موضوع: الافتاء بغير علم الأحد سبتمبر 19, 2010 4:25 am
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد: قال الله تعالى: { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}منجملة ما نهى الله عنه الإفتاء بغير علم، ولكننا نرى كثيرًا من الناس فيهذه الأيام صاروا يتجرؤون على الفتوى بغير علم ويستسهلون التسرع والتهوربالإجابة عن مسائل الدين بلا تثبت ولا تحقق فنراهم في قضايا الصلاة يُفتونبغير علم وفي قضايا الزكاة كذلك، وفي موسم الحج أو في أرض الحجاز يُفتونبغير علم وفي موضوع زكاة الفطر والفِدية وكفارة اليمين يفتون بغر علم وفيموضوع الطلاق وعدة المرأة المتوفى عنها زوجها يفتون بغير علم وكذلك فيمنسبّ الله او الأنبياء أو الملائكة كثير منهم يفتي بغير علم فيعتبر هذا علىزعمه من باب لغو اليمين كما يستدلّ بعضهم استدلالا بغير محله بقوله تعالى { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ} .أو نراهم يُحرّفون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويضعونه في غير محله مدافعين عمن نطق بكلمة الكفر فيقولون النبي قال: "إنما الأعمال بالنيّات". وهذا الحديث ليس هنا موضعه بل وضعه أن يذكر في باب الأعمال الصالحة فإنها لا تكون مقبولة عند الله إلا بالنيّة. فهؤلاء الذين يهجمون على الإفتاء بغير علم يقال لهم: تعلّموا علم الدينواجلسوا في مجالس أهل العلم والمعرفة لتأمنوا على أنفسكم من الوقوع فيالزلل والخطأ لأن الإفتاء بغير علم منه ما يكون كفرًا والعياذ بالله ومنهما هو أقل من ذلك. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السموات والأرض" رواه ابن عساكر. والآفة الكبرى في هذا العصر أننا نرى كثيرًا ممن يدّعون العلم يُفتون بمايخالف شرع الله تعالى مدّعين أنهم اجتهدوا كاجتهاد الشافعي ومالك وابيحنيفة وأحمد بن حنبلٍ ويقولون هم رجال ونحن رجال فنحن نجتهد كما اجتهدوا. فيقال لهم اتفق العلماء أن الاجتهاد يكون في الأحكام وليس في أصول العقيدةلأن أصول العقيدة ليس فيها اجتهادٌ بل اتّباع ما كان عليه الرسول صلى اللهعليه وسلم ممّا تلقّاه الصحابة عنه، ثم التّابعون الذين لم يلقوا رسولالله اتّبعوا الصحابة في تلك الأصول وهكذا تسلسل إلى عصرنا. فالصحابة لم يختلفوا في أصول العقيدة كمعرفة الله والأمور الاعتقادية التيتحصل في الآخرة كالإيمان بوجود الجنة ووجود جهنم والحساب والميزان وغيرذلك، وإن الله خالق كل شيء من الأجسام وأعمال العباد الظاهر والقلبية وهذهالأصول لم يختلف فيها الصحابة ولا جمهور الأمة. وإنما الاختلاف يكون فيالفروع. ثم هناك امر مهم جدًا وهو أنّ المجتهد لا يخالف ما أجمع عليه المجتهدونالذين كانوا قبله بل من شرط المجتهد أن يكون عالمًا بما أجمع عليهالمجتهدون وما اختلفوا فيه لأن اذا لم يعلم ذلك لا يُؤْمَن عليه من أنيخرق إجماع من قبله. لأن خرق الإجماع مخالفة للدين ، فقد قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىوَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىوَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} فموضع الشاهد في الآية قوله تعالى: { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}. فمن علامة كون الشخص كذابًا وليس من أهل الاجتهاد أن يأتي بفتوى تخالفجميع المجتهدين الذين سبقوه، لأن المجتهد لا يؤدّي به اجتهاده إلى الخروجمن الإجماع. ليس كل إنسان حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صار من أهلا الاجتهادبل المجتهد من اكتملت فيه شروط الاجتهاد التي ذكرها العلماء في كتبهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "فَرُبَّ مُبلّغٍ لا فقه عنده".وفي رواية: "فرُبّ مُبلّغ أوعى من سامع" وفي لفظ أيضًا: "فرُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه".فهذه الروايات تدل على أنّ من الناس من لم يرزقهم الله تعالى المقدرة على الاجتهاد مع كونهم يحفظون، فالعبرة ليست بالحفظ. والحقيقة أن الذي دفع بعض مدّعي العلم إلى القول برأيه وادّعاء الاجتهادهو أنّ الكثير منهم إذا سئل بمسئلة لا يعرف حكمها يستحي أن يقول لا أدريحتى لا يقال عنه أنه ضعيف في أمور الدين فيحمله تكبّره والعياذ بالله علىأن يتكلم برأيه زاعمًا أنه اجتهاده. وقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (لا أدري نصف العلم).ووردعن سيدنا عليّ رضي الله عنه وكرّم وجهه الذي شهد له الرسول صلى الله عليهوسلم بقوّة علمه، أنه سُئل بمسئلة لا يعلم حكمها، فقال: ما أبردها على كبدي أن أقول فيما لا أعلم : لا أعلم.وهذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه رُوي أنه سُئل عن تفسير ءاية في القرءان كان لم يسمع تفسيرها من رسول الله فقال (أيُّ سماء تُظلّني وأيّ أرض تُقلّني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم).بلهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل خلق الله وقد أعطاه اللهتعالى علم الأولين والآخرين لما سُئل عن خير بقاع الأرض وشرّ بقاع الأرضقال: لا أدري أسأل أخي جبريل، فلما سأل جبريل قال لا أدري أسأل ربّ العزّة. ثم جاء الجواب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ خير بقاع الأرض المساجد وشر بقاع الأرض الأسواق. فليس نقصًا أن يقول الإنسان لا أعلم فيما لا يعلم بل الأمر المذموم هو أنيقول برأيه – فيفتي بغير علم فيقع فيما لا يرضي الله تعالى. نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة .
اوتااااااااااار مشرف
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
موضوع: رد: الافتاء بغير علم الأحد سبتمبر 19, 2010 4:27 am
يارب إذا اعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي... وإذا اعطيتني نجاحاً فلا تأخذ تواضعي.. وإذا اعطيتني تواضعاً.. فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي! يارب لاتدعني اصاب بالغرور إذا نجحت...ولا باليأس إذا فشلت..
ذات النطاقين مشرف عام
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
موضوع: رد: الافتاء بغير علم الأحد سبتمبر 19, 2010 9:02 pm
اللهم اعفنا من الافتاء بغير علم وارحمنا منه
:mtmeza:
ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
موضوع: رد: الافتاء بغير علم الخميس سبتمبر 23, 2010 4:10 pm
اوتااااااااااار كتب:
يارب إذا اعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي... وإذا اعطيتني نجاحاً فلا تأخذ تواضعي.. وإذا اعطيتني تواضعاً.. فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي! يارب لاتدعني اصاب بالغرور إذا نجحت...ولا باليأس إذا فشلت..
ابراهيم عيسى إدارة عامة
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
موضوع: رد: الافتاء بغير علم الخميس سبتمبر 23, 2010 4:11 pm