الآن ندع الحديث للسيِّدة خَوْلَة بنت حكيم تحدِّثنا عن هذه الخطبة:
تقول
- رضِي الله عنها -: دخلتُ بيتَ أبي بكر فوجدت أمَّ رُومَان زوجته - أي:
أم عائشة - فقلت لها: ماذا أدخَلَ الله عليكم من الخير والبركة؟! -
تبشِّرها بخير عظيم - قالت: وما ذاك؟
فقالت: أرسلني رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأخطب له عائشة.
قالت:
ودِدتُ - أي: أحب هذا وأتمناه - انتظِري أبا بكرٍ فإنه آتٍ - وهذا من
الأدب مع الزوج - وجاء أبو بكر، فقلت له: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليك
من الخير والبركة؟! أرسلَنِي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأخطُبَ
له عائشة.
تصوَّروا ماذا قال؟ قال الصدِّيق - رضِي الله عنه -:
وهل تصلح له؟! (رأى مقامه أكبر بكثيرٍ من أن تكون عائشة الصغيرة زوجته، وهل
تصلح له؟) إنما هي بنت أخيه.
فرجعتُ إلى النبيِّ - عليه الصلاة
والسلام - فقلت له ما قال أبو بكر، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ارجِعي
إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي))، فرجعت"؛
(من "مسند أحمد": عن "السيدة عائشة").
وذلك لأن النبي - صلَّى الله
عليه وسلَّم - عَلِم أن الله سيُمضِي هذا الزواج ويُبارِك فيه، فأتيتُ أبا
بكرٍ فذكرت له ذلك، فبرزت مشكلة - ترفع مقام سيدنا الصدِّيق للأَوْجِ.
قال: انتظريني حتى أرجع.
قالت
أمُّ رُومان تُوضِّح الموقف لخَوْلَة: إن المُطعِم بن عدي كان قد ذكر
عائشة على ابنه جُبَير، ولا والله ما وعد أبو بكرٍ شيئًا قطُّ فأخلف.