تبرئة الانبياء

الحمدلله حق حمده وصلواته على محمد خير خلقه وعلى آله وبعد:
اليوم اكمل ان شاء الله ذكر تبرئة الانبياء عما افتري عليهم ونذكر ما اشيع عند بعض الجهلة من ان اصل الانسان قرد ثم ترقى شيئا فشيئا الى ان اصبح بشر وهذا كذب محض وافتراء ولا يجوز اعتقاده ولقد ظهرت نظريه فاسدة تسمى نظرية النشوء والارتقاء التي ابتدعها <<داروين>>وتلقفها المفتنون والعياذ بالله تعالى
والمعلوم عند علماء المسلمين وعامتهم ان اول البشر هو سيدنا آدم عليه السلام وهو نبي كريم عند الله تعالى وحاشى ان يكون شبيها للقرود والله تعالى يقول : ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم>وقال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : ما بعث الله نبيا الا حسن الوجه وحسن الصوت وان نبيكم احسنهم وجها واحسنهم صوتا>رواه الترمذي
وكذلك ما يذكره البعض من ان الفنيقيين هم اول من اخترع الاحرف وقبل ذلك كان الناس يشيرون الى الاشياء لقضاء حوائجهم فهذا كلام مردود لا صحة له ولقد قال تعالى في القرءان :وعلم ءادم الاسماء كلها>فان من حكمة الله تعالى ان يبعث الانبياء في صفات حميدة يحسنون التعبير ليبلغوا الناس الرسالة وجميلي الخلقة لا ينفر الناس منهم ويشمئزون.


وكذلك ما يروى في حق سيدنا ايوب من انه اصابه مرض الجذام حتى تناثر الدود من جسده وكان يردها الى جسده قائلا لها كلي مما رزقك الله فهذا ايضا كذبا وافتراء في حق هذا النبي الكريم ويجب الحذر والتحذير منه ولا اصل له لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى حكيم لا يبتلي انبيائه بمرض منفر تنفر الناس منه
لقد دام مرض ايوب عليه السلام ثماني عشرة سنة وهو صابر ولم يتسخط على الله الى ان اذهب الله بلاءه بلطفه سبحانه وكرمه ليكون هذا النبي الكريم اسوة حسنة حيث ابتلاه الله فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه.


وما يروى في حق سيدنا داود كما يزعم بعض المفترين من انه اعجب بزوجة قائده فأرسله للقتال حتى يُقتل فيتزوج زوجته فهذا ايضا كذب وافتراء في حقه وقد اساءوا بتفسيرهم لقوله تعالى :ان اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزنى في الخطاب > لان العرب قد تكنى النساء بالنعاج ولكن ليس المقصود بالايه هاهنا النساء وانما النعاج المعروفة فسيدنا داود اتاه رجل وقال له كما ذكر بالايه الكريمة فقال له داود لقد ظلمك بسؤاله لنعجتك ولكن بعد ذلك تنبه سيدنا داود وتاب لانه حكم بين اثنين بسماعه من احدهما قبل ان يسمع من الاخر >

وقال الامام ابن الجوزي في تفسيره بعد ذكر هذه القصة المكذوبة عن سيدنا داود من عشقه لزوجة القائد :وهذا لا يصح من طريق النقل ولا يجوز من حيث المعنى لان الانبياء منزهون عنه

والله تعالى اعلم واحكم وللموضوع تتمة ان شاء الله