الفوائد المتبادلة 2010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يجمع علومك ليبلغها و يجمع علوم غيرك لتتعلمها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل لرفع الصور

 

 (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:42 pm

هذه رسالة (( نبذة في العقيدة )) أو (( شرح أصول الإيمان ))، للعلامة العثيمين-رحمه الله-

سأنزلها هنا في صورة سؤال و جواب؛ حتى يساعد على تثبيت المعلومة...

وهذا هو رابط لتصفح الرسالة:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]





منقول للاخ ابن الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:43 pm

س: ما هي أهمية علم التوحيد، وما هو واجب المسلم تجاه هذا العلم؟


ج[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] علم التوحيد ) أشـرفُ
العلـوم ، وأجلُّها قدرًا ، وأوجبُها مطلبًا ؛ لأنه العلم بالله تعالى ،
وأسمـائه ، وصفـاته ، وحقوقـه على عباده ، ولأنه مفتاح الطريق إلى الله
تعالى ، وأساس شرائعه .

ولذا ؛ أجمعت الرسل على الدعوة إليه ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) [سورة الأنبياء (25)]

وشهد لنفسه- تعالى- بالوحدانية، وشهد بها له ملائكته ، وأهل العلم ، قال الله تعالى : (
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ
وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمـًا بـِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
) [سورة آل عمران ( 18) ] .

ولما كان هذا شأن التوحيد ؛ كان لزامـًا على كل مسلم أن يعتني به تعلُّمًا
، وتعليمًا ، وتدبـُّرًا ، واعتقادًا ؛ ليبني دينه على أساس سليم ،
واطمئنان ، وتسليم ، يسعدُ بثمراته ، ونتائجه .


عدل سابقا من قبل حسن رجب في السبت يوليو 17, 2010 11:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:45 pm

س: ماهو الدين الإسلامي؟ وما هي أهميته للبشرية؟ ومن هو المخاطب بدخول هذا الدين؟ وما هو حكم أصحاب الديانات الأخرى؟



ج: الدين الإسلامي : هو الدين الذي بعثَ الله به محمـدًا صلى الله عليه
وسلم ، وختـم الله به الأديان ، وأكملـه لعباده ، وأتمَّ به عليهم النعمة
، ورضيه لهم دينـًا ، فلا يقبل من أحد دينـًا سواه ، قال الله تعالى : (
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ
اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
) [ سورة الأحزاب : 40] .




وقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) [سورة المائدة :3] .




وقـال تعـالى : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) [سورة آل عمران : 19].




وقال تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُـوَ فِي الآخِـرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة آل عمران (85)].




وقد فرض الله تعالى على جميع الناس أن يدينُوا لله تعالى به فقال مخاطبـًا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَميعًا الَّذِي
لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي
وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بـِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبـِيِّ الأُمِّيِّ
الَّذِي يُؤْمِنُ بـِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبـِعُوهُ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ
) [سورة الأعراف :158] .




وفي صحيح مسلم : عن أبي هريرة t عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (
والذي نفسُ محمد بيده ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمَّة: يهودي ، ولا
نصراني ، ثم يموتُ ، ولم يؤمنْ بالذي أرسلتُ به؛ إلا كان من أصحاب النار
)(1) .




والإيمان به : تصديق ما جاء به مع القبول ، والإذعان ، لا مجرد التصديق ،
ولهذا لم يكن أبو طالب مؤمنـًا بالرسول صلى الله عليه وسلم مع تصديقه لما
جاء به ، وشهادته بأنه من خير الأديان .


عدل سابقا من قبل حسن رجب في السبت يوليو 17, 2010 11:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:46 pm

س: اذكر ما تميز به ديننا الإسلامي العظيم ؟



ج: والدين الإسلامي : متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان
السابقة ، متميز عليها بكونه صالحـًا لكل زمان ، ومكان ، وأمَّة ، قال
الله تعالى مخاطبـًا رسوله صلى الله عليه وسلم :( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بـِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) [سورة المائدة : 48 ] .




ومعنى كونه صالحـًا لكل زمان ، ومكان ، وأمَّة : أنَّ التمسك به لا ينافي
مصالح الأمة في أي زمان ، أو مكان ، بل هو صلاحها ، وليس معنى ذلك أنـَّه
خاضع لكل زمان ، ومكان ، وأمَّة كما يريده بعض الناس.




والدين الإسلامي: هو دين الحـق الذي ضمن الله - تعالى - لمن تمسَّك به حق التمسك أن ينصره ، ويظهره على من سواه ، قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بـِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [سورة الصف : 9].




وقال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بـِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ
ذلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
) [سورة النور:55].




والدين الإسلاميُّ : عقيدة ، وشريعة ، فهو كامل في عقيدته ، وشرائعه :




1- يأمرُ بتوحيد الله تعالى ، وينهى عن الشرك.




2- يأمرُ بالصدق ، وينهى عن الكذب .




3- يأمرُ بالعدل ، وينهى عن الجور ، والعدل هو المساواة بين المتماثلات ،
والتفريق بين المختلفات ، وليس العدل المساواة المطلقة كما ينطق به بعض
الناس حين يقول : دين الإسلام دين المساواة ، ويطلق ، فإن المساواة بين
المختلفات جور لا يأتي به الإسلام ، ولا يحمد فاعله .




4- يأمرُ بالأمانة ، وينهى عن الخيانة .




5- يأمرُ بالوفاء ، وينهى عن الغدر .




6- يأمرُ ببرِّ الوالدين ، وينهى عن العقوق .




7- يأمرُ بصلة الأرحام وهم الأقارب ، وينهى عن القطيعة.




8- يأمرُ بحسن الجوار ، وينهى عن سَيِّئه .




وعموم القول : أنّ (الإسلام) يأمر بكل خلق فاضل ، وينهى عن كل خلق سافل .




ويأمر بكل عمل صالح ، وينهى عن كل عمل سيء.




قال الله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ
بـِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ
) [ سورة النحل : 90] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:47 pm

س: ما المقصود بأركان الإسلام؟ وما هي هذه الأركان؟ وما هي ثمراتها في الواقع؟



ج: أركان الإسلام : أسسه التي ينبني عليها ، وهي خمسة : مذكورة
فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : )بُنيَ
الإسلام على خمسة : علـى أنْ يُوَحَّـدَ اللهُ - وفي رواية علـى خمس - :
شهادةِ أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ، وإقامِ الصلاة ،
وإيتاءِ الزكاة ، وصيامِ رمضان ، والحجِّ
) فقال رجل : الحج ، و صيـام رمضان ، قال : (لا ، صيـام رمضان ، والحج ) ، هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.




1- أما شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله فهي : الاعتقاد
الجازم المعبَّر عنه باللسان بهذه الشهادة ، كأنه بجزمه في ذلك مشاهد له ،
وإنما جُعلت هذه الشهادة ركنًا واحدًا مع تعدد المشهود به :




إما : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى ، فالشهادة له
صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة من تمام شهادة أن لا إله إلا الله
.




وإما: لأن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال وقبولها ، إذ لا صحة لعمل ،
ولا قبول ، إلا بالإخلاص لله - تعالى - والمتابعة لرسوله صلى الله عليه
وسلم فبالإخلاص لله تتحقق شهادة : أن لا إله إلا الله ، وبالمتابعة لرسول
الله تتحقق شهادة : أنَّ محمدًا عبده ورسوله .




ومن ثمرات هذه الشهادة العظيمة : تحريرُ القلب والنفس من الرق للمخلوقين ، و من الاتباع لغير المرسلين .




2- وأما إقام الصلاة : فهو التعبد لله- تعالى- بفعلها على وجه الاستقـامة ، و التمـام في أوقاتها ، وهيئاتها .




ومن ثمراته : انشراح الصدر ، وقرة العين ، والنهي عن الفحشاء و المنكر .




3- وأما إيتاء الزكاة : فهو التعبد لله- تعالى- ببذل القدر الواجب في الأموال الزكوية المستحقة .




ومن ثمراته : تطهيرُ النفس من الخُلق الرذيل (البخل) ، وسد حاجة الإسلام و المسلمين .




4- وأما صوم رمضان : فهو التعبد لله- تعالى- بالإمساك عن المفطرات في نهار رمضان .




ومن ثمراته : ترويض النفس على ترك المحبوبات ؛ طلبـًا لمرضاة الله عزَّ وجلَّ .




5- وأما حج البيت : فهو التعبد لله- تعالى - بقصد البيت الحرام ؛ للقيام بشعائر الحج .




ومن ثمراته : ترويض النفس على بذل المجهود المالي ، والبدني في طاعة الله-
تعالى - ولهذا كان الحج نوعـًا من الجهاد في سبيل الله - تعالى- .




وهذه الثمرات التي ذكرناها لهذه الأسس ، وما لم نذكره تجعلُ من الأمَّةِ
أمَّةً إسلاميَّة طاهرة نقيَّة ، تدين لله دين الحق ، وتعاملُ الخلق
بالعدل والصدق ؛ لأن ما سواها من شرائع الإسلام يصلح بصلاح هذه الأسس ،
وتصلحُ أحوال الأمة بصلاح أمر دينها ، ويفوتُها من صلاح أحوالها بقدر ما
فاتها من صلاح أمور دينها .




ومن أراد استبانة ذلك ؛ فليقرأ قوله تعالى : (وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم
بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْفَأَخَذْنَاهُم
بـِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن
يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتـًا وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ
الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحَىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ *
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
) [سورة الأعراف : 96-99] ولينظر في تاريخ
من سبق ؛ فإن التاريخ عبرة لأولي الألباب ، وبصيرة لمن لم يَحُلْ دون قلبه
حجاب ، و الله المستعان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:47 pm

س: ما هي أسس العقيدة الإسلامية ؟ وما الدليل عليها ؟



ج: الدين الإسلامي : - كما سبق - عقيدة وشريعة ، وقد أشرنا إلى شيء من شرائعه ، وذكرنا أركانه التي تعتبر أساسـًا لشرائعه .




أما العقيدة الإسلامية : فأسسهـا الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر : خيره ، وشره .




وقد دلَّ علـى هذه الأسس كتاب الله ، وسنـة رسوله صلى الله عليه وسلم.




ففي كتاب الله- تعالى- يقول : ( لَّيْسَ
الْبـِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبـِرَّ مَنْ آمَنَ بـِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبـِـيِّينَ
) [سورة البقرة : 177].




ويقول في القدر : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بـِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنـَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بـِالْبَصَرِ) [ سورة القمر : 49 ، 50].




وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم مجيبـًا لجبريل حين سأله عن الإيمان:( الإيمان: أنْ تؤمنَ بالله ، وملائكتـه ، وكتبـه ، ورسله ، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر: خيره وشره )


عدل سابقا من قبل حسن رجب في السبت يوليو 17, 2010 11:55 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:48 pm

س: ما هي الأدلة على وجود الله ؟؟


ج: الإيمان بالله فيتضمَّنُ أربعة أمور :

الأول : الإيمان بوجود الله- تعالى - :

وقد دلَّ على وجوده - تعالى -: الفطرة ، والعقل ، والشرع ، والحس .

1- أما دلالة الفطرة على وجوده - سبحانه- : فإنَّ كل مخلوق قد فُطِرَ على
الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير ، أو تعليم ، ولا ينصرف عن مقتضى هذه
الفطـرة إلاَّ من طرأ على قلبـه ما يصرفه عنها ؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : (ما من مولود إلا و يولدُ على الفطرة ، فأبواهُ يهودانه ، أو
ينصرانه ، أو يمجسانه ) (1) .

2- وأما دلالة العقل على وجود الله- تعالى - فلأن هذه المخلوقات : سابقها
ولاحقها ، لابد لها من خالق أوجدها ، إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛
ولا يمكن أن توجد صدفة.

لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ لأن الشيء لا يخلقُ نفسه ؛ لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقـًا ؟!

ولا يمكن أن توجد صدفة ؛ لأن كل حادث لابد له من محدث ، ولأن وجودها على
هذا النظام البديع ، والتناسق المتآلف ، و الارتباط الملتحم بين الأسباب
ومسبباتها ، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنعُ منعـًا باتـًّا أن يكون
وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيـف يكـون
منتظمـًا حـال بقائه وتطـوره ؟!

وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلـوقات نفسهـا بنفسها ، ولا أن توجد صدفة ؛ تعيَّن أن يكون لها موجد هو الله رب العالمين .

وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي ، و البرهان القطعي ، حيث قال :
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [ سورة الطور
: 35]. يعني : أنهم لم يُخْلَقُوا من غير خالق ، ولا هم الذين خلقُـوا
أنفسهـم ؛ فتعين أن يكـون خالقـهم هو الله تبارك و تعالى ، ولهذا لما سمع
جبير بن مطعم t رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه
الآيات : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *
أَمْ خَلَقُوا السموات وَالأرْضَ

بَل لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ

الْمُصَيْطِرُونَ) [سورة الطور : 35-37].

وكان جبير يومئذ مشركًا قال : (كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي ) (2) .

ولنضرب مثلاً يوضح ذلك : فإنه لو حدَّثك شخص عن قصرٍ مشيَّد ، أحاطتْ به
الحدائق ، وجرت بينها الأنهار ، ومُلئ بالفرش والأسِرَّة ، وزُيِّن بأنواع
الزينة من مقوماته ومكملاته ، وقال لك : إنَّ هذا القصر وما فيه من كمال
قد أوْجد نفسه ، أو وُجِد هكذا صدفة بدون مُوجد ؛ لبادرت إلى إنكار ذلك
وتكذيبه، وعددت حديثهُ سفهـًا من القول ، أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا
الكون الواسع: بأرضه ، وسمائه ، وأفلاكه ، وأحواله ، ونظامه البديع الباهر
، قد أوجَدَ نفسه ، أو وُجد صدفة بدون موجد ؟!

3- وأما دلالة الشرع على وجود الله - تعالى- : فلأن الكتب السماوية
كُلَّها تنطقُ بذلك ، وما جاءت به من الأحكام العادلة المتضمنة لمصالح
الخلق ؛ دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه ، وما جاءت به من
الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها ؛ دليل على أنها من رب قادر على
إيجاد ما أخبر به .

4- وأما أدلة الحس على وجود الله ؛ فمن وجهين: أحدهما : أننا نسمعُ
ونشاهدُ من إجابة الداعين ، وغوث المكروبين ، ما يدلُ دلالة قاطعة على
وجوده تعالى ، قال الله سبحانه: (وَنُوحًا إِذ نـَادَى مِن قَبْلُ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ) [سورة الأنبياء: 76] ، وقال تعالى: (إِذ
تـَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [سورة الأنفال : 9].

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك t قال : إنَّ أعرابيـًّا دخل يوم الجمعة
- والنبي صلى الله عليه وسلم يخطبُ - فقال : يا رسول الله ، هلك المال ،
وجاعَ العيال ، فادع الله لنا ؛ فرفع يديه ودعا ؛ فثار السحاب أمثال
الجبال ، فلم ينزل عن منبره حتى رأيتُ المطر يتحادر على لحيته . - وفي
الجمعة الثانية ، قام ذلك الأعرابي ، أو غيره فقال : يا رسول الله - تهدم
البناء ، وغرق المال ، فادع الله لنا ؛ فرفع يديه ، وقال : (اللهم
حوَاليْنا ولا عَلَيْنَا ، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت) (3) .

وما زالت إجابة الداعيـن أمرًا مشهودًا إلى يومنا هذا ؛ لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى ، وأتى بشرائط الإجابة .

الوجه الثاني : أنَّ آيات الأنبياء التي تسمَّى المعجزات ويشاهدها الناس ،
أو يسمعون بها ، برهان قاطع على وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى؛ لأنها أمور
خارجة عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى ؛ تأييدًا لرسله ، ونصرًا لهم .

مثال ذلك آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه
البحر ، فضربه ؛ فانفلَق اثنى عشر طريقـًا يابسـًا ، والماء بينها كالجبال
، قال الله تعالى : (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ
الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )
[سورة الشعراء : 63].

ومثال ثانٍ: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيي الموتى ، ويخرجهم
من قبورهم بإذن الله ، قال الله تعالى عنه : (وَأُحْيـِي الْمَوْتَى
بـِإِذنِ اللّهِ) [سورة آل عمران : 49] ، وقـال : ( وَإِذ تُخْرِجُ
الْمَوتَى بـِإِذنِي) [سورة المائدة :110] .

ومثال ثالث : لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية ، فأشار إلى
القمر ؛ فانفلق فرقتين ، فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) [سورة القمر : 1-2] .

فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى ؛ تأييدًا لرسله ، ونصرًا لهم ، تدلُ دلالة قطعية على وجوده تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:50 pm


س: ما معنى الإيمان بالربوبية ؟





ج:مما يتضمنه الإيمان بالله : الإيمان بربوبيَّته أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين .




والرب : من له الخلق ، والملك، و الأمر ، فلا خالق إلا الله ، ولا مالك
إلا هو، و لا أمر إلا له ، قال تعالى: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ)
[سورة الأعراف : 54] وقال :( ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) [ سـورة فاطـر : 13].




ولم يعلم أن أحدًا من الخلق أنكر ربوبية الله




سبحانه ، إلا أن يكون مكابرًا غير معتقد بما يقول، كما حصل من فرعون ، حين قال لقومه : (أَنَا ربُّكم الأَعلى) [سورة النازعات : 24] وقال : (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [سورة القصص : 38] ، لكن ذلك ليس عن عقيدة ، قال الله تعالى : (وَجَحَدُوا بـِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) [سورة النمل : 14] . وقال موسى لفرعون ، فيما حكى الله عنه : ( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السموات وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا) [سورة الإسراء : 102] ولهذا




كان المشركون يقرُّون بربوبية الله تعالى ، مع إشراكهم به في الألوهية ، قال الله تعالى : (
قُل لِّمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السموات السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا
تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بـِـيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجـِيرُ
وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُم تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ
فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
) [سـورة المؤمنون : 84-89].




وقال الله تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) [سورة الزخرف : 9].




وقال سبحانه : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [سورة الزخرف : 87].




وأمر الله سبحانه شامل للأمر الكوني والشرعي ، فكما أنه مدبر الكون القاضي
فيه بما يريد ، حسب ما تقتضيه حكمته ، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع العبادات
، وأحكام المعاملات ، حسبما تقتضيه حكمته ، فمن اتخذ مع الله تعالى
مشرِّعـًا في العبادات ، أو حاكمـًا في المعاملات ؛ فقد أشرك به ، ولم
يحقق الإيمان .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:51 pm

[size=25]س: ما معنى الإيمان بألوهية الله ؟[/size]



ج: الإيمان بألوهيَّته أي : بأنه وحده الإله الحق لا شريك له ، و(الإله) بمعنى : (المألوه) أي : (المعبود) حبًّا وتعظيمًا .




قال تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الرَّحْمَـنُ الرَّحِيـمُ ) [ سـورة البقرة : 163] ، وقـال تعالى : (
شَهِـدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُـوَ وَالْمَلاَئِكَـةُ
وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمـًا بالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [سورة آل عمران : 18 ] ، وكل من اتخذ إلهـًا مـع
الله ، يعبد مـن دونه ؛ فألوهيته باطلة ، قال الله تعالى : (ذلِكَ
بـِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبـِيرُ) [سورة الحج :
62]. وتسميتها آلهـة ؛ لا يعطـيها حق الألـوهيـة ، قــال الله تعـالى في (
اللات والعزى ومناة ) :




( إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بـِهَا مِن سُلْطَانٍ) [سورة النجم : 23] .




وقال عن هود : إنه قال لقومه : ( أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء
سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن
سُلْطَانٍ) [سورة الأعراف : 71] .




وقال عن يوسف - عليه السلام - أنه قال لصاحبي السجن : (أَأَرْبَابٌ
مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ
وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بـِهَا مِن سُلْطَانٍ) [سورة يوسف : 39 ،
40]




ولهذا كانت الرسل - عليهم الصلاة والسلام -يقولون لأقوامهم : (اعْبُدُواْ
اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [سورة الأعراف : 59] ، ولكن أبى
ذلك المشركون ، واتخذوا من دون الله آلهة ، يعبدونهم مع الله سبحانه و
تعالى ، ويستنصرون بهم ، ويستغيثون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:52 pm

كيف أبطل الله اتخاذ المشركين آلهة غيره ؟



ج: وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين :




الأول : أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء من خصائص الألوهية ، فهي
مخلوقة لا تخلقُ، ولا تجلب نفعـًا لعابديها ، ولا تدفع عنهم ضررًا ، ولا
تملك لهم حياة ، ولا موتـًا ، ولا يملكون شيئـًا من السموات ، ولا يشاركون
فيه.




قـال الله تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ
آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ
لأنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُـونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً
وَلا نُشُـورًا
) [سورة الفرقان :3] .




وقال تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم
مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ
وَلا فِي الأرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم
مِّن ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
) [سورة سبأ : 22 ، 23] وقال تعالى : (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ) [سورة الأعراف : 191 ، 192] .




وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة ؛ فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه ، وأبطل الباطل .




والثاني : أن هؤلاء المشركين ، كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب
الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجيرُ ولا يُجارُ عليه ، وهذا يستلزم
أن يوحِّدوه بالألوهية ، كما وحَّدوه بالربوبية ، كما قال تعالى : ( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ
مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ
فِرَاشـًا وَالسَّمَاء بـِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ
بـِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقـًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ
أَندَادًا وَأَنتُمْ




تَعْلَمُونَ
) [سورة البقرة : 21 ، 22] .




وقال تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [سورة الزخرف : 87] .




وقال تعالى : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ
السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ
تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَـاذا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْـرَفُونَ
) [سورة يونس : 31 ، 32]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:52 pm

س: ما معنى الإيمان بأسماء الله وصفاته ؟



ج: الإيمان بأسمائه وصفاته :




أي : إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه
وسلم من الأسماء ، و الصفات ، على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا
تعطيل ، ولا تكييف ، و لا تمثيل ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بـِهَا وَذرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
) [سورة الأعراف : 180] ، وقال تعالى : (وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة الروم : 27] ، وقال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالسبت يوليو 17, 2010 11:53 pm



س: ضلَّ في أمر الأسماء والصفات طائفتان. اذكرهما وما هو الرد عليهما؟



ج: ضلَّ في هذا الأمر طائفتان :




إحداهما : (المعطِّلة) الذين أنكروا الأسماء و الصفات ، أو بعضها ، زاعمين
أن إثباتها لله يستلزم التشبيه ، أي : تشبيه الله تعالى بخلقـه ، وهذا
الزعم باطل ؛ لوجوه ، منها :




الأول : أنه يستلزم لوازم باطلة ؛ كالتناقض في كلام الله سبحانه ، وذلك أن
الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء ، والصفات ، ونفى أن يكون كمثله شيء ، ولو
كان إثباتها يستلزم التشبيه ؛ لزم التناقض في كلام الله ، وتكذيب بعضه
بعضـًا .




الثاني : أنه لا يلزم من اتفاق الشيئين في اسم أو صفة أن يكونا متماثلين ،
فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلاًّ منهما إنسان سميع ، بصير ، متكلم ،
ولا يلزم من ذلـك أن يتماثلا في المعـاني الإنسانية ، والسمع ، والبصـر ،
والكلام ، وترى الحيـوانات لها أيدٍ ، وأرجلٌ ، وأعينٌ ، ولا يلزم من
اتفاقها هذا أن تكون أيديها ، وأرجلها ، وأعينها متماثلة .




فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفقُ فيه




من أسماء ، أو صفات ؛ فالتباين بين الخالق و المخلوق أبين وأعظم .




الطائفة الثانية : (المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء




والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه ، زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص ؛
لأن الله تعالى يخاطب العباد بما يفهمون ، وهذا الزعم باطل ؛ لوجوه منها :




الأول : أن مشابهة الله تعالى لخلقـه أمر يبطله العقل ، والشرع ، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمرًا باطلاً .




الثاني : أن الله تعالى خاطبَ العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى ، أما
الحقيقة والكُنْه الذي عليه ذلك المعنى ؛ فهو مما استأثر الله تعـالى
بعلمـه فيما يتعلق بذاته ، وصفاته.




فإذا أثبت الله لنفسه أنه سميع ؛ فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى ،
(وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة
؛ لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات ؛ فالتباين فيها بين الخالق و
المخلوق أبين وأعظم .




وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه استوى على عرشه ؛ فإن الاستواء من حيث
أصل المعنى معلوم، لكن حقيقة الاستواء التي هو عليها غير معلومة لنا
بالنسبة إلى استواء الله على عرشه ؛ لأن حقيقة الاستواء تتباين في حق
المخلوق ، فليس الاستواء على كرسي مستقر كالاستواء على رحل بعير صعب نفور
، فإذا تباينت في حق المخلوق ؛ فالتباين فيها بين الخالق و المخلوق أبين و
أعظم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:01 am

ما هي ثمرات الإيمان بالله-تعالى- ؟



ج: الإيمان بالله تعالى على ما وصفنا يثمر للمؤمنين ثمرات جليلة، منها:




الأولى : تحقيق توحيد الله تعالى، بحيث لا يتعلق بغيره رجاء، ولا خوف، ولا يعبد غيره .




الثانية : كمال محبة الله تعالى، وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى، وصفاته العليا .




الثالثة : تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:02 am

من هم الملائكة ؟ وما هي خصائصهم ؟ وكم عددهم ؟





ج: الملائكة : عالم غيبيٌّ ، مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من
خصائص الربوبية و الألوهية شيء ، خلقهم الله تعـالى من نور ، ومنحهـم
الانقياد التامَّ لأمره ، والقوة على تنفيذه . قال الله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبـِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ) [سورة الأنبياء : 19 ، 20]




وهم عدد كثير ، لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث
أنس في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع له البيت المعمور في
السماء، يُصلِّي فيه كلَّ يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه
آخر ما عليهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:03 am

كيف نحقق الإيمان بالملائكة؟؟


ج: والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور :

الأول : الإيمان بوجودهم .

الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم أسماءهم نؤمن بهم إجمالاً.

الثالث : الإيمان بما علمنا من صفاتهم ، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خُلق عليها ، وله ستمائة جناح قد
سدَّ الأفق .

وقد يتحول الملك بأمـر الله تعالى إلى هيئـة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين
أرسله الله تعالى إلى مريم فتمثَّل لها بشرًا سويـًّا ، وحين جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه ، جاءه بصفة رجلٍ شديدِ
بياضِ الثياب ، شديدِ سوادِ الشعر ، لا يُرى عليه أثرُ السفر ، ولا يعرفه
أحد من الصحابة ، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى
ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام
، والإيمان ، و الإحسان ، والساعة ، وأماراتها ؛ فأجابه النبي صلى الله
عليه وسلم فانطلق ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم
دينكم) (2) .

وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم، ولوط كانوا على صورة رجال .

الرابع مما يتضمنه الإيمان بالملائكة : الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي
يقومون بها بأمر الله تعالى ؛ كتسبيحه ، والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون
ملل ، ولا فُتُور .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:04 am


س: ما هي ثمرات الإيمان بالملائكة؟


ج: والإيمان بالملائكة ، يثمر ثمراتٍ جليلةً منها:




الأولى : العلم بعظمة الله تعالى ، وقوَّته ، وسلطانه، فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .




الثانية : شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم ، حيث وكَّل من هؤلاء
الملائكة من يقوم بحفظهم ، وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم .




الثالثة : محبة الملائكة علـى ما قامـوا به من عبادة الله تعالى .




وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجسامـًا ، وقالوا : إنهم عبارة عن
قوى الخير الكامنة في المخلوقات ، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى ، وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين .



عدل سابقا من قبل حسن رجب في الأحد يوليو 18, 2010 12:32 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:06 am

س: زعم بعض أهل البدع أن الملائكة عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات وليست أجساماً. فكيف نرد عليهم ؟

ج:
أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجسامـًا ، وقالوا : إنهم عبارة عن قوى
الخير الكامنة في المخلوقات ، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى ، وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين .

قال الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثـُلاثَ وَرُبَاعَ ) [سورة فاطر : 1].

وقال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [سـورة الأنفال : 50].

وقال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ) [سورة الأنعام : 93] .

وقال تعالى : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَن قُلُوبـِهِمْ قَالُوا مَاذا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبـِيرُ) [سورة سبأ : 23].

وقال في أهل الجنة : ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بـِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [سورة الرعد : 23 ، 24].

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا
أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحبُ فلانـًا فأحببه ؛ فيحبّه جبريل
، فينادي جبريل في أهل السماء : إنَّ الله يحب فلاناً فأحبُّوه؛ فيحبه أهل
السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض
).

وفيه أيضـًا عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا
كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول
فالأول ، فإذا جلس الإمام ؛ طووا الصحف ، وجاءوا يستمعون الذكر
).

وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية ، كما قال الزائغون ، وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:07 am

س: ما معنى الكتب؟ وكيف نحقق الإيمان بها؟



ج: الكتب : جمع (كتاب) بمعنى (مكتوب) .




والمراد بها هنا : الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق ، وهداية لهم ، ليصلُوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة .




والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور :




الأول : الإيمان بأن نزولها من عند الله حقًّا .




الثاني : الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه : كالقرآن الذي نزل على محمد
صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ،
والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، والزَّبـُور الذي أوتيه
داود صلى الله عليه وسلم ، وأما ما لم نعلم اسمه ؛ فنؤمن به إجمالاً .




الثالث : تصديق ما صحَّ من أخبارها ، كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة .




الرابع : العمل بأحكام ما لم ينسخ منها ، والرضا و التسليم به سواء أفهمنا
حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله
تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بـِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) أي ( حاكمـًا عليه ).




وعلى هذا ، فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صحَّ منها ، وأقرَّه القرآن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:08 am



س: ما هي ثمرات الإيمان بالكتب؟





ج: والإيمان بالكتب يثمر ثمراتٍ جليلةً منها :




الأولى : العلم بعناية الله - تعالى - بعباده ، حيث أنزل لكل قوم كتابـًا ، يهديهم به .




الثانية : العلم بحكمة الله تعالى في شرعه ، حيث شرَّع لكل قوم ما يناسب أحوالهم ، كما قال الله تعالى : (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا).




الثالثة : شكر نعمة الله في ذلك .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:09 am


س: ما معنى الرسول؟ ومن هو أول رسول أُرسل؟ وماهي خصائص الرسل؟





ج: الرسل : جمع (رسول) بمعنى : (مُرسَل) أي مبعوث بإبلاغ شيء .




والمراد هنا : من أوحي إليه من البشر بشرع وأُمر بتبليغه .




وأول الرسل نوح - عليه السلام - وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.




قال الله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبـِـيِّـيـنَ مِن بَعْدِهِ).




وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- في حديث الشَّفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ؛ ليشفع لهم ، فيعتذر إليهم ويقول : ائتوا نوحـًا أول رسولٍ بعثه الله ) وذكر تمامَ الحديث.




وقال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبيِّينَ).




ولم تخلُ أمةٌ من رسول ، يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه ، أو
نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ؛ ليجـددهـا ، قـال الله تعـالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَـا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ).


وقال تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ).




وقال تعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بـِهَا النَّبـِـيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُـواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ).




والرسل بشر مخلوقون ، ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، قال الله
تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرسل ، وأعظمهم جاهـًا
عند الله : (قُل
لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نـَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ
وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنـَاْ إِلاَّ نـَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ
).




وقال تعالى : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ
ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَن يُجـِـيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ
وَلَنْ أَجـِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدً
ا).




وتلحقهم خصائص البشرية : من المرض ، والموت ، والحاجة إلى الطعام ، و
الشراب ، وغير ذلك ، قال الله تعالى عن إبراهيم - عليه الصلاة و السلام -
في وصفه لربه تعالى : ( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْـتُ فَهُوَ يَشْفِيـنِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثـُمَّ يُحْيِينِ).


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون ؛ فإذا نسيت ؛ فذكِّروني).


وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم ، وفي سياق الثَّناء عليهم ؛ فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا).


وقال في محمد صلى الله عليه وسلم : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).




وقال في إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب - صلَّى الله عليهم وسلَّم - : (وَاذكُرْ
عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأيْدِي
وَالأبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بـِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ *
وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ
).




وقال في عيسـى ابن مريـم صلى الله عليه وسلم : (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَــا عَلَيْـــهِ وَجَعَلْنَـاهُ مَثَـلاً لِّبَنِـي إِسْرَائِيــلَ ).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:10 am


س: كيف نحقق الإيمان بالرسل؟


ج: الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:




الأول : الإيمان بأن رسالتهـم حق من الله تعـالى، فمن كفر برسالة واحد منهم؛ فقد كفر بالجميع، كما قال الله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ
فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل، مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذَّبوه،
وعلى هذا فالنصارى الذين كذَّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه؛
هم مكذِّبون للمسيح ابن مريم، غير متبعين له أيضـًا، لا سيَّما أنه قد
بشرهم ب(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب 427886ليه وسلم ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم،
ينقذُهم الله به من الضَّلالة، ويهديهم إلى صراط مستقيم.



الثاني:- مما يتضمنه الإيمان بالرسل- الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه
مثل : محمد، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح-عليهم الصلاة والسلام- وهؤلاء
الخمسة هم أولو العزم من الرسل، وقد ذكرهم الله -تعالى- في موضعين من
القرآن في قوله: (وَإِذ أَخَذْنـَا مِنَ النَّبيِّينَ مِيثـَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)، وقوله:(شَرَعَ
لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بـِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بـِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ
أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
).



وأما من لم نعلم اسمه منهم ؛ فنؤمن به إجمالاً ، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَــا عَلَيْـــكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْـكَ).



الثالث:-مما يتضمنه الإيمان بالرسل- تصديق ما صحَّ عنهم من أخبارهم.



الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب 427886ليه وسلم المرسل إلى جميع الناس، قال الله تعالى: (فَلاَ
وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لاَ يَجـِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمـًا
).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:13 am

س: كذَّب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر!. كيف أبطل الله هذا الزعم؟



ج: قد كذَّب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر ! وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم ، وأبطله بقوله سبحانه : (وَمَا
مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن
قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً * قُل لَّوْ كَانَ فِي
الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَــا عَلَيْهِم
مِّنَ السَّمَــاء مَلَكًا رَّسُولاً
).




فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه لابد أن يكون الرسول بشرًا ؛ لأنه مرسـل
إلى أهل الأرض ، وهم بشر ، ولو كان أهل الأرض ملائكة ؛ لنزَّل الله عليهم
من السماء ملكـًا رسولاً ؛ ليكون مثلهم ، وهكذا حكى الله تعالى عن
المكذبين للرسل أنهم قالوا : (إِنْ
أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا
كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بـِسُلْطَانٍ مُّبينٍ * قَالَتْ
لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ
اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن
نَّأْتِيَكُم بسُلْطَانٍ إِلاَّ بإِذنِ اللّهِ
).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:14 am

س: ما معنى اليوم الآخر؟ وكيف نحقق الإيمان به؟





ج: اليوم الآخر: يوم القيامة الذي يُبْعثُ الناس فيـه ؛ للحساب ، والجزاء .




وسمِّي بذلك ؛ لأنه لا يوم بعده ، حيث يستقرُ أهل الجنة في منازلهم ، وأهل النار في منازلهم .




والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور :




الأول : الإيمان بالبعث : وهو إحياء الموتى حين ينفخُ في الصور النفخة
الثانية ؛ فيقوم الناس لرب العالمين ، حفاة غيرَ منتعلين ، عراة غيرَ
مستترين ، غُرلاً غيرَ مختتنين ، قال الله تعالى : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنـَّا كُنَّا فَاعِلِينَ).


والبعث : حقٌّ ثابت ، دلَّ عليه الكتابُ ، و السُّنَّةُ ، وإجماع المسلمين .




قال الله تعالى : (ثـُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثـُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ).


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ).




وأجمع المسلمون على ثبوته ، وهو مقتضى الحكمة ، حيث تقتضي أن يجعل الله
تعالى لهذه الخليقة معادًا ، يجازيهم فيه على ما شرعه لهم فيما بعث به
رسله ، قال الله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)


وقال لنبـِـيـِّه صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الَّــذِي فَــرَضَ عَلَيْــكَ الْقُـرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ).




الثاني مما يتضمنه الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بالحساب والجزاء :
يحاسَبُ العبد على عمله ، ويجازى عليه ، وقد دلَّ على ذلك الكتاب ، والسنة
، وإجماع المسلمين .




قال الله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثـُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)، وقال تعالى : (مَن
جَاء بـِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء
بـِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
)، وقال تعالى : (وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفْسٌ
شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بـِهَا
وَكَفَى بـِنَا حَاسبـِـينَ
).




وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(
إن الله يدني المؤمن ؛ فيضع عليه كنفه - أي ستره - ويسترهُ ، فيقـول :
أتعـرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم ، أي رب ، حتى إذا
قـَرَّرَهُ بذنوبه ، ورأى أنه قد هلك ؛ قال :


قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفـرها لـك اليوم ؛ فيعطى كتاب حسناته ،
وأما الكفار والمنافقون ؛ فينادى بهم على رؤوس الخلائق : هؤلاء الذين
كذبوا على ربهم ، ألا لعنةُ الله على الظالمين
).


وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن
من همَّ بحسنة فعملها ؛ كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى
أضعاف كثيرة ، وأن من همَّ بسيئة فعملها ؛ كتبها الله سيئة واحدة
).




وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على الأعمال ، وهو مقتضى
الحكمة ؛ فإن الله تعالى أنزل الكتب ، وأرسل الرسل ، وفرض على العباد قبول
ما جاءوا به ، و العمل بما يجب العمل به منه ، وأوجب قتال المعارضين له
وأحلَّ دماءهم ، وذرِّيَّاتهم ، ونساءهم ، وأموالهم ، فلو لم يكن حساب ولا
جزاء ؛ لكان هذا من العبث الذي ينزهُ الرب الحكيم عنه ، وقد أشار الله
تعالى إلى ذلك بقوله : (فَلَنَسْأَلَنَّ
الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ *
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بـِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئبينَ
).




الثالث مما يتضمنه الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بالجنة والنار وأنهما المآل الأبدي للخلق .




فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين




المتقين ، الذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به ، وقاموا بطاعة
الله ورسوله ، مخلصين لله ، مُتَّبـِعِـين لرسوله ، فيها من أنواع النعيم (ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر) قال الله تعالى: (إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
)، وقال تعالى: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بـِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).




وأما النار : فهي دار العذاب التي أعدَّها الله تعالى للكافرين الظالمين ،
الذين كفروا به وعصوا رسله ، فيها من أنواع العذاب ، والنـَّـكال ما لا
يخطر على البال قال الله تعالى : (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)، وقال تعالى: (وَقُلِ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بـِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بـِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
بـِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا
)، وقال تعالى : (إِنَّ
اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا لاَّ يَجـِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا * يَوْمَ
تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا
اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا
).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:15 am


س: ما هي ثمرات الإيمان باليوم الآخر؟



ج: للإيمان باليوم الآخر ثمراتٌ جليلة منها:




الأولى: الرغبة في فعل الطاعة، والحرص عليها؛ رجاء لثواب ذلك اليوم.




الثانية: الرهبة من فعل المعصية، ومـن الرضـى بها؛ خوفـًا من عقاب ذلك اليوم.




الثالثة: تسلية المؤمن عمَّا يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة، وثوابها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن رجب
المدير العام
المدير العام
حسن رجب


تاريخ التسجيل : 12/03/2010

(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب   (( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب Emptyالأحد يوليو 18, 2010 12:16 am

س: كيف نرد على من أنكر البعث؟؟

ج: أنكر الكافرون البعث بعد الموت؛ زاعمين أن ذلك غير ممكن!
وهذا الزعم باطل ، دلَّ على بطلانه الشرع ، والحس ، و العقل .
أما الشرع : فقد قال الله تعالى : ( زَعَمَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي
لَتُبْعَثُنَّ ثـُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بـِمَا عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرٌ
)
[سورة التغابن : 7] . وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه .

وأما الحس : فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا ، وفي سورة البقرة ، خمسة أمثلة على ذلك ، هي :
المثال الأول : قوم موسى حين قالوا له : (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ) [سورة البقرة : 55] فأماتهم الله تعالى ، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطبـًا بني إسرائيل : ( وَإِذ
قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً
فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ *ثـُمَّ بَعَثْنَاكُم
مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
)
[سورة البقرة : 55 ، 56] .

المثال الثاني : في
قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل ، فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا
بقرة فيضربوه ببعضها ؛ ليخبرهم بمن قتله ، وفي ذلك يقول الله تعالى : (وَإِذ
قَتَلْتُمْ نَفْسـًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا
كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ ببَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيي
اللّهُ الْمَـوْتَى وَيُرِيكُـمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
)
[سورة البقرة : 72، 73]

المثال الثالث : في
قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم فرارًا من الموت وهم ألوف ؛ فأماتهم الله
تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى : (أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثـُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ
اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لاَيَشْكُرُونَ
)
[سورة البقرة : 243].

المثال الرابع : في
قصة الذي مرَّ على قرية مـَيـِّتةٍ ، فاستبعد أن يحييها الله تعالى ؛
فأماته الله تعالى مائة سنة ، ثم أحياه ، وفي ذلك يقول الله تعالى : (أَوْ
كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ
أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ
مِئَةَ عَامٍ ثـُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبثْتَ قَالَ لَبثْتُ يَوْمًا
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى
طَعَامِكَ وَشَرَابكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ
ننشِزُهَا ثـُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ
أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
)
[ سورة البقرة : 259].

المثال الخامس : في
قصة إبراهيم الخليل ، حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى ؛ فأمره
الله تعالى أن يذبح أربعة من الطير ، ويفرقهن أجزاء على الجبال التي حوله
، ثم يناديهن ؛ فتلتئم الأجزاء بعضها إلى بعض ، ويأتين إلى إبراهيم سعيـًا
، وفي ذلك يقول الله تعالى : ( وَإِذ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ
تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبي قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثـُمَّ اجْعَلْ عَلَى
كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثـُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا
وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَـكِيمٌ
)
[سورة البقرة : 260].

فهذه أمثلة حسِّيَّة
واقعة ، تدل على إمكان إحياء الموتى ، وقد سبقت الإشارة إلى ما جعله الله
تعالى من آيات عيسى بن مريم في إحياء الموتى ، وإخراجهم من قبورهم - بإذن
الله تعالى - .

وأما دلالة العقل : فمن وجهين :
أحدهما : أن الله
تعالى فاطر السموات ، والأرض ، وما فيهما ، خالقهما ابتداء ، والقادر على
ابتداء الخلق، لا يعجز عن إعادته ، قال الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثـُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)
[سورة الروم : 27] . وقال تعالى : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [سورة الأنبياء : 104]. وقال آمرًا بالرد على من أنكر إحياء العظام وهي رميم:(قُلْ يُحْييهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) [سورة يس : 79] .

الثاني : أن الأرض
تكون ميتة هامدة ، ليس فيها شجرة خضـراء ؛ فينزل عليها المطر ؛ فتهتز
خضراءَ حيـَّةً ، فيها من كل زوج بهيج ، والقادر على إحيائها بعد موتها ،
قادر على إحياء الأموات، قال الله تعالى : (وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي
الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
)
[سورة فصلت : 39] ، وقال تعالى : (وَنَزَّلْنَا
مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكـًا فَأَنبَتْنَا بـِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ
الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا
لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بـِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ
)
[سورة ق : 9 ، 11]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(( شرح أصول الإيمان )) في سؤال وجواب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الإيمان بالكتب أصل من أصول الإيمان
» سؤال لقسم الاسلام سؤال وجواب
» سؤال وجواب سؤال بالاجابه 250
» سؤال وجواب
» سؤال وجواب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفوائد المتبادلة 2010 :: اسلاميات :: قسم التوحيد العقيدة-
انتقل الى: