، ما فيَّ منها خصلةُ واحدة )) .
6- وكان أبو مسلم الخولاني يعلق السوط في مسجده ويقول : (( أنا أولى بالسياط من الدواب ))
7- عن سهل بن أسلم قال : كان بكر بن عبد الله المزني إذا رأى شيخاً قال : (( هذا خيرٌ مني ،عَبَدَ الله قبلي ، وإذا رأى شاباً قال : هذا خيرٌ مني ارتكبتُ من الذنوب أكثر مما ارتكب َ ))
8- قال الفضيل بن عياض عن نفسه : (( كيف ترى حال من كثرت ذنوبه ، وضعف عمله ، وفنى عمره ، ولم يتزود لمعاده ، ولم يتأهب للموت ، ولم يتزين للموت ، وتزيّن للدنيا ، هيه ، وقعد يحدث – يعني نفسه – واجتمعوا حولك يكتبون عنك ، بخ فقد تفرغّت للحديث . ثم قال : هاه – وتنفس طويلاً – ويحك أنت تحسن تحدّث؟؟ أو أنت أهلٌ أن يحمل عنك ؟؟ استحي يا أحمق بين الحمقان !! لولا قلة حيائك وصفاقة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت ، أما تعرف نفسك ؟ أما تذكر ما كنت ؟؟ وكيف كنت ؟؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك ، ولا سمعوا منك شيئاً أبدا )) .
9- وكان الحسن البصري – رحمه الله تعالى – كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها بقوله : (( تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ،وتفعلين فعل الفاسقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين ))
10- وعن حماد بن زيد قال : (( رجعنا من جنازة فدخلنا على عطاء السليمي ، فلما رآنا كأنه خاف أن يدخله شيء من العجب – أي لكثرتنا – فقال : (( اللهم لا تمقتنا – أو اللهم لا تمقتني )) 11- وقال عبد الله بن مسعود : (( لو علمتم ما أُغلِقَ عليه بابي ما تبعني منكم رجلان )).
فتأملوا تلك الكلمات ، ولا تأخذوها أخذ القائل : هؤلاء هم السلف فمن نحن ؟ او يقول بكلامهم دون أن تخرج تلك الكلمات من قلبه . يا أحبتي ... لو تحاسبتم مع أنفسكم هكذا ، فعلامة الصدق أن تصفحوا عن غيركم وتعفو عسى الله أن يعفو عنكم ، وأن تذلوا لأهل الإيمان وأهل الصلاح " أذلة على المؤمنين " وأن تنكسروا بين يدي الجليل ، وتستشعروا نعمه عليكم التي لا يستحقها أحدنا لولا منه وكرمه .. تخيروا إحدى تلك العبارات وخاطبوا بها نفوسكم عسى أن تزكو .................................وانتظروا مهام العشر في الرسالة القادمة وكتبه | |
|