عندما تبتني الأسرة على الأسس التي يضعها الإسلام تصبح متينة متماسكة، يستحيل تفكيكها.
وعندما تكون الأسرة متينة، متماسكة إلى هذا الحد، ينمو الأطفال بفضل الوجدان الديني مناقبيّين من الطراز الرفيع.
وعندما يكون الأطفال مناقبيين من الطراز الرفيع يكون المجتمع عنيداً في وجه الاستعباد. لأنه لن يكون مجتمعاً مائعاً، وكلنا نعرف أنّ الانحلال هو حصان طروادة للقوى الاستعمارية.
لذلك فإن أول شيء تعمد إليه هذه القوى هو القضاء على تماسك ومتانة الأسرة، حتى يسهل بعد ذلك استعباد أفرادها.
تقول الماسونية العالمية:
(بغية التفرقة بين الفرد وأسرته عليكم أن تنزعوا الأخلاق من أسسها لأن النفوس تميل إلى قطع روابط الأسرة والاقتراب من الأمور المحرمة لأنها تفضّل الثرثرة في المقاهي على القيام بتبعات الأسرة، وأمثال هؤلاء من الممكن إقناعهم بالوظائف والرتب الماسونية ويجب أن يلقّن هؤلاء بصورة عرضية متاعب الحياة اليومية وعليكم أن تنتزعوا أمثال هؤلاء من بين أطفالهم وزوجاتهم، وتقذفوا بهم إلى ملاذ الحياة البهيمية) (من خطاب ألقاه الماسوني الشهير (بيكرتو) سنة 1921).
وتقول الصهيونية العالمية:
(إن الغاية تبرّر الوسيلة وعلينا حينما نضع خططنا أن لا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي.
ومن الناس من أضلتهم الخمرة وانقلب شبابهم إلى مجانين والمجون المبكر. هذه الوسائل التي أغراهم به وكلاؤنا ومعلّمونا وخدمنا، وقهرماناتنا في البيوتات الثرية وكتّابنا، ونساؤنا في أماكن لهوهم) (بروتوكولات حكماء صهيون، البروتوكول الأول. للمزيد من التفاصيل راجع كتاب: (هؤلاء اليهود) للإمام الشيرازي).
وكان من شعارات النازية كما يعرف الجميع:
(تربية الحقد على الأسرة، بغية تدميرها).
كل النظريات الاستعمارية تدعو إلى: إحراق الأسرة وذر رمادها في البحر.
في أمريكا، تدعو الصهيونية إلى: تقنين الزواج على أساس (الزواج الجماعي): (يجتمع خمسة رجال مع خمسة فتيات، وتجرى لهم صيغة (نكاح) واحدة فتصبح كل فتاة ولها خمسة أزواج. ويصبح كل رجل وله خمس زوجات).
وفي الشرق أيضاً يدعون إلى تقويض القيود التي فرضتها الأديان في علاقة الرجل بالمرأة، والى تبني (الزواج الجماعي) كما اقترحه (أنجلز).
وهذه النظريات مرشحة للتصدير إلينا، فإلى أية درجة سنقاومها نحن؟
لا أدري بالضبط.
ولكنني أعرف أن شدة صمودنا أمام هذه الدعوات الاستعمارية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بمدى وعينا الديني، ومدى تمسكنا بتقاليده الرفيعة.